سواحل القطيف مهد “الحظور” – بقلم عبد الرسول الغريافي*
الحظور (بالظاد) في الأصل هي صيغة جمع (لحظرة)، وفي اللهجة القطيفية وفي كثير من لهجات مناطق الخليج الساحليه عند إضافتهم لألف لام التعريف لصيغة الجمع تحذف الألف للتخفيف فيقال للجمع (لحظور)، وتجمع أحيانا ونادراً بصيغة حظرات والمفرد منها (حظرة)، ولكون أن صوت الظاد شبه معدوم في اللهجة القطيفية وفي كثير من مناطق الخليج فلا يعرفونها إلا “بالحضور” بل ويصر البعض على انها أصلا بهذا المسمى.
ومسمى الحظرة جاء من أصل عربي؛ فحين يقال حظر الشئ أي منعه منعاً شديداً، ولها استعمالات في مجالات متعدده تدل على المنع فمنها -مثلاً- ماذكر في سورة الإسراء في الآية الكريمة رقم ٢٠: {وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا} أي غير ممنوعاً أو محبوساً عن أحد. والحَظْر اسم فعل [مفرد]: مصدر حظَرَ. ونقول رَفْعُ الحَظْر: أي إلغاء القيود، ونقول في عالمنا الحديث “مَنطِقة حَظْر نوويّ”: أي مَنطِقة يُمنع فيها وجود المفاعلات والأسلحة النَّوويّة، وكذلك نسمع في نشرات الأخبار أنه قد عُقدت معاهدة لحَظْر التّجارب النَّوويّة”.
وعندما تعلن دولة ما عن (الحَظْر البحريّ): فهي تقصد وقف تحرّك السُّفن التّجارية ذات العلاقة بدولةٍ أخرى نتيجة توتّر أو توقّع نشوب حرب بين الدَّولتين، وكثيراً ما نسمع عن (حَظْر التَّجوُّل): فهو إجراء تتّخذه الحكوماتُ عند وقوع اضطرابات داخليّة أو بسبب عدوان خارجيّ يُمنع بمقتضاه السَّير في الطُّرقات. يَحظُر، حَظْرًا، فهو حاظر، والمفعول مَحْظور ، حظَرَ الشَّيءَ أو الأمرَ على فلان أو حظَرَ الشَّيءَ عن فلان: أي منعه أو حرَّمه، ونسمع أيضاً عن “حَظْر التّسليح أو المظاهرات أو الاجتماعات بمعنى منعها بشدة، ويقال: حظَر عليه كذا أي حجَر ومنَع.
والفعل حظَّرَ يحظِّر، تحظيرًا، فهو مُحظِّر، والمفعول مُحظَّر ، حظَّر الأمرَ: شدَّد في منعه. وحظَّر الماشيةَ: حبسها في حظيرة. ونقول صلى فلان في حظرة النبي (ص) أي في الحرم بالقرب من الضريح وتشملها الروضة بين المنبر والقبر لكونها منطقة ذات قداسة عالية ومحددة ومحجوزة المكان.
أما المقصود بالحظرة التي نحن في صدد الحديث عنها هنا فهي مكامن تبنى بالقرب من شواطيء البحر لغرض صيد الأسماك والربيان ولكنها تبنى وفق تخطيط هندسي دقيق رغم عدم دلالة شكلها بذلك ولذا فإنه لايقوم ببنائها إلا متخصصون متمرسون بارعون أو تحت أشرافهم إذ يقومون بحجز منطقة دائرية أو شبه دائرية بقطر يصل إلى ستة أبوع أو أكثر أو أقل بقليل (الباع = ١٨٩،٥سم) وذلك بسياج من جريد النخل والقصب والحبال وجذوع بعض الأشجار، وفيما بعد أصبحوا يعززون جدرانها أحيانا بسياج من الشبك الحديدي أو ما تُلِفَ من أشباك الغزول القطنية، وأما عن موقع بنائها فهو على الساحل القريب من اليابسة المتأثر مستوى مياهه بالمد والجزر فتغمرها مياه البحر في حالة المد (السقي) وتدخل فيها الأسماك والربيان وعند الجزر (الثبر/الفبر) ينخفض مستوى المياه التي تسبح فيها الأسماك والربيان وغيرها فتنحصر تلك الأسماك وسائر الحيوانات البحرية داخل الحظرة فتمنعهم من الخروج منها أي تحظرهم من الخروج.
