يؤسفُني أن أكتب اليكِ هذهِ الرسالة وأنتِ في المهجَر لأنَّي أؤثرُ أن يكون حديثنا وجهاً لوجه ولكن شاءت الأقدار أن تفرّقنا ،
المهم ؛ لقد كان هذا قرارُكِ رغمَ أنَّكِ أطلعتني على الأسباب الّتي جعلَتْكِ تهاجرین الوطن.
إنّي لأفضًّلُ أن تشدین الرحال الى الوطَن وأن أراكِ من قريب ونذهب في مشوارٍ نطوف فيه الأرجاء و أن نمتع بصرنا بجماله.
كلُّ ما على هذهِ الأرض يفتقدك الوطن يشتاق لكي يحتضنك
عمّاذا أحدّثكِ؟ عن النخيل الشاهقُ والشامخ أم عنِ الأشجارِ المزيّنة والمصطفّة على جوانبِ الأرصفة أم عنِ الأنهار وشواطئها!
أم عن الأمطارِ الّتي ترطّب الأجواء وتتركُ بعد نزولها رائحة التُربة المهدّئة للأعصاب؟
أدعوكِ مجدّداً أن تفكري مليّاً وأن تعودي الى أحضانِ الوطن فلا يزال كما هجرتهِ مفعماً بالجمال ألا أنّهُ ينقصك.
- رِهام