النتائج 1 إلى 9 من 9
الموضوع:

الأبقار المقدسة ...

الزوار من محركات البحث: 29 المشاهدات : 335 الردود: 8
الموضوع حصري
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    صديق نشيط
    تاريخ التسجيل: September-2022
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 154 المواضيع: 13
    التقييم: 380
    آخر نشاط: منذ 7 ساعات

    الأبقار المقدسة ...

    لطالما تغنى أبي بشهادته،

    و دوما ما يقول لي أتحداك بأن تصبح مثلي ذات يوم،
    أنه تحدي جميل بين الأب و أبنه،
    أبي كان جراح قلب عالي المستوى.
    وأنا كذلك ثابرت وحصلت على شهادة الطب!
    لكن في طب الحيوانات أصبحت طبيب بيطري،
    لم أنل إعجاب والدي وخسرت التحدي وسارت حياتي على مسار جيد وبدأت التدريس الطب البيطري في أحدى الجامعات،
    وفي ذات يوم كنت ذاهب الى الجامعة وكان لدي إمتحان مهم للطلبة،
    وكان هناك بعض الاحتجاج في الشارع على سوء الخدمات،
    وزحمة السير كانت قوية جدا حتى وصلت متأخر بساعه وتأجل الإمتحان،
    وندبني عميد الجامعه على تأخري وأمتعضت أنا من الذي حدث وفي نفس اليوم وفي وسط الدرس،
    سألني أحد الطلاب!
    وقال أستاذ كم نوع من الأبقار يوجد في بلدنا الحبيب؟
    قلت له نوعان هنالك نوع في المزارع
    وهنالك نوع في الحكومة،
    ذهل الطلاب من الإجابة ورن جرس إنتهاء الدوام.
    وفي هذه الاثناء الكل مضى في سبيلة الى بيته.
    رن هاتفي في ساعه متأخره من الليل.
    وقال المتحدث غدا لا تذهب إلى الجامعه بل توجه الى مديرية الأمن لديك هناك عمل في كذا ساعه،
    وسألت عن هذا العمل لم يجيب وقال ستعرف هناك لا تخف لا يوجد شيء،
    وكلمة لا تخف هي من أخافتني.
    لم أنم حتى موعد ذهابي الى المديرية الأمن.
    لكن قبل ذهابي لهم قبلت كل شيء أملكه في منزلي لأني شعرت شعور غريب كأنها رحلة بلا عودة،
    وصلت لهم وقدمت نفسي وعرفتهم في نفسي.
    ادخلوني في غرفة بيضاء تخلوا من كل شيء.
    وبقيت بها أكثر من ساعتين حتى دخل اثنان من رجال الأمن وقالوا لي..
    لا نريد أن نرهقك ولا نريدك بأن ترهقنا قل كل شيء بصراحة حتى تنجوا فإنك هالك لا محال فقط بعض الصراحة سوف تخفف عنك،
    لم أجيب بشيء كنت صامت!
    ثم قال أحدهم يملك شارب كثيف كغصن شجرة.
    قال.
    هل رأيت ابقار حين دخلت إلى المديرية؟
    قلت لا
    قال هل تعرف بأن المديرية هي مؤسسة حكومية؟ قلت نعم
    قال وهل نحن ابقار قلت لا،
    قال إذن أين الأبقار الذي تحدثت عنها لطلابك في الصف وقلت هنالك نوع من الأبقار في الحكومة هل أنت الآن قادر على الشرح!
    وفي الحقيقة أنا لا أملك الشرح لموقفي المتعسر حتى لو بدأت وقلت عدة أشياء حتى لو قلت لهم قد خانني التعبير أو ساء فهمي وهنالك مزارع حكومية تملك الأبقار ولا أعتقد سوف يصدقون هذه لكن قلت هذا التبرير وشرحت في التفصيل الممل تربية المواشي في الارياف تختلف عن تربية مواشي الحقول الحكومية أو حتى أصحاب الشركات فهنالك إختلاف،
    لا أعرف نجحت أو فشلت،
    رجال الأمن هم امكر من الذئاب وبعد كلام مطول جدا وبعد اتهامي بأني انتمني الى مجموعات تخريبيه واحزاب ضد الدولة حتى ذهبوا،
