أحاولُ الرسم
أحضّرُ الأدوات
فجأةً أتذكّرُ فان جوخ
وليلةَ النجومِ
وكيفَ مات
أحدّق في لوحتهِ طويلاً
لم يرسم -فان جوخ-
لوحةً فقط
رسمَ الأضواء والظلمات
رسم البيوت والسماء
هو لم يرسم بل أعادَ الذكريات
حينئذٍ أذهب نحو لوحةٍ أخرى
بيكاسو
كان يرسم العبث
عينٌ صُغرى وعينٌ كبرى
وعازفُ قيثارٍ نحيلُ الجسد
بيكاسو لم يرسم
بل اختلطت عندهُ
الأحلامُ والمخاوفُ
والخرافات
بيكاسو رسمَ الحياة لنا
لكنّنا لم نرى شيئاً لأنا في سُبات!
ثمّ تأتي موناليزا
أضحكُ فتضحك
أحزن فتحزن
اهدأ فتهدأ
دافينشي لم يرسم لوحة فقط
بل ثبّت أمام ناظرينا مرآةْ
الآن حان دوري لأرسم
ماذا أرسم؟!
كيف تُرسمُ الكلمات
شرّعتُ في رسم لوحتي
فوجدتُ نفسي قد رسمتُ
طفلاً ماسكاً بيديهِ حجارةً
يرمي بها نحو الطغاةْ
وهم حاملين بنادقهم
مصوّبين بها نحوه
هوَ واحدٌ وهم مئات
حينها أدركتُ أنّ الرسم
تعبيراً بسيطاً للمات.!- رِهام