كنت ماشي في كلية الطب:
قابلتها في الطابق العلوي
من هذاك الصرح في بغداد
دون موعدِ
رمقتني حوراء العيون بنظرة
اصابت نياط القلب
بالوهن بعد التجَلُد
تسوم العاشقين الويل
غيداء ذي طرفٍ اصيدِ
خُطَّت جفون العين و الرمش
بالتكحيل دون المرودِ
فقلت هل قرأتي على وجهي
ما كان عنكِ
قد دار في خَلَدي
فهذي عيون الخود
قد فتكت بنا
عنوةً دون الحسام المهندِ
قالت بلى فقلت لها
لا تسمعي قول الوشاة
تعالي و خليي يديكِ في يدي
أمسيتُ سكران
من تساقينا الهوى
اربع سنين لم تنقص و لم تزدِ
تقول و قد بان الذبول بعينها
انني مرتاعةٌ
اخشى التفرق في غدِ
قلت لها لا تيأسي من رحمة الله
فكم من سقيمٍ تماثل للشفاء
و مات العوَّدِ
ييسر الله معسوراً برحمته
و يفتح من الابواب ما كان موصد
تجرعت منها على الأيام سما ناقعاً
و صبرت عند الخطب
صبر الناسك المتعبدِ
أقول لها
ما كان أن يحصل المقدور
لو ملكت شيءً يدي
أو كنت من يسارى القوم
ذو مالٍ و سؤددِ