إن مدخل الحظرة دائما من جهة السِّيف أو الساحل قبالة الشاطئ وعادة مايكون مواجهاً للغرب في سواحل القطيف حيث امتداد الشاطئ الواقع غرب بحر الخليج على سواحل القطيف من الشمال حتى الجنوب (عدا جزيرة تاروت فهو من جميع الجهات، وأيضا منطقة جاوان بصفوى حيث تختلف اتجاهات سواحلها). هناك سببان يحددان ضرورة مواقع واتجاهات مداخل الحظرات والمعروفة بالقنابير لأن تكون مواجهة للسِّيف؛ أولهما سهولة وصول بوَّارة الحظره العاملين فيها بشكل مباشر وبخط مستقيم دون مشقة أو مواجهة أي صعوبات. وثانياً (وهو الأهم) عندما يبدأ الجزر (تفبر الماية) وينخفظ مستوى منسوب الماء فإن التيار يتجه صوب الشرق أي الجهة المعاكسة للشاطئ وهي الجهة التي فيها قنابير الحظرة (مداخلها) فبالتالي يتعذر على الأسماك الخروج من الحظرة التي تحيطه من جهة توجه تيار المياه الذي يجبرها للتوجه نحو عكس المخرج فيبقى فيها محظوراً.
يصمم مدخل الحظرة على شكل الحرف اللاتيني V أو الرقم ٧ ويصل رأس المدخل المدبب هذا إلى مركز دائرة الحظرة O، أي أن وصف الحظرة بكل بساطه هو دائرة يدخل في وسطها ضلعان ملتقيان وتنحصر بينهما زاوية حادة احد ضلعاها أطول من الآخر ويكون رأس الزاوية تقريباً ملامساً لمركز الدائرة والمعروف بسر الحظرة وأن ضِلعَي الزاوية يعرف كل منهما بالمد، وأما الدائرة فأهم أجزائها الحوش ثم البطن وسره.
إن أول خطوة تتخذ في بناء الحظرة هو تعيين وتثبيت مايعرف بالرسم وهو حبل يثبت في الأرض لمدة مؤقتة لحين وقت الإنتهاء من بناء الحظرة ثم تتم إزالته، وهذا الرسم ممتد من بداية المدين (المد الأيمن والمد الأيسر) إلى السر وهو مركز الدائرة أي أن امتداده في أكثر الأحيان من الشرق إلى الغرب. ولكن كما أشرت أن للحظرة أجزاء متعددة ودقيقة جداً حيث يلعب كل جزء منها دوراً هاماً مستقلاً في الأداء لدرجة أنه لو أصاب بعض هذه الأجزاء عطب لتعطلت مهمة الحظرة عن الصيد بكاملها، ولهذه الأجزاء مسميات ذات طابع اصطلاحي محلي يعرفونه البحارة البوّارة بالأخص فيما بينهم (كما هو موضح في صورة مخطط الحظرة).
إن البوَّار – وهو مالك الحظرة أو مستأجرها الذي يعمل فيها أو العامل المستأجَر لجلب الأسماك منها وتسمى كمية الأسماك التي جمعت من “الباره”. يمكن البوَّار دخول الحظرة بحمار يجر عربة تعرف محلياً بالقاري للتمكن من سهولة جمع الأسماك أو الإكتفاء أحياناً بالدخول بزنبيل خوصي كبير جداً وله مقبضان (عروتان) من الحبل المتين يعرف هذا الزنبيل بالمرحلة، ولهذه المرحلة علاّق في داخل الحظرة صمم خصيصاً لتعليقها عليه يعرف بمعلق لجراب (امعلق لجراب).
يختار البوَّار وقتاً مناسباً لدخول الحظرة لجمع الأسماك وهو الوقت الذي يصل فيه مستوى المياه إلى منتصف جسمه أو أقل أو أعلى بقليل وتكون بين يديه أداة مهمة تعرف بالمسلاة وهي عبارة عن قطعة مربعة من الشبك المغزول من الخيوط القطنية يبلغ معدل طول كل ضلع منها ١٥٠سم تقريباً ويُثَبت طرفان متقابلان من أطرافها الأربعة بعصاتين قويتين فهي أشبه ماتكون بشبكة كرة الطائرة مع عارضتيها فكل طرف محمول على عصا وتعرف كل عصا منهما بالمعناف والجمع معانيف فيبدو شكل ذلك الشبك وهو بين يدي البوَّار الذي يمسك كل معناف بيد وكأنها منسف فيجوب بها متجولاً في أنحاء المحيط الدائري للحظرة الذي يشمل حوش الحظرة وبطنها وبين يديه تلك المسلاة وهي مغمورة في الماء فيتجول بها بكل حذر من الأسماك المؤذية التي قد تلحقه بأضرار أثناء جمعها بمسلاته.
