الشهداء
أبيتَ يا ليل الهموم
في بغداد إلا أن تكون
على الشقيِّ طويلا
الى السماء قد ارتقى فلا لقاء
بعد اليوم و ليس العَوْدُ مأمولا
تساقط الكماة السمر في سوح
الوغى و أقرانهم ما بدلوا تبديلا
تعالوا نودع من أرخص النفس
النفيسة فالخطب امسى جليلا
قوموا و حشِّدوا للحرب
شيباً شباباً فتية و كهولا
لا تنسوا عزيزيَّ النفوسُ الآباة
و صلوا عليهم بكرة و أصيلا
كل شهيد منّا اليوم يرتقي كان
سيفاً على رأس العدو مسلولا
اذا صوبت السلاح عل عدوٍ
فلا ترمهِ حتى يكون قتيلا
حيوا من فاز في جنان الخلد
و زفوا الشهيد و أنسوا العويلا
هنيئاً لأم الشهيد فازت بحبل
الى السدرة العصماء موصولا
خير المكارم للفتى أن لا تموتَ
على فراش الموت معلولا
مضى دون أن يبلغ عرسه و له في
جنة الخلد من حور الجنان خليلا
لا تبكيَّن على هالك أما الشهيد
فقد نال بالمجد إجلالاً و تبجيلا
و قل لأم الشهيد تَجَلَّدي كان
التجلد في الملمات جميلا
هنيأً للصابرين تساموا للعلى
إذ اتخذوا مع الرسول سبيلا
صدقوا ما عاهدوا الله عليه
و كان العهد للأوطان مسؤولا
مضوا و بقينا على الحياة هنا
قد كان عمر الشقي كان طويلا
خاب العدا اذ إدَّعوا لأحمد نسباً
و أوَّلوا بعض آي الذكر تأويلا
تأملت انواع المذاهب فوجدتها
سيفا على رقاب الناس مسلولا
لل سقى الله العمائم ما تركت
أمراً لأسباب السلم معقولا
فما جنحوا للسلم إذ جنحت
و حرفوا الدين تهويلا و تضليلا
أعلموا إن رسالة الاسلام قد
خُتمت و ما بعد الرسول رسولا
اننا لن ننسى الخيانة لمن غدروا
و قبَّلوا إيادي الرجس تقبيلا
كبلوا الشعب قيودا من حديد
و قد نكلوا بالأحرار تنكيلا
هنيئا لمن لاقى الرصاص بصدره
و بجلته آيات الذكر تبجيلا