يقول “تسابارى”، فى كتابه الجديد حول الفرق بين السعادة والفرح: “إن ما يجلب لك الشعور بالسعادة، ليس هو نفسه ما يجعلك سعيدًا. فالأمر لا يتعلق فقط بالمفاهيم اللغوية للكلمتين، ولكن هناك فرق كبير وواضح بينهما، لذا من الضروري التفريق بين الاثنين”.
الفرق بين السعادة والفرح:
وفقًا لتساباري، تأتي السعادة من التجارب الخارجية المُكتسبة. على سبيل المثال، يمكن أن تأتي السعادة من امتلاكك لسيارتك الخاصة. التى كنت تتمنى امتلاكها فى يوما ما، أو من زوجتك التى تشاركك تفاصيل حياتك بكل حب. وبالتالي، عندما تتعطل سيارتك أو تتركك زوجتك، سيسطر عليك الشعور بأنك لم تعد سعيدًا.من ناحية أخرى، الشعور بالفرح يأتي من عيش اللحظة فقط، فأنت لا تحتاج إلى أي أشياء مادية، أو تجارب مكتسبة، لتقُبل اللحظة الحالية، مما يجعل الفرح قوة أقوى بكثير.
يمكن اعتبار الفرح مجرد اختيار، يمكننا القيام به. فهو موقف نتبناه يساعدنا على عيش الحياة التي نريد أن نعيشها، وإخراج الطاقة التي نختارها. يتيح الفرح لنا أن نكون ممتنين لانتصاراتنا الكبيرة والصغيرة. إنه العمل والمجهود الذى قمنا به من أجل الأشياء المهمة، والتخلي عن الأشياء غير المهمة. هو شعورك بالكره الذى بداخل أعدائك، فتختار بدلاً من محاربتهم، أن تجعل من أفعالهم حافزًا لتحقيق انتصارات فى حياتك الشخصية أو العملية، وقتها فقط.. ستسطيع الشعور من داخلك بمشاعر الرضا التى ستُكسبك مشاعر الفرح.لهذا السبب، وفقًا لتساباري، السعادة هي تجربة مؤقتة ارتبطت بعوامل خارجية، بينما الفرح هو شعور مستمر ودائم، فالسعادة عابرة لأن أي شيء يتم الحصول عليه من العالم الخارجي سريع الزوال. ولكن الفرح بينك وبين اتصالك بلحظتك الحالية الحقيقية التى ستستمر معك بالتأكيد طوال حياتك.
كيف تزرع الفرح؟
السؤال الآن، كيف يمكنني الاتصال باللحظة الحالية واحتضان الشعور بالفرح؟
وفقًا لعلماء النفس، قد يكون من الصعب على الانسان تحقيق هذا الشعور، ولكن هناك بعض النصائح التى ستساعدك فى هذا الأمر.. مثل:
التأمل:
التأمل هو تقديرك لكل لحظة تعيشها فى الحياة، وان تلك اللحظة الحالية التى تعيشها لن تتكرر وعليك الاستمتاع بها من داخلك. عندما نتبنى ذلك المفهوم، فإننا نرى كيف تؤثر أفعالنا في الوقت الحالي على اللحظة التالية، ونحن متناغمون للغاية، ومدركون تمامًا، ومستيقظون جدًا. ومن ثم من هنا تأتي السعادة. جرب هذه النصيحة لمدة 10 دقائق للتأمل الداخلي.
تمسك بالمألوف:
نظرًا لأننا نعيش فى عالم رأسمالى وسط مجتمعات استهلاكية، فقد نسينا أنه في اللحظات العادية، تكمن أعظم لحظات الفرح.
الوباء الذى نعيشه الآن بسبب كورونا، على سبيل المثال، يعلمنا درسًا قاسًا، ويعطينا دورة مكثفة سريعة حول تقدير اللحظة العادية التى كنا لا نقدرها قبل جائحة كورونا. عندما تكون عاجزًا عن شرب قهوتك مع أصدقائك بسبب ظروق الغلق والالتزام بقواعد الابتعاد الاجتماعى وتتذكر كيف لم تكن تخرج كثيرا معهم من قبل، عندما تفكر فى الانطلاق وسط الطبيعة لانها المكان الآمن لك وسط ظروف الجائجة، قد تجد إحساسًا أكبر بالرضا مما كنت فيه من قبل. تواصل مع تلك اللحظة وكل لحظة تعيشها، وقد تجد هذا الشعور الدائم بالبهجة.
مساعدة الآخرين من أسباب السعادة
بالنسبة لتساباري، فإن مساعدة الآخرين هو ما يربطه باللحظة الحالية (جنبًا إلى جنب مع بعض التأمل بالطبع). يمكنك خلق شعورك بالفرح، بمساعدة الناس على تخفيف معاناتهم، فوفقًا، لدراسة حديثة فى السلوك الانسانى، خلُصت إلى أن مساعدة الآخرين تعزز صحتك العقلية. لذا، ابحث عن طريق تحبه وافعل ما في وسعك لترك بصمتك. افالنتيجة ستكون، أن شعور الفرح الحقيقي سيكون بمثابة مكافأة لك.
فقط.. تذكر دائمًا، لأنحالة الفرح هي التى تسمح لنا بالاحتفال بالأشياء الصغيرة وتلك الانتصارت فى حياتنا، يمكننا بسهولة حالة السعادة وتحويلها من حالة مؤقية الى دائمة بداخلك.