    وأتى اثنان آخرون وزجوا بي في الحبس،
    ومر يومان وأنا في الحبس واليوم الثالث تمت محاكمتي بمحكمة خاصة داخل المديرية بأنني موجه الإهانة الى الحكومة وإلى جميع العاملين بها لقد حكم القاضي حكمه في النفي لمجة خمس سنوات على حدود الدولة وبممارسة عملي هناك وسيتم ترحيلي والآن سوف تخرج ويذهب معك مأمور الى بيتك لتجمع ما تحتاج في حقيبة صغيرة وتذهبون من هناك الى مكانك المقرر ولا يفارقك هذا المأمور أبدا فقط عند دخولك إلى الحمام وتترك الباب مفتوح،
    ذهبت الى بيتي وجمعت ما احتاج وذهبنا،
    وأنا في أول يوم لي في المنفى،
    وانا في قرية صغيرة بيوتها تعد على الأصابع كل ساكنيها من الغجر،
    وأنا اتيتهم طبيب بيطري لممارسة عملة على مدى خمس سنوات جبريه،
    وكانوا كل ما يملكون من حيوانات سوى خرفان اثنان وحمار واحد وبعض الدجاجات!
    مدينة فقيرة الحال الجميع عظامهم بارزه من شدة الجوع وبشرتهم متيبسه من شدة الحر،
    وأنا بارز بينهم ناصع البياض غليض الأكتاف لا تشبعني وجبه واحدة ولي طقوس خاصة حتى في فراشي،
    كلمني المأمور وقال هنا تنتهي مهمتي معك هذه هي غرفتك تعود عليها كانت غرفتي من الطين معزولة عن البيوت وسقفها يكسوه سعف النخيل وفيها بساط متهالك لا أكثر وقال هنالك هاتف يبعد عنك ساعه في السيارة أذهب إليه يوميا واتصل على هذا الرقم حتى تسجل وجودك هنا لمدة خمس سنوات تذهب يوميا،
    وإذا غبت عن الإتصال سوف تأتي الشرطة إليك وإذا كان عذرك ضعيف وبدون دليل سوف تعاقب،
    وها انت الآن الطبيب البيطري لهذه المدينة،
    ذهب الرجل وذهبت أنا الى ما يسمى داري الطيني او غرفتي،
    حتى سمعت مهمه قريبه،
    وهو رجل مسن خرجت له ورحب بي وقال عرفنا بقدومك إلينا قل ماذا تحتاج لا تستح فنحن هنا كلنا عائلة واحدة،
    طلبت فراش وفانوس حتى قال كفى طلبات فأنت ترى نحن في صحراء تقريبآ ولكن من الواجب بأن نكون مضيافين للضيف.
    أصبح الصباح وصحوت على لدغه قوية جدا لم اشاهد ماذا لدغني هل هو عقرب او ماذا على الرغم من كوني طبيب بيطري وليس عالم حشرات،
    وكانوا أطفال هذه المدينة النكوبة تقريبا يشاهدوني من ثقوب الحائط الطيني ويضحكون ويتهامسون،
    خرجت لكن قدمي ثقيلة جدا بدأت تخدر حتى وقفت عن الحركة وتلتها قدمي الأخرى حتى كل جسدي وقف عن الحركة وأصبحت طريح الأرض،
    ركضوا الأطفال حينما شاهدوني وصاحوا لقد سقط الرجل الابيض لقد سقط الرجل الابيض وتجمعوا من تجمع حولي وحملوني صوب بيت الرجل المسن الذي رحب بي في الأمس،
    حتى سمعته يقول سوف يعتاد على سم العقارب في مرور الوقت وبدأ الجميع يضحك وأنا أشعر بأن قلبي خرج من القفص الصدري،
    حتى قام ب إخراج السم بخنجره بعد ما وضعه وسط كورة من النار ثم حشره في قدمي ورجعت فقدت الوعي من جديد بعد ما كنت اسمع وأرى فقط،
    لا أعرف كم بقيت في بيت هذا الرجل المسن وبدأت حفوني ترتفع قليلا وهناك عيون بنيه اللون تنظر في وجهي وتمسح جبهتي قلت في نفسي هذا آثار الحمى،
    لكن لا كانت هذه الغجريه من أهل الدار،
    وفي هذه الاثناء سمعت هذا الرجل المسن يكلم أحدهم ويقول له،
    هذا الرجل كاد أن يموت أدخل وشاهد بنفسك!
    وإذا يدخل رجل من الشرطة،
