كان يعلم ..
بأنَّ الحرّ مأسورٌ ومكمّم!
كان يعلم ..
بأن الحاكم حرفاً لم يتعلّم
كان يدري أن صديقهُ
لم يمُت من أثرِ الحمّى وإنمّا
تسمّم!
كان يهوى الكِفاح
لم يعجبه وضع الإنبطاح
فأبى الوضعَ ولم يتأقلم
عاشقاً يهوى كان عاشق
خيروه بين النفاقِ الترِف
وبين حبل مشنقةٍ
فأختارَ المشانق!
ومضى ينشد أشعارٍ
ترفضُ الموت المكتّم
وتأبى حكمَ طاغوتٍ
رأى في القصرِ
جوارٍ وعبيداً فتبسّم
أخبروهُ أن يتألّمَ صامتاً
هكذا قالوا ؛
بصمتٍ تألّم!
سيهدموا البيت أخبروه فقال
هو بيتٌ والبيتُ يرمّم
وماذا عن لسانك؟
حسبي المدادُ أمّدَّهُ كي يتكلّم
وماذا عن عظامك؟
هو العظم موضوعٌ
لكي يجبرَ لو تحطّم!
وضعوا سيفاً على عنقه ثم قالوا
ورأسكَ ماذا عن الرأس حين يزال؟
فقال ولم يتظلّم ؛
وإنّ الرأس قنديلاً
يحملُ الأفكارَ على هيئةِ ضوء
فهل يقتلُ الضوءُ يا حمقى
أم يتقسّم؟
فهو موجودٌ لكي يزالُ بسيفٍ
إذا رفضَ الظلمَ وقانون الأحاجيّ
المهشّم ..
إذا أبى العيشَ في أرضٍ
مظهرها جنةٌ وباطنها جهنّم!
هو الرأسُ موجودٌ لِكي يضربهُ
سيفٌ أو يرفعهُ حبلٌ ليُعدَم!
العيلامي