تحـبّينه..؟لا
وهذا المغيَّب مثل الخرافة في مقلتيكِ..؟
وهذا المعتَّق صمتاً وقوراً على شفتيكِ..؟
وهذا الذي يسرق الفكر دوماً
كأنَّ غياب عذابه يوماً
يعيد هموم الزمان إليكِ
يضيّع كل الوجود لديكِ
" تحبّينه..؟ "
لا
...
وهذا المخبَّأ سرَّاً عميقاً
بظلِّ احتراقاتكِ الهادئه..؟
وهذا المسافر في كل صمتٍ..
كرعشة موتٍ
على وهج أنفاسك الدافئه..؟
" تحبّينه..؟ "
لا
...
كأني أراه بعينيكِ جمراً
فلا تنكريه بكلّ برودْ
فإنَّ الذي تنكرين هواه..
توغّل فيكِ
توحّد فيكِ
...
وعيناكِ نشوى بهذا الوجودْ
فلا أنت في غفوة تنتهي
ولا أنت في صحوةٍ من شرودْ
أسيركِ هذا الذي تنكرين
تلبّس فيك كجنيِّ عشقٍ
ومدّ إلى معصميك القيودْ
وحوّل عمرك حدَّ وجوده
وها أنت سكرى بتلك الحدودْ
" تحبّينه..؟ "
لا
عيونك تفضح ما تكتمين
وصوتك مستسلم للحنين
...
وبعض ملامحهِ المتعَبه
تسافر فيك ولا تشعرين
هو الآن أنتِ
كلاماً... وصمتاً
وجوداً... وموتاً
فلا تنكريهِ
فكيف أفسّر ما أنتِ فيهِ..؟
ألا تكذبين..؟
أجيبي بصدقٍ.. تحبِّينه!؟
أحبّه..!؟
لا
أحبّه جداً..
...
أحبّه حتماً...
أحبّه موتاً...
وقيداً... وهمّاً
ووهماً يذيبُ وليس يُطالْ
أحبّه...
حتى يُقَطِّر روحي بوهم انتظاره
وتفنى حياتي على وهجِ ناره
أحبّه حتى حدود المحالْ
أحبّه فوق حدود المحالْ
وفوق الحقيقةِ..
فوق التصوّر..
فوق الخيالْ
...
هو العمر يغلو... ويغلو كثيراً
بعينيَّ حين يُعادُ السؤالْ
" تحبّينه..؟ "
لا
" تحبّينه..؟ "
لا
" تحبّينه..؟ "
لا
ياسر الاقرع.