    يتفقدني لأني لم أذهب إلى الهاتف وظنوا بأني عبرت الحدود وهربت،
    كلمني الشرطي ولم اجيبه على الرغم بأني كنت قادر على الكلام،
    حتى يعرف حالتي سيئه بالفعل،
    ثم كلم الشيخ وقال له كم سيبقى على هذا الحال حتى ادون لدي على عدم مقدرته على الذهاب الى الهاتف في المدة التي تحددها أنت،
    قال له يومان لا أكثر سوف يتحسن ويستعيد قوته،
    دون مال قال وذهب،
    وفي وسط اليوم بدأ يشتد عودي و نهضت من فراشي وقمت بشكر الرجل المسن وقلت له تشكر بل نيابه عني ابنتك الصغيره،
    قال انا ليس لي اولاد وهذه زوجتي!
    وكانت تبلغ من العمر تقريبا 17 سنة لا أكثر دهشت من كونها زوجته وهو رجل كهل وهي أميرة صغيرة،
    ذهبت إلى غرفتي وإذا بغرفتي مختلفه عن ما كانت أصبحت اكثر نظافة وترتيب وكان هنالك دلو كبير من الماء الصالح للشرب وبعض المأكل،
    وخرجت في اليوم التالي وذهبت الى الهاتف سجلت تواجدي ورجعت الى القرية وسألتهم عن صحة حيواناتهم،
    وقالوا لماذا تسأل عن صحتهم وقلت لهم أنا هنا بسبب هذه الحيوانات حتى أقوم بمعالجتهن أن مرضن،
    وقال أحدهم هل الحيوانات أهم من البشر حتى يرسلوا طبيب للحيوانات بدل ما يرسلوا طبيب الى البشر!
    فنحن هنا نتهالك ولا يوجد لدينا اي دواء ولا يوجد طبيب يعاين أحوالنا،
    حتى شرحت لهم حالتي وتفهموا أمري،
    ​وكانت حيواناتهم أفضل صحه من أهل القرية، ومثلما قلت سابقا لديهم حمار واحد وخروفين وبعض الدجاجات
    وكذلك الحكومة لا تبالي لأمر الحيونات كما هي تبالي إلى نفيي في الحقيقة وكانوا هؤلاء الناس أو الغجر يقومون في عمل حفل طربي كل ليلتين وحينما يبدأ الحفل في الليل أنا الازم غرفتي ولا أخرج منها واستمع لهم من بعيد وكانت عيوني دوما ماطره حين يأن صوتهم كان عذب جدا وحزين جدا كذلك وكأنهم يقصدوني في كل أغانية يغنوها وفي ذات ليلة طربيه دفعت نفسي وذهبت وسطهم في الحفل وكانوا يتناوبون الغناء وكانت زوجة الرجل المسن هي أكثر الأصوات عذوبه وهي أكثر من تبكيني حين أسمع صوتها، قررت بأن لا ينزل دمعي بينهم، سألني هل تجيد الغناء، قلت لا، قال وماذا تجيد، قلت له الرسم، وقال ماذا تحب ترسم دائما، قلت له دائما ما أبدع في رسم العيون، وبدأت الطبول تدق بصوت منخفض، وكانت زوجة الرجل المسن هي أول المغنين، وكان أمتحان صعب رفعت يدها وخف صوت العزف وتحدثت قبل الغناء وهي كانت يافعه بأول العمر جميله جدا لكن كبيرة العقل بليغة اللسان واثقة الخطى، قالت يحل علينا اليوم ضيف وهو طبيبنا العزيز الذي لحد الآن لم يداوي أحد! ونحن من داويناه فضحك الجميع ضحكه ود وليس استهزاء وتبسمت أنا ورفعت يدي شاكرا، قالت رحبوا به وهذه الاغنيه له خاصة، قاموا بل ترحيب وغنت، غنت عن الدار وعن الوطن وعن الفراق وعن الأهل وقلبت المواجع لدي وأمطرت الحظور في دموعي وبدأت أنحب وقبل أن تكمل غدوت شريد الى غرفتي گ طفل طرد من مباراة كان يعشقها أركض وخلفي دموعي تاركها، أنه الحنين ولا في اليد حيله، بسبب كلمة أبقار نفيت!
    وفي الحقيقة الأبقار أرحم من اللذين يحكمون في بلدي وكان وصفي لهم في الأبقار شفقه مني لهم هم خنازير ليس أكثر،و أرجوا كذلك بأن الخنازير لا تزعل أن قللت من شأنهم ،

