النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

القطيف وجزرها “تاروت ودارين” و10,000 عام من الاستيطان

الزوار من محركات البحث: 6 المشاهدات : 308 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    مراقبة
    ضوء أديسون
    تاريخ التسجيل: September-2016
    الدولة: Qatif ، Al-Awamiya
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 22,577 المواضيع: 8,066
    صوتيات: 139 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 27372
    مزاجي: متفائلة
    المهنة: بيع كتب
    أكلتي المفضلة: بحاري دجاج ،، صالونة سمك
    موبايلي: Galaxy Note 20. 5G
    مقالات المدونة: 1

    القطيف وجزرها “تاروت ودارين” و10,000 عام من الاستيطان


    القطيف وجزرها “تاروت ودارين” و10,000 عام من الاستيطان – بقلم صادق علي القطري
    تمثل هجرة الشعوب الى شرق الجزيرة العربية بعد طوفان الخليج العربي فصلاً مهمًا في تاريخ المنطقة، تتميز بالمرونة والتكيف مع الظروف البيئية المتغيرة. تزامن هذا الحدث، الذي يُقدر أنه حدث منذ حوالي 10000 عام، مع نهاية العصر الجليدي الأخير، مما أدى إلى تحولات دراماتيكية في مستويات سطح البحر التي غمرت مساحات شاسعة من الأرض.


    والثابت علميا ان فيضان حوض الخليج العربي حدث منذ 15000 عام مضت على وجه التقريب نتيجة لارتفاع مستويات سطح البحر أثناء تراجع الأنهار الجليدية في العصر الهولوسيني واستمرت هذه العملية، مما أدى إلى تغييرات كبيرة في جغرافية المنطقة. وبحلول 8000 عام مضت، غمرت المياه الحوض بالكامل، وهو ما تزامن مع إنشاء مجتمعات متطورة على طول ساحله ومن ضمنها القطيف وجزرها “تاروت ودارين”.
    قبل هذا الفيضان، ظل حوض الخليج فوق الماء لمدة 75000 عام تقريبًا، مما وفر ملاذًا للسكان البشر والمهاجرين الأوائل القادمين من افريقيا وكأول هجرة بشرية عرفها التاريخ قدمت الى الخليج قبل 75000 الى 100000 سنة مضت. هؤلاء المهاجرين فروا من الظروف المناخية القاسية واستقروا في حوض الخليج العربي بحثا عن الملاذ الامن والمثالي وهربا من قسوة الصحاري المحيطة به خلال هدة الفترة الزمنية عندما كانت الظروف في أشد حالاتها جفافًا. وفي المقابل، كان هذا الحوض في أحسن حالاته المناخية مما شجع موجة من الهجرات الاستيطانية البشرية القديمة القادمة من القارة أفريقيا.
    ومع حدوث التغيرات الجيولوجية التي أدت الى ذوبان الجليد سهلت لحدوث الفيضان العظيم الذي أدى الى فتح مضيق هرمز، الذي سمح للمياه البحرية بدخول الحوض منذ حوالي 12500 عام تقريبًا حيث شهد حوض الخليج العربي فيضانات كبيرة بدأت منذ 15000 عام تقريبًا، وبلغت ذروتها في حالة غمر كامل بحلول 8000 عام.

    ومع ارتفاع مياه الخليج العربي، اضطرت التجمعات البشرية المبكرة إلى البحث عن موائل جديدة، مما أدى إلى سلسلة من الهجرات التي شكلت المشهد الديموغرافي والثقافي لشرق الجزيرة العربية. وفي أعقاب الطوفان، حيث أصبحت المناطق الساحلية من شرق الجزيرة العربية وجهات جذابة للمستوطنين بسبب وصولهم إلى الموارد البحرية والأراضي الخصبة.

    بدأت المجتمعات في تأسيس نفسها في شرق الجزيرة العربية مثل القطيف، تاروت، دارين، البحرين، قطر، الكويت وجنوب غرب ايران حيث جلب المستوطنون الذين انتقلوا معهم مهارات ومعارف متنوعة، مما سمح لهم بالازدهار في بيئاتهم الجديدة حيث انخرطوا في مهن صيد الأسماك والزراعة والتجارة.
    لقد أدى هذا الانتقال إلى إنشاء مجتمعات نابضة بالحياة وأصبحت اكثر تطورا مع مرور الزمن. ولقد كانت هذه الفترة من الهجرة والاستيطان حاسمة في تشكيل هوية هذه المناطق ومنها شرق شبه الجزيرة العربية، والتأثير على هياكلها الاجتماعية وممارساتها الاقتصادية وتراثها الثقافي لآلاف السنين القادمة.
    واستكمالا لما سبق، فان الاستيطان البشري على سواحل شرق الجزيرة العربية، ومنها القطيف وجزرها “تاروت ودارين” قد يكون بدأ فعليا منذ 10000 سنة مضت. فالقطيف هي منطقة حضرية ومحافظة بارزة تقع في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية.
    جعل موقعها الجغرافي على طول ساحل الخليج العربي مستوطنة جذابة للمهاجرين الأوائل الذي وفر موقعها للمستوطنين الأوائل إمكانية الوصول المباشر إلى الموارد البحرية الغنية، بما في ذلك الأسماك والمحاريات، والتي كانت ضرورية للقوت، كما دعمت الأراضي الخصبة المحيطة بالقطيف الزراعة، مما سمح للمجتمعات بزراعة المحاصيل مثل التمور والحبوب والخضروات حيث يشير تاريخ المنطقة الغني، الذي يعود تاريخه إلى آلاف السنين، حيث أنها كانت مركزًا للنشاط البشري والتجارة منذ العصور القديمة.

