النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

المهرج.. من ساحات الكوميديا والتسلية إلى معاقل السياسة

الزوار من محركات البحث: 5 المشاهدات : 396 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: November-2020
    الدولة: بغداد
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 35,695 المواضيع: 10,477
    التقييم: 29373
    مزاجي: متفائل دائماً
    المهنة: موظف حكومي
    أكلتي المفضلة: البرياني
    موبايلي: غالاكسي
    آخر نشاط: منذ 17 ساعات

    Rose المهرج.. من ساحات الكوميديا والتسلية إلى معاقل السياسة



    انتقل المهرج من ساحات الكوميديا والتسلية إلى معاقل السياسة والثأر الثورة؛ إذ ظهر المهرج في مرحلة مبكرة من التاريخ الإنساني كوسيلة للترفيه في بلاط الحكام، إلا أن التيمات المتعلقة بشخصية المهرج تطورت كما تطور شكله وخصائصه التعبيرية والوظيفية على مر العصور.



    المهرج في التاريخ المبكر .. خضوع في البلاط الحاكم

    لا يٌعرف على وجه التحديد متى ظهر المهرج لأول مرة في التاريخ الإنساني، إلا أنه سجل حضورًا في الحضارات القديمة؛ ففي مصر القديمة وقبل ما يزيد عن 5 آلاف عام استخدم المصريون القدماء الأقزام ذوي البشرة السمراء المعروفين تاريخيًا باسم “الدانجاز” لإطفاء روح المرح في القصور الحاكمة؛ إذ كانوا يرتدون جلود النور ويلونون وجوههم، كما ظهر المهرجون في الصين القديمة في القصر الإمبراطوري في عهد أسرة تشو في حوالي ألف عام قبل الميلاد، وكانت اليونان تعج بأنواع متعددة لمهرجين أشهرهم السانينيو الذين كانو يقومون بأدوار صامتة، ومن أشهر المهرجين اليونان مهرج يدعى ستيوبديتوس وفي القرن السادس عشر وبعدما بدأ يُنظر للفن بشيء من التنظيم مع افتتاح السيرك خُصصت فقرة كاملة للمهرج .الكوميديا الإيطالية .. تبلور شخصية المهرج

    بلور المسرح الإيطالي فكرة المهرج الأحمق المضحك فيما يسمى الكوميديا المرتجلة (commedia dell’arte)التي ظهرت على خشبة المسرح الإيطالي القديم بين القرنين السادس عشر و الثامن عشر، وكان دور المهرج قاصرًا على كوميديا تعتمد بشكل أساسي على شخصية الأحمق الذي يتعثر بسهولة ويجهل كيفية التصرف في أشد أمور الحياة من أبسطها إلى أشدها، فهناك الأحمق أرليكينو أو الهارليكوين الذي سميت باسمه الشخصية الشهيرة في قصص باتمان وتم استلهام أسلوب ملبسها منه.




    ويُمكن إرجاع الشكل الحالي لمهرج السيرك ذو الوجه المغطى باللون الأبيض والأنف الحمراء والأحذية كبيرة الحجم ، بالإضافة للملابس الملونة ذات النقشات مثل الدوائر والخطوط العرضية والطولية، للقرن التاسع عشر.

    شكسبير و بوادر تحول شخصية المهرج

    بوادر تحول فكرة المسلي الأحمق الذي كان متواجدًا في البلاطات الملكية يؤدي حركاته الأكروباتية ويطلق النكات من أجل إضحاك الحاكم، بدأت مجازًا في مسرح ويليام شكسبير الذي استدعى شخصية مهرجي البلاط الملكي و استعرض للأحمق الذي على الأغلب ليس بأحمق على الإطلاق؛ أبرز شكسبير التناقض بين شكل شخصية المهرج ومضمونه، وبدا المهرج في أعماله هو العقل الوحيد وبلاهته هي عين الحكمة، فهو مجاز للصدق والمنطق في عوالم مليئة بسوء التفاهم والجنون.