    مع التحية,


    كنت أود الاكمال لكن أكتفي هنا،

  2. #2
    مشرفة المقهى الفني
    تاريخ التسجيل: July-2024
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 2,531 المواضيع: 121
    التقييم: 3330
    آخر نشاط: منذ 11 ساعات
    نص في منتهى الروعة استمتعت جدا بقرائته شكرا لك اتمنى ان نري نصوص اخرى لك تحياتي واحترامي

  3. #3
    من المشرفين القدامى
    أبو يحيى
    تاريخ التسجيل: January-2020
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 986 المواضيع: 190
    صوتيات: 11 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 1615
    المهنة: كاتب مقالات و شاعر
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سومري 13 مشاهدة المشاركة
    لطالما تغنى أبي بشهادته،

    و دوما ما يقول لي أتحداك بأن تصبح مثلي ذات يوم،
    أنه تحدي جميل بين الأب و أبنه،
    أبي كان جراح قلب عالي المستوى.
    وأنا كذلك ثابرت وحصلت على شهادة الطب!
    لكن في طب الحيوانات أصبحت طبيب بيطري،
    لم أنل إعجاب والدي وخسرت التحدي وسارت حياتي على مسار جيد وبدأت التدريس الطب البيطري في أحدى الجامعات،
    وفي ذات يوم كنت ذاهب الى الجامعة وكان لدي إمتحان مهم للطلبة،
    وكان هناك بعض الاحتجاج في الشارع على سوء الخدمات،
    وزحمة السير كانت قوية جدا حتى وصلت متأخر بساعه وتأجل الإمتحان،
    وندبني عميد الجامعه على تأخري وأمتعضت أنا من الذي حدث وفي نفس اليوم وفي وسط الدرس،
    سألني أحد الطلاب!
    وقال أستاذ كم نوع من الأبقار يوجد في بلدنا الحبيب؟
    قلت له نوعان هنالك نوع في المزارع
    وهنالك نوع في الحكومة،
    ذهل الطلاب من الإجابة ورن جرس إنتهاء الدوام.
    وفي هذه الاثناء الكل مضى في سبيلة الى بيته.
    رن هاتفي في ساعه متأخره من الليل.
    وقال المتحدث غدا لا تذهب إلى الجامعه بل توجه الى مديرية الأمن لديك هناك عمل في كذا ساعه،
    وسألت عن هذا العمل لم يجيب وقال ستعرف هناك لا تخف لا يوجد شيء،
    وكلمة لا تخف هي من أخافتني.
    لم أنم حتى موعد ذهابي الى المديرية الأمن.
    لكن قبل ذهابي لهم قبلت كل شيء أملكه في منزلي لأني شعرت شعور غريب كأنها رحلة بلا عودة،
    وصلت لهم وقدمت نفسي وعرفتهم في نفسي.
    ادخلوني في غرفة بيضاء تخلوا من كل شيء.
    وبقيت بها أكثر من ساعتين حتى دخل اثنان من رجال الأمن وقالوا لي..
