نوبات الأمل:
اوكلاند ١٩٩٦
الطريق موحش، فيه افراد البشر
تتزاحم بالمناكب، و لا ترى "الأنسان"
خوفاً من الخوف ،ذات الخوف لا سواه
حتى الخوف من نازح مهاجر
يرى الضياء من المنازل، من الأكواخ
و المنازل يلفها الظلام
ليت شعري اهذه منازل ام هذه مقابر
النازح لا يعترف بالنزوح انه مكابر
يلفها الصمت العميق، آهات مشرد
و صفير غابة تجلد نباتها و الشجر ريح عاتية
اشجارها من شدة الأسى تستجير بالمهاجر
تأن بأعلى عالي الصوت من أعلى الحناجر
و مدمن تلسع ضلعه الصقيع و الحجر
و بسطال العساكر
يا ترى كيف يفعل الناس هناك
في دفء الأسرة، احضان خلان الصبا
امان و ابواب موصدة
وهو غير مكترث، انه مسافر
ليس مشرد فهو مسافر
حقائب خاوية ، تملأ و تفرغ كل يوم
مرت عقود و ما زال مسافر
هل من الإنصاف انه مشرد
و الكل لديه منزل و دار عامر
:::
حصحص الضياء و مدت الشمس
خيوطاً واهية ربما ازالت القذى من المحاجر
محاجر من لسع برد ساعت السحر
باتت الليل الطويل و النوم لم يخامر
و عدّ النجوم الليل به لم يجود
غرقت تلك الكواكب في بحر الغمام
الذي خيم و لن يغادر
حتى السماء بالبكاء اجهشت
دموعها على المدينة سيل غامر
:::
توعّد المهاجر المدينة
اني قادم سأنهض من بين الركام
يقول انني سوف اعود
ربما غد أو لا فبعد غدٍ لابد ان أعود
ترتقي الشمس كعذراء خجولة
تتهادى نحو أكباد السماء
شيئاً فشيئاً و الدف يعود
تصب الشمس امواج من ضياء
تجبر مياه البحر بالتراجع
مخلفاً وراءه الأصداف و الرمال
على ضحالة البحر هم الشهود
هناك على شاطيء الهادي
الضوء قادم و الامل لابد ان يعود
و الأطفال قصوراً من الرمال
تبني و تشيد، ثم تخرب و تشيد
الشمس تغدو لتستريح هناك
فوق الظلام و الغيوم، و العتمة تعود
يهيج البحر هادما قصر الرمال
الطفل يصرخ ما هذا الجحود
يتوعد الطفل المحيط و الطلام
انني غدا أو بعد غدٍ سوف أعود
لابد أن اعود
اني اقسمت عليك يا مياه البحر
انك بأسم الصبا لابد ان تجود
كرة اخرى نعود، وانذرك !!! حذاري
فان معصميَّ تُقطع و لا تُقاد بالقيود