الحذر من الرياء

قال النبي "صل الله عليه واله":
- إني تخوفت على أمتي الشرك، أما إنهم لا يعبدون صنما ولا شمسا ولا قمرا ولكنهم يراءون بأعمالهم.¹
- إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر. قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: الرياء.²
- إن النار وأهلها يعجون من أهل الرياء فقيل: يا رسول الله وكيف تعج النار؟ قال: من حر النار التي يعذبون بها.³

الرياء: هو مصطلح إسلامي يشير إلى فعل المرء العبادة من أجل أن يراه الناس، أو من أجل أن يقال هذا شخص صالح، أو لإرضاء الناس ولا يهتم بإرضاء الله

قال تعالى ‏﴿فويل للمصلين ۞ الذين هم عن صلاتهم ساهون ۞ الذين هم يراءون ۞ ويمنعون الماعون ۞﴾⁴

ان الرياء يعتبر من الشرك الاصغر او الشرك الخفي، وهو من شرك الطاعة اي مشاركة الاعمال لا شرك العبادة لكن هذا الشرك من اخطر انواع الشرك واشدها قال تعالى ‏﴿…فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا﴾⁵ والكثير والكثير من الايات القرآنية التي حذرت من هذه الافة العظيمة ذنوبها

فنجد اليوم وللأسف الشديد ان هذه الأفة اخذت حيزها خصوصا بعد انتشار الانترنيت في كل البيوت، فتجد الذي يغفل عن صلاته وينسى واجباته يتراءى عبر النشر انه فعل الفعل الفلاني، وانه كان يصلي صلاة الفلانية

• التقاليد والاعراف التي تحتوي على اعمال الرياء دون ملاحظتها منها:
- التبذير في حفلات الزفاف والولائم، فقد وصف الله المبذرين بأخوان الشياطين ‏﴿إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا﴾
- توزيع الثواب من اجل السمعة، قال النبي "صل الله عليه واله": ومن أطعم طعاما رياء وسمعة أطعمه الله مثله من صديد جهنم وجعل ذلك الطعام نارا في بطنه حتى يقضى بين الناس.⁷

• وللرياء اقسام عديدة، منها:
1. الرياء بالعقيدة (اظهار الايمان واسرار الكفر)
2. الرياء بالعبادة مع صحة العقيدة (ممارسة الاعمال العبادية التي تكون فيها قصد القربة، من اجل الناس اي ليقال عنه من اهل الدين والتقرب لله)
3. الرياء بالافعال (مثل تطويل اللحية، ووسم الجبهة بأثر السجود، وارتداء ملابس ملفته …)
4. الرياء بالاقوال (مثل النصيحة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تكون علانية ليقال عنه من اهل الدين …)

كفارة الرياء هو التوكل على الله، والتوبة النصوح تكون بالندم على الماضي، اما اذا رأيت المادحين مثلا يقولون هذا من اهل الصلاة، ومن اهل الصوم، او انسان صاحب فضيلة، يقول النبي "صل الله عليه واله": اذا لقيتم المادحين فأحثوا في وجوههم التراب.⁸


قال الامام علي "عليه السلام" في ذم المادحين ومن يقبل المدح: إن مادحك لخادع لعقلك غاش لك في نفسك بكاذب الإطراء وزور الثناء، فإن حرمته نوالك أو منعته إفضالك وسمك بكل فضيحة ونسبك إلى كل قبيحة.⁹

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــ
1. ميزان الحكمة ج٢، ص١٠١٩
2. المصدر السابق
3. المصدر السابق
4. سورة الماعون ٤،٥،٦،٧
5. سورة الكهف ١١٠
6. سورة الاسراء ٢٧
7. وسائل الشيعة ج٢٤، ص٣١٢
8. ميزان الحكمة ج٤، ص٢٨٦٠
9. المصدر السابق