    لا نريد أن نرهقك ولا نريدك بأن ترهقنا قل كل شيء بصراحة حتى تنجوا فإنك هالك لا محال فقط بعض الصراحة سوف تخفف عنك،
    لم أجيب بشيء كنت صامت!
    ثم قال أحدهم يملك شارب كثيف كغصن شجرة.
    قال.
    هل رأيت ابقار حين دخلت إلى المديرية؟
    قلت لا
    قال هل تعرف بأن المديرية هي مؤسسة حكومية؟ قلت نعم
    قال وهل نحن ابقار قلت لا،
    قال إذن أين الأبقار الذي تحدثت عنها لطلابك في الصف وقلت هنالك نوع من الأبقار في الحكومة هل أنت الآن قادر على الشرح!
    وفي الحقيقة أنا لا أملك الشرح لموقفي المتعسر حتى لو بدأت وقلت عدة أشياء حتى لو قلت لهم قد خانني التعبير أو ساء فهمي وهنالك مزارع حكومية تملك الأبقار ولا أعتقد سوف يصدقون هذه لكن قلت هذا التبرير وشرحت في التفصيل الممل تربية المواشي في الارياف تختلف عن تربية مواشي الحقول الحكومية أو حتى أصحاب الشركات فهنالك إختلاف،
    لا أعرف نجحت أو فشلت،
    رجال الأمن هم امكر من الذئاب وبعد كلام مطول جدا وبعد اتهامي بأني انتمني الى مجموعات تخريبيه واحزاب ضد الدولة حتى ذهبوا،
    وأتى اثنان آخرون وزجوا بي في الحبس،
    ومر يومان وأنا في الحبس واليوم الثالث تمت محاكمتي بمحكمة خاصة داخل المديرية بأنني موجه الإهانة الى الحكومة وإلى جميع العاملين بها لقد حكم القاضي حكمه في النفي لمجة خمس سنوات على حدود الدولة وبممارسة عملي هناك وسيتم ترحيلي والآن سوف تخرج ويذهب معك مأمور الى بيتك لتجمع ما تحتاج في حقيبة صغيرة وتذهبون من هناك الى مكانك المقرر ولا يفارقك هذا المأمور أبدا فقط عند دخولك إلى الحمام وتترك الباب مفتوح،
    ذهبت الى بيتي وجمعت ما احتاج وذهبنا،
    وأنا في أول يوم لي في المنفى،
    وانا في قرية صغيرة بيوتها تعد على الأصابع كل ساكنيها من الغجر،
    وأنا اتيتهم طبيب بيطري لممارسة عملة على مدى خمس سنوات جبريه،
    وكانوا كل ما يملكون من حيوانات سوى خرفان اثنان وحمار واحد وبعض الدجاجات!
    مدينة فقيرة الحال الجميع عظامهم بارزه من شدة الجوع وبشرتهم متيبسه من شدة الحر،
    وأنا بارز بينهم ناصع البياض غليض الأكتاف لا تشبعني وجبه واحدة ولي طقوس خاصة حتى في فراشي،
    كلمني المأمور وقال هنا تنتهي مهمتي معك هذه هي غرفتك تعود عليها كانت غرفتي من الطين معزولة عن البيوت وسقفها يكسوه سعف النخيل وفيها بساط متهالك لا أكثر وقال هنالك هاتف يبعد عنك ساعه في السيارة أذهب إليه يوميا واتصل على هذا الرقم حتى تسجل وجودك هنا لمدة خمس سنوات تذهب يوميا،
    وإذا غبت عن الإتصال سوف تأتي الشرطة إليك وإذا كان عذرك ضعيف وبدون دليل سوف تعاقب،
    وها انت الآن الطبيب البيطري لهذه المدينة،
    ذهب الرجل وذهبت أنا الى ما يسمى داري الطيني او غرفتي،
    حتى سمعت مهمه قريبه،
    وهو رجل مسن خرجت له ورحب بي وقال عرفنا بقدومك إلينا قل ماذا تحتاج لا تستح فنحن هنا كلنا عائلة واحدة،
    طلبت فراش وفانوس حتى قال كفى طلبات فأنت ترى نحن في صحراء تقريبآ ولكن من الواجب بأن نكون مضيافين للضيف.
    أصبح الصباح وصحوت على لدغه قوية جدا لم اشاهد ماذا لدغني هل هو عقرب او ماذا على الرغم من كوني طبيب بيطري وليس عالم حشرات،
    وكانوا أطفال هذه المدينة النكوبة تقريبا يشاهدوني من ثقوب الحائط الطيني ويضحكون ويتهامسون،
    خرجت لكن قدمي ثقيلة جدا بدأت تخدر حتى وقفت عن الحركة وتلتها قدمي الأخرى حتى كل جسدي وقف عن الحركة وأصبحت طريح الأرض،
    ركضوا الأطفال حينما شاهدوني وصاحوا لقد سقط الرجل الابيض لقد سقط الرجل الابيض وتجمعوا من تجمع حولي وحملوني صوب بيت الرجل المسن الذي رحب بي في الأمس،
    حتى سمعته يقول سوف يعتاد على سم العقارب في مرور الوقت وبدأ الجميع يضحك وأنا أشعر بأن قلبي خرج من القفص الصدري،
    حتى قام ب إخراج السم بخنجره بعد ما وضعه وسط كورة من النار ثم حشره في قدمي ورجعت فقدت الوعي من جديد بعد ما كنت اسمع وأرى فقط،
    لا أعرف كم بقيت في بيت هذا الرجل المسن وبدأت حفوني ترتفع قليلا وهناك عيون بنيه اللون تنظر في وجهي وتمسح جبهتي قلت في نفسي هذا آثار الحمى،
    لكن لا كانت هذه الغجريه من أهل الدار،
    وفي هذه الاثناء سمعت هذا الرجل المسن يكلم أحدهم ويقول له،
    هذا الرجل كاد أن يموت أدخل وشاهد بنفسك!
    وإذا يدخل رجل من الشرطة،
    يتفقدني لأني لم أذهب إلى الهاتف وظنوا بأني عبرت الحدود وهربت،
    كلمني الشرطي ولم اجيبه على الرغم بأني كنت قادر على الكلام،
    حتى يعرف حالتي سيئه بالفعل،
    ثم كلم الشيخ وقال له كم سيبقى على هذا الحال حتى ادون لدي على عدم مقدرته على الذهاب الى الهاتف في المدة التي تحددها أنت،
    قال له يومان لا أكثر سوف يتحسن ويستعيد قوته،
    دون مال قال وذهب،
    وفي وسط اليوم بدأ يشتد عودي و نهضت من فراشي وقمت بشكر الرجل المسن وقلت له تشكر بل نيابه عني ابنتك الصغيره،
    قال انا ليس لي اولاد وهذه زوجتي!
    وكانت تبلغ من العمر تقريبا 17 سنة لا أكثر دهشت من كونها زوجته وهو رجل كهل وهي أميرة صغيرة،