وعلى مد ساحل محافظة القطيف بدءًا من سيهات جنوباً وحتى سواحل صفوى وجاوان شمالاً تنتشر تلك الحظور وعلى مد البصر حيث تبدأ بالتحديد من جبل القصّار المغمور جزئياً بمياه البحر وما هو حقيقة إلا مرتفعات وكتل ضخمة من أحجار الفروش أي الأحجار البحرية البيضاء والتي يُعَرِّفها البعض بالأحجار المرجانية البيضاء والتي تبنى بها بيوت أهالي منطقة القطيف وبعض مناطق الخليج، وتبدأ مرتفعات القصار جنوباً من مكان الدوّار الفاصل بين سيهات والمحمدية اليوم وهو بمحاذاة المقصب سابقاً وإلى الجنوب الشرقي منه يقع “حِد الدمام”، ويتجه جبل القصّار إلى الشمال متغلغلاً في ساحل سيهات وبعد هذه المرتفعات تبدأ منطقة لجليعة ذات الطينة المعروفة بطينة المخامره كما وتعرف أيضاً ببحر الربيان وإلى الشرق منها المقص وهو مقلع الحجارة.
قد لايخطر على بال الكثير بأن مواقع تلك الحظور لم تبنى على أراض مباحة لايملكها أحد فمن يسبق من الناس -مثلاً- يبني له مايروق له من الحظور! كلا فالأمر غير ذلك؛ فبرغم أنها أراض مغمورة بمياه البحر إلا أنها ضمن الملكيات الخاصة فهي مملوكة من قِبل أصحاب الحظور بواقع أوراق رسمية يعرفها الجميع وأنها تباع وتشترى وتؤجر وأن بعضها وقوف لصالح اعمال الخير والمساجد والمجالس وغيرها، وعلاوة على ذلك فإنه في كثير من بعض المناطق تعقد أسواق موسمية لمزادات علنية للتأجير والبيع كما هي العادة الجارية عند بحارة عنك -مثلا- الذين يعقدون في ليالي رمضان مزاداتهم العلنية لتأجير حظورهم بأراضيها على مدى عام واحد حتى تنقضي مدة التأجير وذلك لمن لايرغب من الملاّك الأصليين في العمل في حظرته فمن استأجرها يقال عنه: “قام على الحظرة” فالمستأجر قائم عليها.
وأما عن اثبات الملكية -فكما أشرت- إن جميع ملاَّك الحظور وأراضيها كانوا يمتلكون أوراق ملكية منذ عهود قديمة وقبل ظهور نظام الصكوك وظلوا على هذا الحال دون تحويلها إلى صكوك رسمية. إن أُجرة تأكير بساتين النخيل في محافظة القطيف وبعض المناطق المجاورة تسمى “صُبْرَة” أما أُجرة الحظرة فتسمى “رَيْعْ” وكلا اللفظين من أصل عربي كما جاء عن الريع -مثلاً لاحصراً- في معجم اللغة العربية المعاصر: ريع (قص، رع) ما يؤدّيه المستأجر للمالك من غلة الأرض مقابل استغلالها. رَيْعُ الشَّيء : فضله وناتجه وكذلك “رَيْع الأرض”.
لذا نجد أن لكل حظرة مسمى تعرف بها تماماً كما لمسميات بساتين النخيل فمواقعها ثابتة وملاّكها معروفون فالحظرة الفلانية للعائلة الفلانية وإن جميع البوّارة يعرفون أن هذه حظرة فلان وتلك حظرة علاّن فمواقعها على السِّيف ثابتة تماما كما المنازل على سطح الأرض وعلى مر عصور من الزمان ويتوارثونها أباً عن جد وإبناً عن أب.
