تمضي الحياة كعجوز متعبة، تتكئ على عصا الزمن، تمسح دموعها بأكمام الأيام، لكنها لا تتوقف عن البكاء.
تمضي الحياة كعجوز متعبة، تتكئ على عصا الزمن، تمسح دموعها بأكمام الأيام، لكنها لا تتوقف عن البكاء.
أبكي، ولا أدري أأبكي على نفسي أم على الدنيا التي لم تترك في القلبِ متّسعًا لفرحٍ عابر؟ كأنّ الأيامَ بحرٌ من الدمع، من خاضَهُ غرق، ومن نجا منهُ حملَ الملحَ في عينيهِ إلى الأبد.
كتابة: حُسَيَّن بن أَحمَد البَصرِي
ألا لَعنَةُ اللّٰهِ على قَلبيَ الهَوائي
يُعطي للنَاسَ حُبًا وَشِفائي
وَنَسى إنَ في داخِلِهِ سَقَمٌ
يأكُلُ بالقَلبِ كأنَ لَهُ أَنيابِ
إذا كان الليلُ يحجِبُ الشمسَ، فإنّ الحزنَ يحجبُ كلَّ شيء.
تمضي الأيامُ بي كأنّها نصلٌ يمرُّ ببطءٍ على عنقِ الصبر، لا يقطعُهُ مرةً واحدة، بل يذيقهُ مرارةَ التمهّل.
أينَ الفجرُ الموعود؟ أم أنّه وعدٌ كاذبٌ، لا تلدُهُ ظلمةُ هذا الزمان؟
مضيتُ في الطرقاتِ، والليلُ يُسدلُ على الدنيا ستارَه، فسمعتُ الأرضَ تئنُّ تحت أقدامِ العابرين، كأنّها تبوحُ بحزنِها الذي ثقلَ فلم تعدْ تقوى على حملِه.
هناكَ عند زوايا النسيان، يجلسُ البؤسُ متكئًا على ماضيه، يحدّقُ في العابرينَ فلا يلتفتُ إليه أحد. أهذهِ دارُ البَشَرِ أم دارُ الغُرَباء؟
يا حبُّ، ما أنتَ إلّا شجرةٌ تورقُ حين يرضى الهوى، فإذا عبسَ القدرُ، تساقطَت أوراقُ الوعدِ كما يتساقطُ الخريفُ من غصنٍ يئسَ من الربيع.
فيا عجبًا منك، كيف تجمعُ القلبَ بين دفءِ اللقاءِ وصقيعِ الفقد؟