    سهّل قربها من طرق التجارة الرئيسية التجارة مع المناطق المجاورة، بما في ذلك بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام. كل ذلك، جعل القطيف بوتقة تنصهر فيها الثقافات، حيث تفاعلت الشعوب المختلفة وتبادلت السلع وتشاركت الأفكار. كذلك، يعكس تاريخها الغني في المنطقة في مواقعها الأثرية، التي تكشف عن أدلة على المستوطنات القديمة والأنشطة التجارية.
    اما جزيرة تاروت، الواقعة قبالة ساحل القطيف، فقد كانت موقع مهم آخر للمستوطنين الأوائل حيث تتمتع الجزيرة بتاريخ طويل وكانت مأهولة بالسكان منذ آلاف السنين. لعبت جزيرة تاروت، الواقعة قبالة ساحل القطيف، دورًا حاسمًا في الأنشطة البحرية للمستوطنين الأوائل. جعل ميناء المياه العميقة بالجزيرة في دارين منها موقعًا مثاليًا للتجارة وصيد الأسماك حيث انخرط المستوطنون في تاروت في صيد اللؤلؤ وصيد الأسماك والزراعة، مستفيدين من موارد الجزيرة.


    كذلك، سمح موقعها الاستراتيجي بالعمل كبوابة للتجارة بين شبه الجزيرة العربية والمناطق الأخرى، بما في ذلك بلاد فارس وشبه القارة الهندية. وطورت مجتمعات الجزيرة شبكات تجارية متطورة، مما ساهم في ازدهارها الاقتصادي حيث تتجلى الأهمية التاريخية لتاروت في مواقعها الأثرية، التي تعرض الهياكل والتحف القديمة التي تسلط الضوء على دورها كمركز تجاري مزدحم.
    اما دارين، الواقعة جنوب جزيرة تاروت، كانت ميناءً مهمًا منذ العصور القديمة. فقد مكّن مينائها في المياه العميقة السفن الأكبر حجمًا من الرسو، الأمر الذي سهّل تبادل السلع والتفاعلات الثقافية واستغل المستوطنون الأوائل في دارين موقعها الاستراتيجي، فشاركوا في التجارة البحرية التي ربطتهم بالأسواق البعيدة.
    أصبح ميناء دارين نقطة محورية للتجارة، حيث تجمع التجار من مختلف المناطق لتجارة السلع مثل المنسوجات والتوابل والعطور والمعادن الثمينة واجتذبت بيئة التجارة النابضة بالحياة هذه المستوطنين الذين سعوا إلى الحصول على فرص اقتصادية وساهموا في نمو مجتمع متنوع وديناميكي.
    وفي الختام، تشير الأدلة المتاحة والثابتة إلى أن القطيف وتاروت ودارين والبحرين كانت مناطق رئيسية استوطن فيها المهاجرون بعد طوفان الخليج العربي حيث قدمت هذه المناطق الساحلية العديد من المزايا التي جعلتها وجهات جذابة للمستوطنين الأوائل منها
    :

    • المواقع الاستراتيجية: وفر قرب هذه المناطق من الخليج العربي إمكانية الوصول المباشر إلى الموارد البحرية وطرق التجارة والنقل وهذا جعلها مراكز للنشاط الاقتصادي والثقافي.
    • الموارد الطبيعية: سمحت الأراضي الخصبة المحيطة بالقطيف، فضلاً عن فرص الصيد واللؤلؤ في تاروت ودارين، للمهاجرين بدعم مجتمعاتهم من خلال الزراعة وصيد الأسماك وغيرها من الأنشطة الاقتصادية.
    • التجارة والتبادل التجاري: تشير الاكتشافات الأثرية إلى أن القطيف وتاروت ودارين كانت مراكز تجارية مهمة، مما سهل تبادل السلع والأفكار بين شبه الجزيرة العربية والمناطق الأخرى حيث أدى هذا إلى جذب المهاجرين الباحثين عن فرص اقتصادية.
    • المستوطنات القائمة: يشير وجود المستوطنات القديمة ومرافق الموانئ والبنية الأساسية الأخرى في هذه المناطق إلى أنها كانت مأهولة بالسكان بالفعل ولديها القدرة على استيعاب موجات جديدة من المهاجرين.
    أن هجرة البشر إلى هذه المناطق الساحلية بعد فيضان الخليج العربي أدت إلى تطوير مجتمعات متنوعة ومترابطة ازدهرت على الموارد الطبيعية والموقع الاستراتيجي للمنطقة حيث أرسى هذا الأساس للتراث الثقافي والتاريخي الغني لشرق شبه الجزيرة العربية والذي يستمر حتى يومنا هذا وترسم الأدلة المتاحة صورة للقطيف وتاروت ودارين والبحرين باعتبارها مراكز حيوية اجتذبت السكان المهاجرين واستدامتهم في أعقاب فيضان الخليج العربي، مما شكل التنمية طويلة الأجل في المنطقة.


    المهندس: صادق القطري

  2. #2
    مشرفة المنتدى الثقافي العام
    بن بن
    تاريخ التسجيل: December-2023
    الدولة: البصرة
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 1,906 المواضيع: 22
    التقييم: 3163
    مزاجي: هادئً مغبر
    المهنة: دكتورة حشرات
    أكلتي المفضلة: الهوى
    آخر نشاط: منذ 7 ساعات
    مقالات المدونة: 1
    شكرا لنقلكِ الموضوع

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال