د. صالح مهدي عباس المنديل
البستان:

هذي الدجيلُ قبلةٌ حجَ الى
بستانها الأعرابٌ بدو و حضرْ
من بين قرى العراق قريةٌ
و لها التاريخ حافل بالفخرْ
أهلها عاشوا دهرا بالوفاق
لا فضل بها لزيدٍ أو عمرْ
عاشت الاجيال فيها بسلام
و بها الوئامُ يوم الشدائد ما انكدرْ
آمنُ من يقصد سكناها
و لن يخشى على مالٍ خطرْ
فهيَ الارض التي من خيرها
اطعمتنا منذ ايام الصغرْ
و بها سكرُ أيّام الصبا و
مرابع أجمل ايام العُمرْ
لها منظر عند ساعات الأصيل
ناظرٌ أجمل من وجه القمرْ
يبهج من ينظر اليه بهجةٌ
نورها يسري على مد البصرْ
و العصافيرُ سكارى غردت
فوق ميادةِ اغصان الشجرْ
و في نيسان حسن أزهارٌ الربى
و أوقات العصر جلسات السمرْ
وهلة ثم غشاها الغيثُ من
بطون السحبِ وابل و إنهَمَرْ
فاوراق الكروم خضرٌ ناظرات
رصعتها بالندى قطرات المطرْ
و شذى الأزهار سيّرَهُ النسيم
عند سقياها بساعات السحرْ
و الحمامات تغنت في الغصون
أنغامُ بنانٍ عزفت على الوترْ
آية الحُسنِ سماها في المساء
حيثما البدر تسامى و استقرْ
و ترابٌ الارض ذو قدسيةٌ فهنا
ابونا ابراهيمُ صلى و كبر و نحرْ