    الملك لير والأحمق، لوحة لويليام دايس


    صانع البهجة مستنزف وحزين في الفن التشكيلي

    ظهرت تيمة المهرج بمفاهيم مغايرة في الفنون التصويرية والسينما على حد سواء و انتقل من ساحات الكوميديا إلى تيمات جديدة؛ فعلى صعيد اللوحات التصويرية برز في أعمال الفنان التشكيلي الإسباني، بابلو بيكاسو، بعدًا جديدًا للمهرج المستنزف؛ إذ رسم مجموعة من لاعبي الأكروبات والمهرجين بعيدًا عن تأديته لعمله، فبدا المهرج في لوحاته مستنزفاً مفرغاً من الطاقة في نهاية يومه، لكنه غير قادرًا على التمرد.




    لوحة لبابلو بيكاسو
    و خلف الشاشات.. نصف آخر للمهرج

    وخلف شاشات السينما ظهر النصف الآخر للمهرج؛ فبدا صانع البهجة بائسًا باكيًا و وحزينًا؛ بينما تجبره فمستحضرات التجميل على الابتسام رغم انحناء شفتيه للأسفل في عبوس.




    في رواية أحدهم .. المهرج ليس ببعيد عن العنف

    وفي أعقاب رواية ستيفن كينج (الشيء) أو (IT)، بالتي دا فيها المهرج عنيفًا ذا ملامح وإمكانات مرعبة، انتقلت تيمات عنف المهرج إللا شاشات السينمات بعدما تحولت الرواية إلى أكثر من عمل سينيمائي وتلفزيوني، مما رسخ لأن المهرج ليس بعيدًا عن العنف شيئًا فشيئًا.




    السينما .. والترسيخ لعنف المهرج

    وفي القرن العشرين ترسخ مفوم اقتران المهرج بالعنف عبر شخصية الجوكر الشهيرة التي قدمت للعالم في القصص المصورة 1940 كعدو باتمان المتطرف، الذي يرتدي ملابس ملونة كالمهرج وتغطي وجهه الألوان والابتسامة الحمراء.
    في السنوات الأخيرة ، جذبت شخصية المهرج صناع السينما؛ وحصدت الأفلام التي تناولتها أعلى الأرباح


    في عام 2008 أصبح المهرج مثالًا للأناركية المطلقة والشر الجذاب عندما ظهر في فيلم فارس الظلام The Dark Knight الذي أخرجه كريستوفر نولان، وحصد من خلاله 143 جائزة وترشيح، في الفيلم الذي يمتد لـ152 دقيقة ظهر المهرج كشخصية شريرة أو “جوكر” يشيع أجواء دمار وفوضى على شعب جوثام.





    وفي عام 2019 ظهر المهرج بقصة خلفية مختلفة أكثر ترسيخاً للثنائية في فيلم جوكر Joker ، بعد أن كانت ابتسامته مخيطة في وجهه أصبح عنده مرضاً عصبياً يصيبه بضحك لاإرادي يحاول إخفاءه، فهو في الواقع يجيد العبوس لكنه عن طريق التخفي وراء ألوان المهرج يحاول إضحاك الآخرين.




    فانديتا ومفهوم الثورة

    ومع اندلاع ثورات الربيعه العربي، ذاع سيط قناع «فانديتا» واتخذه الشباب رمزًا للغضب والثأر والثورة؛ فقناع المهرج الذي ارتداه المتمرد جاي فوكس في العام 1605، و«فانديتا» هي كلمة مأخوذة عن مصطلح يوناني بمعنى الثأر أو الانتقام؛ وهو ما دفع شباب الثورات لاستخدامه تعبيرًا عن رغبتهم من القصاص من الساسة، هكذا انتقلت تيمات المهرج من ساحات الكوميديا والتسلية إلى معاقل السياسة والثأر والثورة .



  2. #2
    مشرفة المنتدى الثقافي العام
    بن بن
    تاريخ التسجيل: December-2023
    الدولة: البصرة
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 1,906 المواضيع: 22
    التقييم: 3163
    مزاجي: هادئً مغبر
    المهنة: دكتورة حشرات
    أكلتي المفضلة: الهوى
    آخر نشاط: منذ 7 ساعات
    مقالات المدونة: 1
    وتستمر اقنعة المهرجون بالتتالي كانها مقصودة
    شكرا استاذ

  3. #3
    من أهل الدار
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلا الليل مشاهدة المشاركة
    وتستمر اقنعة المهرجون بالتتالي كانها مقصودة
    شكرا استاذ
    فعلا كأنها مقصودة !
    الف شكر لكم
    تحياتي

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال