“كثرة الاغتسال تسبب أضرارا بدنية وصحية، والأطفال الذين يتعرضون للماء كثيرا تصبح أجسادهم هشة”، كان هذا هو الاعتقاد السائد لدى الفرنسيين قبل بضعة قرون، وبالتحديد في العصور الوسطى.
في القرن الرابع عشر، لم تكن أدوات النظافة معروفة كما اليوم في أوروبا، فقد عاش السكان دون صرف صحي، وكان معظم الفرنسيين يغتسلون فى مناسبتين فقط؛ عند الاستعداد للزواج، وفي حالة المرض.
لم يكن الأوروبيون يغيرون ثيابهم بانتظام، ولكن عند اتساخها أو تغير رائحتها فقط، من هنا كانت حاجة الفرنسيين كبيرة إلى العطور، ولكل برعوا في تركيبها، لتغطية روائح ثيابهم وأجسادهم ومنعًا لتفشي الأمراض.هذه العوامل مجتمعة أدت إلى تفشي الطاعون، وباء الموت الأسود، الذي تسبب في وفاة ثلث السكان الأوروبيين، ومن هنا ظهرت عادات نظافة جديدة، وساعدت في تشكيل قواعد النظافة المعروفة الآن.
العادات الصحية في أوروبا القديمة
عدم الاستحمام
في العصور الوسطى، تم إغلاق العديد من الحمامات في أوروبا؛ لاعتقاد الكنيسة أن الحمامات هي مزيد من الرفاهية، وبالتالي لا يمكن للجميع الوصول إليها.كما اعتقد المجتمع الطبي آنذاك أن المياه ضارة بالصحة، للاعتقاد وقتها بأنها “تفتح مسام الجسم، وتجعله أكثر عرضة للإصابة بالأمراض”.
الحمامات العائلية
كان من النادر لدى الفرنسيين وجود حمامات لتنظيف الجسم بالكامل، فكان الناس يغسلون أيديهم ووجوههم فقط.
وعندما ظهرت الحمامات، كان لديهم طقوس صارمة، فكان الأب يستحم أولا، ثم الأم، ثم الأبناء من الأكبر إلى الأصغر.
ويقال أن الملك لويس الرابع عشر اتبع هذه القواعد، ولم يستحم إلا عندما نصحه الطبيب بذلك، وكان عادةً ما ينظف نفسه بقطعة قماش أو ماء أو كحول.
رائحة النفس الكريهة
نظرًا لعدم وجود فرش ومعجون الأسنان في ذلك الوقت، كانت رائحة الفم كريهة، وكان من يريد تنظيف فمه يلجأ لفرك الأسنان واللثة بالملابس المغطاة بخلطات الأعشاب للتخلص من تلك الرائحة، وكان هذا شائعا جدا.
كان هناك بعض العلاجات الأخرى مثل شطف الفم بالماء المثلج، ومضغ الكرفس أو قشر عصير التفاح، أو استخدام أوراق الغار والمسك كمطهر.
غسيل الملابس
كان ارتداء زي جديد في أوروبا وفرنسا يحدث عندما تتسخ الملابس وتبلى بالكامل، أو تكون مرتعا للحشرات كالبراغيث أو العث أو بق الفراش.
شاع استخدام الكتان في ذلك الوقت للملابس، لقدرته على امتصاص العرق، وعندما تم تغيير أقمشة الملابس شعروا بأنهم بحاجه إلى غسل وتنظيف المناطق المكشوفة مثل الوجه والزراعين.
مكانس القصر
من قصر فرساي إلى منازل العامة، كانت تستخدم مكانس من الخيزران لتنظيف الغرف، وساعدت تلك المكانس على التخلص من الجزء الأكبر من الأوساخ المتراكمة، وعلى التخفيف من رائحة العرق.
قضاء الحاجة
في القرن التاسع عشر بدأ ظهور الغرف المزودة بالمراحيض والأحواض وأنظمة الصرف، وكان الناس قبل ذلك يقضون حاجتهم في الحدائق أو الممرات.
شعر متسخ
كان الاعتقاد السائد هو أن الشعر الزيتي المتسخ أكثر صحة،، وعندما أرادوا إخفاء شعرهم المتسخ استخدموا الشعر المستعار في المناسبات الخاصة فقط.