إن الساحل الممتد من سيهات جنوبا حتى صفوى وجاوان شمالاً ومروراً بالقطيف وجزيرة تاروت ودارين ثم البحاري والقديح والعوامية ثم الى مابعد صفوى لهو الشريط الساحلي المغمور بمياه البحر والذي يشكل المهد المنشود الذي يقام عليه بناء تلك الحظور فهي بمثابة بيوت متواضعة جداً ولكنها بنيت وفق قوانين علمية في غاية الدقة من حيث التوازن والتي -كما سبق القول- لايقوم ببنائها إلا متخصص ماهر في هندسة بناء الحظور إذ أنها تشكل الجانب المعماري وأما الجانب المدني منها فهو متمثل في قيعان تلك السواحل التي أشبه ماتكون بمدينة لتلك الحظور حيث يقوم خبراء آخرون بتخطيطها وتوزيعها وتصنيفها وفق مسميات لتقسيمات طولية وأخرى عرضية متقاطعة مع بعضها وهي متعلقة بتخطيطها المدني فيتم تصنيف تلك التقسيمات بعضها متعلق بخطوط الطول وبعضها بخطوط العرض فالخطوط الطولية تمتد من الشمال إلى الجنوب وعددها ثلاثة خطوط فقط تقسم الساحل إلى ثلاثة مستويات بمحاذاة الشاطيء وهي القسم الغربي والقسم الأوسط والقسم الشرقي ولكل مستوى من هذه المستويات مواقع حظورها الخاصة بها.
فأما المستوى الأول الغربي وهو الأقرب إلى اليابسة فتسمى حظوره بحظور (إعلاه) أو العوالي وتسمى أيضاً (اسحام ومسحاب) وكذلك حظور أول السيف. وأما المستوى الثاني فيعرف بحظور (الوسيط) أو الوسطي وتسمى حظوره ايضاً بالأواسيط.
وبقي المستوى الثالث وهو الواقع شرقاً وتعرف حظوره بحظور (المغازير أو المغزار) وتعرف أيضاً بحظور (الحزام)، ويلي هذه المستويات الدّام وهي حافة الخور أو إحدى ضفتيه وتبنى عليه أيضا بعض الحظور، ثم تأتي بعده منطقة الخور وسوف اتطرق لمسميات العديد من تلك الحظور.
وأما خطوط العرض فهي المبتدئة من الغرب إلى الشرق حيث عمق البحر ولاشك أن عددها كثير فهي بمقام الأحياء السكنية ولها مسميات بحسب كل موقع والذي تبنى فيه العشرات من الحظور، ومن جملة مسميات هذه المستويات العرضية -مثلاً- البِدْعْ (علماً بأن بعض الحظور يطلق عليها البِدْعْ وبسبب كثرة وجود حظور البِدْعْ في هذه المنطقة فقد سميت المنطقة نفسها بالبِدْعْ)، وكذلك هناك البديعات وبحر لخريس والغوفج (الغوفَي) و المحادي (لأنه بمحاذاة الخور) والشماسية والدرويشية وغيرها. ولابد لنا من استعراض مخطط يظهر هذه المستويات الطولية والعرضية:
كما أن هذا الساحل نفسه مقسم ومصنف إلى مستويات ومسميات أخرى مُصَطلح عليها عند أهالي الغزول والاسكار وشققها وهي الأشباك الخيوطية التي تُنصب في مواقع معينه، ولكن عموماً يتفق الجميع في كثير من المسميات لتصنيف المناطق ويختلفون في مسميات أخرى حسب خدمتها لهم ، كما وتختلف هذه المسميات عند غواصي اللؤلؤ حسب تقسيماتهم للهيرات أو المغاصات وهكذا عند أصحاب السفن حسب ظروف طبيعة الصيد والإبحار، وكذلك عند أصحاب الجواريف والساليات (النچّاسات) وأصحاب شقق غزول الاسكار وغيرهم.
من المهم جداً هنا أن نستعرض بعض أسماء الحظور وبعض ملاّّكها كنموذج للإطلاع عليها وعلى مواقعها العرضية والطولية الآنفة الذكر وسوف نتناول بعضها بدءًا من الجنوب من جبل القصَّار بسيهات وباختصار لنوصلها بحظور عنك التي يفصلها عنها خور مَلَكْ أو مَلاَكْ -كمايطلق عليه البعض- والذي استصلح جزء منه ليكون أراضي النايفية ومن ثم الوصول الى حظور القطيف المقابلة لبساتين النخيل، كما سنُعرِّج على حظور جزيرة تاروت بدءًا من حظور دارين وسنابس ومعها الزور في الشرق وإلى حظور أهالي تاروت من الشمال والغرب لتتصل بحظور اهالي البحاري والقديح والعوامية وحتى حظور أهالي صفوى إلى جاوان مع ذكر التوزيعات لبعضها فقط على المستويات الطولية الثلاثة وكذلك التوزيعات العرضية الآنفة الذكر.