    ذهبت إلى غرفتي وإذا بغرفتي مختلفه عن ما كانت أصبحت اكثر نظافة وترتيب وكان هنالك دلو كبير من الماء الصالح للشرب وبعض المأكل،
    وخرجت في اليوم التالي وذهبت الى الهاتف سجلت تواجدي ورجعت الى القرية وسألتهم عن صحة حيواناتهم،
    وقالوا لماذا تسأل عن صحتهم وقلت لهم أنا هنا بسبب هذه الحيوانات حتى أقوم بمعالجتهن أن مرضن،
    وقال أحدهم هل الحيوانات أهم من البشر حتى يرسلوا طبيب للحيوانات بدل ما يرسلوا طبيب الى البشر!
    فنحن هنا نتهالك ولا يوجد لدينا اي دواء ولا يوجد طبيب يعاين أحوالنا،
    حتى شرحت لهم حالتي وتفهموا أمري،
    ​وكانت حيواناتهم أفضل صحه من أهل القرية، ومثلما قلت سابقا لديهم حمار واحد وخروفين وبعض الدجاجات
    وكذلك الحكومة لا تبالي لأمر الحيونات كما هي تبالي إلى نفيي في الحقيقة وكانوا هؤلاء الناس أو الغجر يقومون في عمل حفل طربي كل ليلتين وحينما يبدأ الحفل في الليل أنا الازم غرفتي ولا أخرج منها واستمع لهم من بعيد وكانت عيوني دوما ماطره حين يأن صوتهم كان عذب جدا وحزين جدا كذلك وكأنهم يقصدوني في كل أغانية يغنوها وفي ذات ليلة طربيه دفعت نفسي وذهبت وسطهم في الحفل وكانوا يتناوبون الغناء وكانت زوجة الرجل المسن هي أكثر الأصوات عذوبه وهي أكثر من تبكيني حين أسمع صوتها، قررت بأن لا ينزل دمعي بينهم، سألني هل تجيد الغناء، قلت لا، قال وماذا تجيد، قلت له الرسم، وقال ماذا تحب ترسم دائما، قلت له دائما ما أبدع في رسم العيون، وبدأت الطبول تدق بصوت منخفض، وكانت زوجة الرجل المسن هي أول المغنين، وكان أمتحان صعب رفعت يدها وخف صوت العزف وتحدثت قبل الغناء وهي كانت يافعه بأول العمر جميله جدا لكن كبيرة العقل بليغة اللسان واثقة الخطى، قالت يحل علينا اليوم ضيف وهو طبيبنا العزيز الذي لحد الآن لم يداوي أحد! ونحن من داويناه فضحك الجميع ضحكه ود وليس استهزاء وتبسمت أنا ورفعت يدي شاكرا، قالت رحبوا به وهذه الاغنيه له خاصة، قاموا بل ترحيب وغنت، غنت عن الدار وعن الوطن وعن الفراق وعن الأهل وقلبت المواجع لدي وأمطرت الحظور في دموعي وبدأت أنحب وقبل أن تكمل غدوت شريد الى غرفتي گ طفل طرد من مباراة كان يعشقها أركض وخلفي دموعي تاركها، أنه الحنين ولا في اليد حيله، بسبب كلمة أبقار نفيت!
    وفي الحقيقة الأبقار أرحم من اللذين يحكمون في بلدي وكان وصفي لهم في الأبقار شفقه مني لهم هم خنازير ليس أكثر،و أرجوا كذلك بأن الخنازير لا تزعل أن قللت من شأنهم ،

