بسم الله الرحمن الرحيم
العلم
سواء للفتاة او للشاب , لكبار السن او لصغار السن , للأذكياء والاغبياء
يجب ان نقر بان الدراسة هي أساس تطور وتقدم كل شعوب العالم
وأول ما نزله الله على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم : ( أقرأ بإسم ربك الذي خلق )
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اطلبوا العلم من المهد الى اللحد )
ولكننا للاسف نرى البعض قد تجاهل هذه الحقيقة , الا وهي اهمية العلم للشخص وللعائلة وللمجتمع وللبلاد وللعالم أجمع
الحمدلله رب العالمين والفضل له الذي رزقنا وجعلنا في هذا البلد المعطاء وفي هذا الموقع الجغرافي الذي ميزه عن باقي الشعوب
ولكن متى سيرد الشعب هذا العطاء للوطن , وسيحمله على اكتافه , هلى تتوقعون اننا سنفيد هذا الوطن بالجهل واللعب والمرح !
نرى هذا الشاب وقد انهى دراسته الثانوية بنسبة متوسطة تؤهله دخول احدى الجامعات التي وفرتها الدولة ولكن تجاهل هذه الفرصه وبدأ بالمرح واللعب ويقول ( أريد فترة راحة بعد الثانوية ! ) وبعد ما تمر سنة او سنتين يبدأ في البحث عن العمل بشهادته الثانوية , والحمدلله لله في بلدنا تتوفر فرص العمل لحاملي الثانوية العامه , وبعد ان يدخل مجال العمل ويحصل على الراتب المتوسط يبدأ بالاسراف وترفيه نفسه متناسيا واجبه لوطنه ولمجتمعه ولنفسه , ولا يهمه غير الترفيه والمرح والاستمتاع بيومه بأي طريقة, وبعد فترة طويلة قد تتجاوز عقد من الزمن , يبدأ احساسه بالفشل والجهل بما حوله من تطورات, ويصفعه الندم بكف مملوء بذكريات خفيفة الوزن , لانه لم يحاول ان يطور نفسه في السنوات الماضيه , فقط كان يفكر بأن يلهو نفسه ويتبع مغرياتها , وربما وجود الاهل والاصحاب في تلك الفترة الماضيه هي ما اغلق عينه عن التخطيط للمستقبل وظن أنهم سيكونون معه دائما وأبدا !
وبعد وصوله الى سن الثلاثين والاربعين , تبدأ خفايا الدنيا تتفتح أمامه , ويبدأ احساسه بالحاجه الى الدراسه والى الشهادة الجامعية , وتأتي الاوامر من الادارة بوجوب الحصول على الشهادة الجامعية لكي يترقى في وظيفته , ولكن للاسف فقد فات الاوان وقد اغلق العقل ابوابه لمزيدا من العلم والتطور , وصار متجمدا على ما كان عليه منذ سنوات المراهقه , ولم يجد هذا الشخص مكانا يلجأ إليه لكي يسد متطلبات الحياة بعد الله سبحانه وتعالى إلا البنوك , التي بدأ الفشل معها وستنتهي قصة حياته بها !
فعلى كل شاب وشابه أن تكون نظرته بعيده لهذه الدنيا , ولا يركض وراء مغرياتها , وهذا ليس معناه بأن يمنع نفسه من الاستمتاع بالحياة , ولكن لكل شيء توازن , فلولا توازن نسبة الماء في الارض لما كانت هناك يابسة , ولولا توزان نسبة الاوكسجين في الغلاف الجوي لما كانت هناك كائنات حية على وجه الارض , ولولا توازن المسافات بين الكواكب والشمس لما كانت هناك أنظمة سماوية منظمة ومهيئة لحياة البشر في كوكب الارض , فدعونا نتفكر فيما حولنا قال تعالى ( أفلا تتفكرون ) , أيضا هنا في انشطتنا وافعلاتنا الحياتية يجب أن نضع لكل شيئ نفعله ميزان , فللاستمتاع وقت وللدراسة وقت وللاهل وقت وللاصدقاء وقت ولله سبحانه وتعالى وقت ولكل شئ وقت معين يجب ان لا يتجاوزه ولا ينقصه اذا اردنا أن نعيش حياة مستقرة لا تؤثر عليها تقلبات الحياة .
فلذلك يجب علينا الاعتراف بأن الدراسة من اساسيات الحياة , ويجب ان يكون دائما لها وقت خاص بها في حياتنا , ويكون شعارنا دائما وأبدا ( لا للتوقف عن العلم ) دائما وأبدا , فالذي سينتهي من دراسته الثانوية فعليه الانتقال الى دراسة البكالريوس ومن ثم الى دراسة الماجستير و بعد ذلك الدكتوراه وليس إلى هنا فقط , بل يسعى وراء كل ما يهويه من العلوم ويجذبه الفضول للوصول إليه.
بعض الشباب يقولون الدراسة صعبه و " وجع راس " , صح الدراسة صعبه وفالحقيقة الدنيا كلها صعبه , واللي يريد ان يتميز في هذه الدنيا يجب عليه الصبر , حتى الاكل صعب ولكن لأنه أهلك دربوك وصبروك من يوم ما كنت صغير عالاكل فصار عليك سهل وممتع , نفس لشيء الدراسة فالبداية صعبه ولكن صبرك واصرارك على اكمالها ستكون عليك اسهل من السهل وحتى اسهل من اكل الطعام , طبعا هذا من واقع تجربة ومن لسان الكثيرين من مَن يعشقون الدراسة.
الخلاصة :
- الموازنة في الامور , وقت للاستمتاع ووقت للعمل من أجل الحصاد
- عدم الاستهتار بالدنيا , والتفكير بمستقبلك والتخطيط له
- التعوّد على الدراسة , ومسح الاوهام التي في رأسك عن صعوبتها
- وشعارنا دائما سيكون بإذن الله تعالى ( لا للتوقف عن العلم )