فمن الجنوب بعد شمالي جبل القصَّار بسيهات تطالعنا بعض حظور أهالي سيهات والمعروفة بحظور جنوب لجليعه الطينية والتي تشتهر بصيد الربيان ويحدها شرقاً الركسة الشرقية الواقعة شرق مقص حجارة القصَّار فتبدأ بحظور عائلة الساده بسيهات وأغلبها في مستوى احزام (في المغازير في اقصى الشرق) كحظور السيد حسن المكنى بالنيوه.
هذه الحظور هي حسب التصنيف السابق هي الأولى والمندرجة تحت مسمى: الحظور الأوليه او الأولى والمعروفة ايضاً بإعلاه أو العوالي أو المسحاب: وهي الحظور الشرقية الواقعة بالقرب من السِّيف والمستمرة إلى الشمال والتي منها أيضاً حظور الحبانة المتصلة والمشتركة بحظور جنوب عنك باتجاه الشمال لعائلة افويز وغيرهم وكذلك القسم الشمالي من الحبانة الواقعة في غليل البِدَيِّعْ من الغرب ويليه حظرة أم الخاس في لبدَيِّع العود (اي الكبير) لعائلة الفضل ويليه حظرات ابديع الصغير لعائلة رمضان والفضل والوقف وكذلك حظرات اجريده وهي للوقف ويليها حظرات لجبليه (الجبليه) لعائلة ال قمبر وآل ادخيل، وتليها حظرة الحسينية للشيخ جعفر أبو المكارم وهي ايضاً وقفية ثم حظرة الكريبية لأهل أم الحمام والتي تم بيعها فيما بعد إلى العماير (العميرية/العميري) الذين يقومون بتأجيرها فقط، ويليها من الشمال حظرة امغيصه شمال لكريبي لعائلة الفويز ثم حظرة أم الكرب لعائلة ال افويز أيضاً ثم الى الشمال حظرة لمخدميّة لعائلة الفضل وكذلك الى الشمال منها حظرة المجنونه للفضل ثم تأتي حظرات الشماسية وشرقيها حظرة اسطيح لعائلة الفويز ثم حظرة القحّة جنوب اسطيح وهي وقف لمسجد.
وهناك حظرة اعلاه وهي من الحظرات الواقعة في مستوى (اعلاه: وهي المغزار -كما سيأتي الحديث عنه) وهي لعائلة الميداني. وكذلك حظرة ابريطمه شمال العيچة، وأما حظرة المخدمية فهي شمال ابريطمه لعائلة الفضل أيضاً.
ومابين ابريطمه والشماسية تقع حظرة المجنونه. حظرة الحسينية قبيل مدخل القطيف لعائلة عبدالوهاب الكسار في الشماسية شرق الخميسية، والى الشمال منها أم النغاقيق لمنصور المؤمن (اهالي عنك) ومن بعد العيچ تأتي أم السنانير لأهالي القطيف مقابل النخيل وكذلك حظور ازويده لأهالي القطيف وفي الشمال منها حظرة أم الحمير لصيد الربيان.
ثم حظرة الظاهره لعائلة محمد ادخيل، وأما حظرتَي لبدوع والظاهرة فكلتيهما لعائلة قمبر ادخيل وهي شمال شرق برج ابو الليف ومنها أبو عيچ (أو ابو السنانير). حظرة الدرويشية في منطقة الدرويشية وهي عند البلدية حالياً إلى الشمال بمحاذاة مبنى الدرويشية القديم (الإمارة)، وعند هذا الحد تنتهي سلسلة من سلاسل حظور سواحل القطيف.
ثانياً: حظور الأواسيط أو الوسيطه:
وهي موقع مساحة الحظور الواقعة بين الغربية القريبة من الساحل (عوالي او إعلاه أو مسحاب) وبين الشرقية والمعروفة بالمغازير (الحزام)، وهذا المستوى الأوسط هو الذي يحتوي على أقل عدد من الحظور والسبب في ذلك يرجع إلى أمرين: أولهما لكثرة عدد العيوچ فيها والعيوچ اراضيها مرتفعة لأنها حالات: (مفرد حاله) وهي جزر صغيرة لايغطيها الماء الا نادراً، ثانياً لاحتواء هذه المنطقة على كثرة الغلان (جمع غليل) والغلان لها تيارات مياهها قوية لاتصلح لبناء الحظور فيها.
