ايوب
يا ولدي أنعم بريعان الصبا ازهار نيسانِ
و ارتشف خمر الصبا، و إن زاد فاسقيني
و اترك الوهن العضال لي فهو وهنُ تشريني
الذي بتُ أقاسيهُ و هو ينعيني
يقول "انا السجّان" و أنت
ما أنت سجيني!!
و تلك النفوس التي آسيتها في ما مضى
من فرط الاسى باتت تواسيني
تسامت الآهات من صدري الى السما
و لبدت سما المدينة بدثارِ من ألمٍ حزينِ
::::
صلّي للخلاص عسى
قدومٌ لأوهام تموز تُبعث ثم ينجينيً
وهن خريف العمر يا ولدي داء لا دواء له
فلا طب الحداثة نافعي
و لا دجل العطار يشفيني
ذاك الأسى لو نجرأ نبوح به
لأنهد ثهلان و انهار حمرين
ألم لو سلطته على قضبان الحديد تلينِ
تراودني الآلام،كأن الدقائق دهرٌ
وكل زفرة به طعنات بسكينِ
اه يا يوم مولدي المجهول لا يجرأ يوافيني
و لو ظفرتُ به أبدلت شمعات الفرح مجلس لتأبيني
يسألني ريعان الشباب بسكره
ما انت فاعل اذا جفت أنهار الصبا
أو ذبلت أغصان نسريني
:::
أما اليوم
فلا رجاء لعود ريعان الصبا
و لا نيل المكارم بعد اليوم يغريني
المي لا ابوح به ما دام قلب أمي نابضاً
يرجوا اللقاء بين الحين و الحينِ
هبني الحياة بلا ألم ، هدوء النفس يكفيني
تطاردني اشباح الردى منذ يوم مولدي
و لم تزل وقد تجاوزت ستيني
لا سبيل للخلاص سوى المحتوم
حفرةٌ مترين تحت تراب الأرض تأويني
:::
ما العمل اذا حلت النفس في الجسم الخبيث
في عالمٍ خبيث
يرديك بالسقم بعد السقم بين الحين و الحينِ
كابوس رعب و في كل ليلةٍ اشباح تنيّينِ
و هذه الغربة ارتديتها طوعا
تكافئني بثوبٍ من هوانٍ يزدريني
و ما تعلقي في دنيا الخراب لصفو معيشة
و لكني كرهت توريث الأسى
لأكبادِ محبيني