    مع التحية,


    كنت أود الاكمال لكن أكتفي هنا،
    بخٍ بخٍ لك ..
    قرأتُها من لامها الى ميمها ، حزينة جداً ومؤلمة العجَت فؤادي وأيقظت خباياهُ ..
    رغم أنّي ومن المستحيل أن أتفهّم موقفك أو أن أدرك ألمك ولكنّي أعي جيداً ما تقوله تتشابهُ المعاناة التي نقاسيها من الأنظمة الفاسدة رغم اختلاف الألم ولكن الهدف واحد "أن نعاني لكي نركع!"
    ساقرأُ ما تبقّى منها إن أكملتها تقديري لحضرتك

  4. #4
    من أهل الدار
    البصري
    تاريخ التسجيل: December-2013
    الدولة: العراق
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 1,651 المواضيع: 115
    التقييم: 2859
    مزاجي: مرتاح جدا
    آخر نشاط: منذ أسبوع واحد
    واقع مؤلم من ذكرياتنا في زمن الطغات
    ابدعت اخي العزيز سومري
    لك كل الحب

  5. #5
    صديق نشيط
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير الياسمين مشاهدة المشاركة
    نص في منتهى الروعة استمتعت جدا بقرائته شكرا لك اتمنى ان نري نصوص اخرى لك تحياتي واحترامي
    يسعدني بأن شيء ما هنا نال إعجابك.

    أهلا وسهلا بك.

  6. #6
    صديق نشيط
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العيلامي مشاهدة المشاركة
    بخٍ بخٍ لك ..
    قرأتُها من لامها الى ميمها ، حزينة جداً ومؤلمة العجَت فؤادي وأيقظت خباياهُ ..
    رغم أنّي ومن المستحيل أن أتفهّم موقفك أو أن أدرك ألمك ولكنّي أعي جيداً ما تقوله تتشابهُ المعاناة التي نقاسيها من الأنظمة الفاسدة رغم اختلاف الألم ولكن الهدف واحد "أن نعاني لكي نركع!"
    ساقرأُ ما تبقّى منها إن أكملتها تقديري لحضرتك
    ألامتنان شيء جميل يشعر به الطرفان،
    وأنا يا صديقي ممتن جدا بخطاك الرفيعة هنا جدا ممتن،

    إما عن ألاوجاع وجعك و وجعي كما تعتقد أنت مختلفان وأنا أرى تقريبا وجع واحد،

    الأوطان يا صديقي ومن من تسبب في كل هذا تسبب في قتل الأمل للأسف وتسبب في نشر الجهل،
    وأتمنى بأن أعرف اللذه من هذه الأفعال!
    يا ترى هل هذه اللذه مستدامه أم ستزول؟

    أكرر أمتناني لك مع التحية

  7. #7
    صديق نشيط
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قاسم البهادلي مشاهدة المشاركة
    واقع مؤلم من ذكرياتنا في زمن الطغات
    ابدعت اخي العزيز سومري
    لك كل الحب
    هذا هو الحال يا صديقي العزيز هذا هو الحال!
    و أنا مجرد تلميذ في وجودكم وأنتم الأساتذة،
    شكرا لك بحجم السماء،

  8. #8
    من المشرفين القدامى
    ملاك القتال
    تاريخ التسجيل: April-2013
    الدولة: حيثما انت
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 8,793 المواضيع: 133
    صوتيات: 21 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 21555
    مزاجي: كقهوتك صباحا.. دافئة
    المهنة: الامومة.. الاجمل على الإطلاق
    أكلتي المفضلة: باقيا الطعام
    موبايلي: صرصر
    آخر نشاط: منذ 7 ساعات
    مقالات المدونة: 30
    نعم .. انها ايامنا العجاف حينما تكون الروح ارخص السلع .. والنظام بيد اللا نظام .. لكن العزاء في تلك المواويل حينما غنت تلك الشابة
    كأنها تدعو أن الحياة القادمة
    لابد لها من إشراقة يوم جديد
    لابد ..ينقل للقسم المناسب

  9. #9
    صديق نشيط
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايليتا مشاهدة المشاركة
    نعم .. انها ايامنا العجاف حينما تكون الروح ارخص السلع .. والنظام بيد اللا نظام .. لكن العزاء في تلك المواويل حينما غنت تلك الشابة
    كأنها تدعو أن الحياة القادمة
    لابد لها من إشراقة يوم جديد
    لابد ..ينقل للقسم المناسب
    بالفعل هي ليس فقط أيامنا نحن بل الكثير في هذا العالم كانوا يعانون وما زال هناك من يعاني،

    شكرا لك ايليتا

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال