في عام 48 قبل الميلاد، وضعت الملكة كليوباترا، التي كانت آنذاك الوصي المشارك لمصر، خطة للسيطرة على الإمبراطورية المصرية بأكملها، وللقيام بذلك قررت أن تكسب دعم روما، مما يعني إقامة تحالف مع زعيمها يوليوس قيصر.
وفقًا للرواية الشهيرة، أمنت كليوباترا هذا التحالف عن طريق إغواء يوليوس قيصر، حيث قامت بإغراء الإمبراطور الروماني، الذي كان يكبرها في ذلك الوقت بـ 30 عامًا.
ميلاد القيصر الصغير
التحالف بين ابنة عائلة البطالمة والإمبراطور الروماني لم يُنتج فقط مجموعة متشابكة من التقلبات والمنعطفات السياسية، لكنه أدى أيضًا إلى ولادة قيصريون، الطفل الوحيد لهما.
وُلد قيصرون في يونيو عام 47 قبل الميلاد، واسمه الكامل بطليموس فيلوباتور فيلوميتور قيصر، وفي البداية لم يعترف يوليوس قيصر، لكنه اعترف في النهاية بالطفل على أنه طفله عندما انتقل مع كليوباترا إلى روما عام 46 قبل الميلاد.
بداية المأساة
حتى الآن كانت الأمور على ما يرام، لكن من المؤسف أن النهاية المأساوية لم تكن في انتظار الملكة البطلمية التي انتحرت بعد انتحار أنطونيوس، أو يوليوس قيصر الذي تم اغتياله، ولكن كانت في انتظار ابنهما هو الآخر.
بعد اغتيال قيصر، عادت كليوباترا وقيصرون إلى مصر وكانت تحلم بأن يخلف ابنها والده كحاكم لكل من روما ومصر، لكن تلك الطموحات كانت محكوم عليها بالفشل في النهاية.
عند وصولهما إلى مصر، رتبت كليوباترا على الأرجح وفاة شقيقها الأصغر والحاكم المشارك بطليموس الرابع عشر ثيوس فيلوباتور الثاني من أجل تأمين مقعد قيصريون على العرش، بينما قضى قيصرون شبابه في الإسكندرية، يتدرب في السياسة والفلسفة.
وبعد فترة وجيزة، وضعت كليوباترا أعينها مرة أخرى على روما من خلال إغواء مارك أنتوني، الجنرال الروماني وهو الخلف المحتمل لقيصر، وبمجرد أن أنشأ هو وكليوباترا تحالفًا، منح أنطوني كليوباترا وابنها السيادة على إمبراطورية ضخمة تمتد من الهند إلى هيليسبونت، وتم تعيين قيصريون الذي كان يبلغ من العمر حينها 14 عامًا ملكًا للملوك.
وبعد مرور عامين، هُزم مارك أنتوني على يد منافسه أوكتافيان، وريث قيصر وابنه بالتبني، لذلك أرسلت كليوباترا قيصرون الذي أصبح في السابعة عشر من عمره إلى مدينة برنيس الساحلية خوفًا عليه.
وبعد فترة وجيزة من هزيمته، انتحر مارك أنتوني وتوفي بين ذراعي كليوباترا، وسرعان ما حذت كليوباترا حذوها.
النهاية
حينها تلقى قيصريون، الذي كان بعيدًا عن روما آنذاك، كلمة مفادها أن أوكتافيان يريده أن يحكم مصر، فقرر الذهاب إلى روما وفي اللحظة التي عاد فيها إلى روما، اعترضه حشد من الجنود الرومان وقتلوه، مما فتح طريق أوكتافيان إلى العرش.
ولا يزال المؤرخون يتساءلون لماذا اختار قيصريون العودة إلى روما، لكن هناك أمرًا واحدًا واضحًا وهو أن القيصر الصغير منذ ولادته حتى وفاته، كان أداة في لعبة سياسية، انتهى به الأمر هو وجميع من استخدموه بالخسارة.