يستمر 6 ساعات.. كسوف حلقي للشمس غدًا
زهير الغزال - الأحساء
قال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة: إن الكرة الأرضية ستشهد حدوث كسوف حلقي للشمس، غدًا الأربعاء، ويستمر بكافة مراحله 6 ساعات و 4 دقائق، ما بين الساعة 06:42 مساء وحتى الساعة 12:46 بعد منتصف الليل بتوقيت المملكة، وهو ”غير مشاهد“ بسماء السعودية والعالم العربي.
وأوضح أن الكسوف الحلقي، أحد أنواع كسوف الشمس، يحدث في بداية الشهر القمري عندما يحجب القمر معظم قرص الشمس ولكن يبقى جزء خارجي من الشمس كحلقة تحيط بالقمر.
وأرجع السبب في ذلك إلى أن القمر يتحرك في مدار بيضاوي وليس دائرياً تماماً لذلك فهو يتحرك أحيانا بعيداً عن الأرض وقريب في أحيان أخرى، أثناء هذا الكسوف سيكون القمر في ”الأوج“، أي في أبعد مسافة من الأرض، ما يجعل حجمه الظاهري صغير جدًا.
وأضاف: عند الذروة العظمى للكسوف الحلقي سيكون القطر الظاهري للقمر أصغر بنسبة 6,4% من المتوسط ما يعني بانه غير قادر على تغطية الشمس تماماً ولهذا السبب يُعَد هذا كسوفًا حلقيًا.
وأكمل: لذلك سيتمكن الراصدون في المناطق ضمن مسار الكسوف الحلقي الضيق عبر المحيط الهادئ والطرف الجنوبي لأمريكا الجنوبية، من رؤية مرور القمر مباشرة أمام الشمس ولكن لن يغطيها بالكامل لأن القمر سيكون بعيداً عن الأرض وحجمه الظاهري لن يكون كبيرا كفاية لذلك ستبقى حلقة مضيئة حول القمر تسمى ”حلقة النور“ ما يعني بأن هالة الشمس لن تكون مرئية.
ولفت إلى رصد الكسوف في شكله الجزئي، خارج مسار الكسوف الحلقي، في مساحة شاسعة تشمل المحيط الهادئ وجنوب أمريكا الجنوبية في الأرجنتين وأوروغواي وباراغواي وأجزاء من بوليفيا والبيرو والبرازيل وحتى أجزاء من القارة القطبية الجنوبية علماً بأن المناطق الأقرب لمسار الكسوف الحلقي ستشهد كسوف جزئي بنسبة أكبر ولكن تقل النسبة كلما ابتعدنا عن ذلك المسار.
وذكر أن الكسوف الحلقي سيصل ذروته العظمى عند الساعة 09:46 مساء بتوقيت السعودية وسط المحيط الهادي وتحديداً في الموقع «22° غرب 114,5° جنوب» حيث سيغطى قرص الشمس بنسبة 87,1% فقط بالقمر وسيستمر لمدة 7 دقائق و 25 ثانية.
واستطرد: يتبع ذلك بـ 3 دقائق وصول القمر منزلة الإقتران لشهر ربيع الآخر عند الساعة 09:49 مساء بتوقيت السعودية.
وتابع أن رصد كسوف الشمس الحلقي والجزئي يحتاج لتجهيزات رصد خاصة من أجل سلامة العين، مثل استخدام نظارات الكسوف التي تمنع أكثر من 99,99 % من ضوء الشمس والأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء أو الفلاتر ”المرشحات“ الخاصة بالشمس للتلسكوبات والمناظير والكاميرات والتي تظهر كقرص برتقالي أو أبيض في السماء.
وقال: علميًا سيستغل كسوف الشمس لإجراء تجربة علمية ضمن مسار الكسوف الحلقي في المنطقة القطبية لدراسة طبقة الايونوسفير في الغلاف الجوي لكوكبنا باستخدام هوائيات ضمن شبكة من مشغلي الاتصالات اللاسلكية لاختبار قوة وصول إشارات الترددات العالية كمقياس لتحديد تأثير الكسوف على الغلاف الجوي للأرض لمعرفة مقدار تأثر طبقة الايونوسفير بكسوف الشمس ومدة بقاء ذلك التأثير ومقارنة النتائج بالكسوفات السابقة والقادمة.