استخراج حفريات الماستودون (جامعة أيوا)

كشف علماء الأحافير عن 3 حفريات حديثة لحيوان ضخم يُدعى المستودون، في جبال الأنديز الواقعة على طول الساحل الغربي لأميركا الجنوبية، وهو ما أثار اهتمام الباحثين عن سر تنقّل هذه المخلوقات الضخمة في تضاريس وعرة وظروف قاهرة.
وتشير التقديرات إلى أن أحافير هذه المخلوقات الضخمة يرجع أصلها إلى العصر الجليدي الأخير ويصل إلى أكثر من 13 ألف عام، وجاء اكتشافها في واد قرب بلدة "شامبارا" التي تقع على بعد حوالي 300 كيلومترا شرق مدينة ليما عاصمة بيرو، كما بدا أن إحدى هذه العينات كانت شبه مكتملة، ويعتقد الباحثون أنها أفضل ما جُمع للمستودون حتى الآن في بيرو.
ويعد المستودون (أو الصنّاجة) من الحيوانات الضخمة وتشبه الفيل في حجمه تقريبا، ويغطيه الفرو الكثيف، وحالها كحال الماموث البائد، إذ انقرضا معا في العصر الجليدي الأخير (العصر البليستوسيني)، كما كان يتركز وجودها في أميركا الشمالية وأميركا الوسطى.
ووفقا لبيان صحفي رسمي من جامعة أيوا التي قادت الاكتشاف، يشير علماء الحفريات إلى أن بقايا المستودون المكتشفة تبدو معالمها بارزة بوضوح برؤوسها المسطحة وأنيابها المستقيمة، وهو الأمر الذي يميزها فعليا عن أقرانها المنقرضة مثل الماموث. ويواصل الباحثون عملهم في تنقيب الموقع الذي يمتد إلى نحو واحد هكتار، على أمل اكتشاف المزيد من الحفريات الأخرى التي ستكون معاملا إضافيا لحل لغز هذه الكائنات الضخمة.

وإليك فيديو من جامعة أيوا الأميركية صاحبة الاكتشاف يوضح شكل الأحافير التي وجدها العلماء:





انقراض في العصر الجليدي الأخير

انتهى العصر البليستوسيني، الذي يُشار إليه عادة باسم العصر الجليدي الأخير، قبل حوالي 11 ألفا و700 عام، وتميزت تلك الفترة بالجليد الكثيف على مستوى سطح الكوكب ضمن دورة أرضية معروفة، وتبعا لذلك كانت التغيرات المناخية آنذاك دراماتيكية، إذ غطت صفائح جليدية سميكة مساحات شاسعة من قارات العالم، وعززت هذه التكتلات الجليدية ظهور موائل جديدة أسهمت في هجرة العديد من المخلوقات الحية بين قارات العالم، بما في ذلك الإنسان.
وقد اشتهرت تلك الحقبة كذلك بوجود حيوانات ضخمة مثل الماموث والنمور ذات الأنياب الحادة، التي غالبا ما تظهر أخبارها ضمن القصص الشعبية. ويقترن شكل المستودون والماموث بالفيل اليوم، إلا أنهما تكيفا بشكل جيد على مدار سنوات طويلة مع المناخ البارد، بامتلاك فرو كثيف وأشعث، إضافة إلى ظهر محدب يحتوي على فائض من الدهون يساعدهما على تخزين الطاقة.
وتشير الاكتشافات الأحفورية الأخيرة في بيرو إلى مفاهيم مختلفة عن طبيعة حركة هذه الكائنات وتنقلها، والظروف القاهرة التي تحملتها للنجاة، ويعتقد الباحثون أن هجرة المستودون إلى الجنوب كانت مدفوعة لغرض البحث عن مصادر جديدة للغذاء والمياه، لا سيما مع تقلب الظروف المناخية خلال اقتراب نهاية العصر الجليدي.
وكان أثر هذه التقلبات الطبيعية جليا في احتباس مياه البحر وتضاؤله، ليتشكل عوضا عن ذلك بحيرات بين سفوح الجبال، مثل وادي مانتارو الشهير الواقع على ارتفاع شاهق يقدّر بـ3300 متر تقريبا، الذي شهد هجرة كبيرة لمخلوقات حية كثيرة نظرا لتوفر المياه فيه، رغم وعورة التضاريس.