مراقبة
ضوء أديسون
تاريخ التسجيل: September-2016
الدولة: Qatif ، Al-Awamiya
الجنس: أنثى
المشاركات: 22,565 المواضيع: 8,059
صوتيات:
139
سوالف عراقية:
0
مزاجي: متفائلة
المهنة: بيع كتب
أكلتي المفضلة: بحاري دجاج ،، صالونة سمك
موبايلي: Galaxy Note 20. 5G
لماذا يتوق الجسم إلى الوجبات السّريعة والمشروبات الغازيّة؟
لماذا يتوق الجسم إلى الوجبات السّريعة والمشروبات الغازيّة؟
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
أوما نايدو Uma Naidoo أستاذة في قسم الطب النفسي في كلية الطب بجامعة هارفارد، ومؤلفة كتاب "الغداء الذي يحمي دماغك من الاضطرابات العقلية" "This Is Your Brain on Food" و"احفظ عقلك من الاضطرابات العقلية بالغذاء الصحي" "Calm Your Mind with Food". سألناها لماذا نشعر بالرغبة الشديدة في تناول الوجبات السريعة؟ وكيف يمكننا التوقّف عنها؟
لو فكرنا في الغذاء من خلال عدسة تطورية، فسنجد أن أسلافنا عاشوا في بيئات كان الغذاء فيها نادرًا، وبالتالي كانت الأطعمة الغنيّة بالطاقة والتي تحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية والدهون والسكريات ذات قيمة للبقاء على قيد الحياة. لكن في ذلك الزمان، ربما كان الغذاء المتاح يتمثل في الفواكه والتوت والمكسرات والبذور؛ وهي الأغذية التي كانت غنية بالعناصر المغذية، لكن لم تكن غنية بالسعرات الحرارية. ما حدث في العصر الحديث هو أن الأطعمة الكاملة التي كانت صحية في السابق، استُبدلت إلى حد كبير بأطعمة فائقة المعالجة (1)، والتي تحتوي على نسبة عالية من السكر النقي، وشراب الذرة [شراب حلو ولزج مصنوع من نشا الذرة (2)] عالي الفركتوز، والملح، والأنواع الضارة من الدهون.
الأسباب التي تجعل أجسامنا تشتهي هذه الأطعمة هي أنها محمّلة بمكونات تستغل مراكز المتعة في دماغنا، ما يسمى بمسار مكافأة الدوبامين، وهو نفس المسار الذي تستغله المخدرات مثل الكوكايين. عندما نستهلك الأطعمة فائقة المعالجة والمستساغة جدًّا، مثل الأطعمة الغنية بالسكر أو المشروبات الغازية وما إلى ذلك، فإن الدوبامين، وهو الناقل العصبي الذي يشعرك بالسعادة، يجعلك تشعر بالراحة والمتعة في الأمد القصير، وهذا الشعور يعزّز الرغبة في أكل ذلك الطعام أو شرب ذلك المشروب مرة أخرى. يركز الناس على التأثير قصير الأمد، ويتجاهلون التبعات الضارة في الأمد الطويل: فالطعام غير المرغوب فيه يضر ميكروبيوم الأمعاء ويضرّ بصحتك العقلية، فهو يسبب التهابات، ويعكر المزاج، ويزيد من القلق.
وتتفاقم المشكلة عندما يشعر الناس بالتوتر النفسي والقلق، ولذلك يمدون أيديهم إلى كيس الحلويات أو كيس رقائق البطاطس، التوتر يرسخ دارة العادة العصبية في الدماغ.
عندما نتوق إلى الأطعمة السريعة، إلى جانب الإفراز الاستباقي للدوبامين في الدماغ، تنتج معدتنا هرمون الجريلين (3) ghrelin، المعروف باسم هرمون الجوع، ما يجعلنا نبحث عن تلك الوجبات السريعة ذات السعرات الحرارية العالية. وبعد أن نشبع رغبتنا من تلك الأطعمة، يُفرز الدوبامين مرة أخرى، ما يخلق حلقة التعزيز الإيجابية هذه. هناك ناقل عصبي آخر يلعب دورًا، وهو السيروتونين، ويسمى أيضًا هرمون السعادة. بعض الأطعمة التي نتوق إليها غنية بالكربوهيدرات، والتي يمكن أن تزيد من السيروتونين. على الأمد القصير، يمكن لهذه الأطعمة أن تجعلنا نشعر بتحسن طفيف، ولكنه تحسن مؤقت في المزاج يتبعه خيبة أمل تجعلنا نشعر بالاكتئاب والقلق. هناك مادة كيميائية عصبية أخرى تعمل في هذا المجال وهي هرمون اللبتين، الذي يرسل إشارات للجسم بضرورة التوقف عن الأكل. لكن الأطعمة فائقة المعالجة يمكن أن تتداخل وتتعارض مع الإشارات، خاصة إذا كان الناس يتناولون أطعمة فائقة المعالجة في كل الأوقات لأن الهرمون ببساطة يتوقف عن العمل. يمكن أن يتطور لدى الناس ما يسمى بمقاومة الليبتين (4)، ما قد يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام.
في الأمد القصير، يمكن لهذه الأطعمة أن تجعلنا نشعر بتحسن طفيف، ولكنه لا يعدو كونه تحسنًا مؤقتًا في المزاج يتبعه شعور بخيبة أمل تجعلنا نشعر بالاكتئاب والقلق.
تنفق شركات الوجبات السريعة ملايين الدولارات على البحث والتطوير لجعل هذه الأطعمة لذيذة جدًّا. لنكن واقعيين، عندما تصبح لدى الناس شهوة شديدة للطعام، فلا نلاحظ أن لديهم هذه الشهوة الشديدة للبروكلي أو لسلطة الخضار الصحية؛ ولكنهم عادة ما يشتهون الحلويات والآيس كريم والكعك وما شابه. تستثمر الشركات كثيرًا في النكهات الاصطناعية والملونات والصبغات الغذائية (6) والمواد الحافظة لتحسين طعم ومظهر تلك الأطعمة. تقوم هذه الشركات بتصميم الطعام وذلك بالتركيز على الرائحة وعامل القرمشة والملمس والطعم والملوّن والجاذبية.
لن تتوقف شركات الأغذية عن الاستمرار في تطوير هذه المحسنات الغذائية. الأمر متروك للمستهلكين لاتخاذ هذه القرارات. إحدى الخطوات الأولى تتمثل في أكل البرتقال لا شرب عصير البرتقال المعلب المزال عن الألياف والغني بالسكريات أو المحلِّيات المضافة في العادة، والذي تباع عليه في البقالة. عندما تتناول الفواكه أو الخضروات الكاملة، فإن ذلك من شأنه أن يزيد من نسبة الألياف في وجبتك الغذائية، ولا يؤدي فقط إلى شعور بالشبع، بل ويقلل أيضًا من الشهوة الشديدة والاستمرار في تناول الطعام. خطوة أخرى سهلة هي التأكد من شرب كمية كافية من الماء. غالبًا ما يُخلط بين مركزي الجوع العطش في الدماغ. كثيراً ما أقول للناس أنه عندما يتوقون إلى أكل وجبات سريعة، عليهم بشرب كوب من الماء