المكتبة العامة فى استوكهولم بالسويد
في كثير من النواحي، لا تشبه مكتبات اليوم نظيرتها البارحة، فلم يعد مشهد المبنى الهادئ المليء بالكتب الذي اعتدنا عليه طوال حياتنا، واقعيا في ظل الظروف الراهنة، لكن هذا لا يعني أن المكتبات ستندثر، إذ أن العديد من المؤسسات تحاول العثور على أدوات جديدة واستراتيجيات بديلة لمساعدة المكتبات لتكون على صلة بالمشهد الرقمي.
في الجامعات، يشهد أمناء المكتبات في القرن الحادي والعشرين إعادة تعريف لأدوارهم، والانتقال من مجر-د فقط- وسيط لنقل المعلومات من الكتب إلى الطلاب، لأن يصبحوا معلمين لمحو الأمية الرقمية. كما تلقي المؤسسات نظرة جديدة على مباني المكتبات، بأن تتحول من مساحات هادئة وملجأ للدراسة الهادئة والمستقلة وأن تصبح أماكن لخلق فرص للإبداع والتعاون.
وقالت ميريديث تينهور، مؤرخة معمارية وأستاذ مشارك في معهد برات للهندسة المعمارية: فكرة أن كل شخص سيقرأ كل شيء على الشاشات لم تثبت صحتها، سيظل هناك مكان للكتب الورقية القديمة، تعرف صناعة نشر وطباعة الكتب”.وأضافت أن أكثر تصميمات المكتبات ابتكارًا تلك التي “لا تتصور الكتب كمصادر للمعلومات فحسب، بل الممارسات المجتمعية والفكرية التي تفرض على القارئ أن يقوم بما هو أبعد من القراءة وأن يتفاعل ويبحث”.
قالت ريسا هونيج، نائب رئيس التخطيط المالي في مكتبة نيويورك العامة، إن الكتب الإلكترونية تمثل حوالي 20% من إجمالي ما يتداوله رواد المكتبة، لكن يظل الطلب على الكتب الورقية موجود إلا أن المكتبات ليست بنفس الشكل المعماري المرموق، ولم يعد ذلك شرطا.تحقيقا لهذه الغاية، عند التصميم للمستقبل، ربما تكون الميزة الأكثر أهمية على الإطلاق ليست العنصر المعماري، ولكن الموقع نفسه.
في السنوات الأخيرة، عالجت كل من مكتبة نيويورك العام، ومكتبة بروكلين العامة نقص التمويل عن طريق بيع الفروع في أحياء باهظة الثمن واستبدالها بمكتبات جوفية أصغر جزئيًا في قاعدة الأبراج التي تحل محلها، مع ضرورة أن تحتوي على العديد من العناصر الذكية رغم افتقارها إلى مساحة سلفها.