أأفنَانُ أيكٍ أم قُدُودُ غَوَانِ؟
ورِيقُ غَمَامٍ أم رحيقُ دِنَانِ؟
رياضٌ يحارُ الطرف في أجَمَاتِها
ويقصرُ عنها وصفُ كلِّ بيانِ
كستها أكفُّ المزن حلةَ سُندُسٍ
مُرصعةً من عَسْجَدٍ وُجُمَانِ
إذا ما الصَّبا هبَّتْ تَهَادت غُصُونُها
كخُودٍ لطيفاتِ القُدودِ لِدَانِ
كأنَّ قِطارَ الطلِّ فوق وُرُودِها
مُجاجةُ كأسٍ في ثُغُورِ حِسَانِ
َبَلِيلَةُ مُستَنِّ النسيمِ زكيةٌ
تَضَوَّعُ رَيَّاها بِكُلِّ مكانِ
أَفَانِينُها ما بين رافعِ هُدْبِهِ
وما بين مُسترخِ الإزارةِ دانِ
فللطيرِ في الأَرجَاءِ نشوةُ شَارِبٍ
وللماءِ في الغُدرانِ لمعُ سِنانِ
فلا عيبَ فيها غيرَ أن نسيمَهَا
إذا ما سَرى عند العَشيَّةِ وَانِ
إذا ما أجَالَ الطرفَ فيها أخُو النُّهى
تذكّر شَوقًا جَنَّةَ الحَيَوَانِ
وأَحْجَى الوَرَى من لَا يُغَرُّ بزائلٍ
ولم يُنسِهِ ذِكرَ المُؤبَّدِ فَانِ
خَلِيلِيَ ما الدُّنيا بِدَار أمانِ
فعش حَذِرًا منها بِكلِّ أوَانِ
فإن لها فَتْكًا تخُورُ له القُوى
ويسكنُ منه نبضُ كل جَنَانِ
فلا تَثِقَنْ منها بعهدٍ ولا هوى
فليس لذي لونين أيُّ ضَمَانِ
فما تَجْنَحَنْ للسِّلْمِ إلا وتَنثَنِي
مُشَمِّرةً عن سَاقِ حَربِ عَوَانِ
إذا ما رأت ثغرًا تبسَّم لحظةً
أحَالَت عليه بالبُكا لِثَمَانِ
قضى اللهُ فيها للخلائقِ بالعَنَا
ولا راحةٌ إلا بظلِّ جِنَانِ
ومن يلتَمِسْ فيها النعيمَ فإنَّهُ
كمُلتَمِسٍ في الآلِ وِرْدَ شُنَانِ
فَطُوبى لِعَبدٍ جذَّ حبلَ وِصَالِها
وناطَ بحبلِ الله منه يَـــدانِ
عزت المخلافي