وتبدأ الحظور الوسطية من عنك جنوباً؛ فأولها حظرة اغويشه وهي وقف في يد آل افويز. حظرة إجريجير لعائلة الفضل. والى الشمال منها حظرة حلاله لعائلة محمد مهدي الفضل. حظرة القطع: لفويز وبعدها حظرة البدع الجنوبي ويليها حظرة البدع الشمالي لعائلة القمبر ثم الى الشمال منها حظرة أمرَيْم (تصغير مرمى) وشماليها حظرة الفضل وهي وقف. وبعدها حظرة المايدية (من مائدة) لعائلة الفويز، وأما حظرة اقريحة فتقع إلى الشمال منها وهي لعائلة المؤمن.
حظرة ابديع دومه لعائلة اليوسف، ثم شهقه لورثة آل افويز والفضل والمشهد، حظرة بديع بن سلمان بالقرب من البرج غرباً، حظرة شمال بن سلمان وهي أيضا بالقرب من برج أبو الليف من جهة الغرب وبعدها حظرة اثويبته الفوقيه لعائلة الفضل ورمضان وإلى الشمال منها حظرة لوحيده لعائلة الشعبان من القطيف والواقعة شمال شرق برج أبو الليف والتي عندها ينتهي المستوى الثاني وهو الأوسط وكما ذكرنا أن الحظور قليلة في هذا المستوى.
ثالثاً: المغازير أو لحزام: الواقعة في المستوى الشرقي من البحر وهي المنطقة الأعمق والأبعد عن الساحل (والتي قمنا بتصنيفها على أنها الثالثة في خطوط الطول)، ولنبدأ فيها من منطقة خطوط العرض بمنطقة البديعات (انظر إلى الرسم التوضيحي) وجميع حظورها العرضية يطلق عليها -كما أشرت- البديعات ومفردها بدع أي انها نوع خاص من الحظرات ولها مواصفات متميزة بها، وأول ماتطالعنا من جملة حظور البدع -بدءًا من الجنوب- حظرة اسريحد لمحمد بن مهدي الفضل وهي في أقصى جنوب عنك في المنطقة المتاخمة لمنطقة احظور سيهات الشمالية حيث خور ملاك، وتليها من الشمال حظرة سرحد (في لبديعات) في مستوى المغازير تحت ملكية عائلة الفويز وتليها حظرة الهيرية بالبديعات لورثة آل فويز وتتبعها شمالاً حظرة بياضه (في لبديعات) شمال الهيرية لعائلة الفضل ثم حضرة بديع صادم (في لبديعات) شمال بياضه وهي وقف، وإلى الشمال منها حظرة أم خنوقة لعائلة الفضل وتليها حظرة بديعة لعائلة جاسم بن أمان (في لبديعات) وإلى الشمال منها حظرة اترنجه لعائلة الشبيب بأم الحمام (في لبديعات)، وحظرة المنشوعة لعائلة بن ادخيل وال قمبر (في لبديعات)، وختام حظور لبديعات هي حظرة ابديع اسماعيل وهي من الأوقاف.
من هنا يبدأ الخط العرضي الثاني وهو بحر الخريس والواقع على مستوى خط الطول الثالث وهو المغازير الذي يبدأ بحظرة العسمة (بالخريس) لعائلة الجبر من اهالي أم الحمام وهي وقف، وتليها شمالاً حظرة اشتيه بالخريس لعائلة الفضل من أهالي عنك ثم حظرة الحرفية لمجموعة من ورثة عوائل مشتركة (في الخريس)، ثم تليها حظرة الخواجية لعائلة الفضل (في الخريس)، ثم حظرة الشيحية لعائلة أخرى من الفضل أيضاً (في الخريس)، وبها ينتهي خط عرض بحر الخريس.
والخط العرضي الذي يليه شمالاً هو المسمى بحر الغوفج وحظراته هي:
حظرة الكويكب (في الغوفج) تابعة لورثة احدى العوائل، تليها شمالاً حظرة بديع داؤود (بالغوفج) لعائلة القمبر،
حظرة امظيليمه ومعها إلى الشمال حظرة العيزارية (وكلتاهما في الغوفج) و لعائلة الفضل وهما آخر حظور بحر الغوفج، وهناك حظرة تليهما من الشمال الشرقي هي حظرة أم اكليز وخلفها يقع الدام (ضفة الخور) ومجفرة للهوامير ويشكلان خط فاصل، ومالك هذه الحظرة هو حسين بن ابراهيم الفضل.
وبعد الحظرة السابقة يبدأ خط عرض بحر لمحادي (المحاذي) الذي يلي الدام والخور وسمي بهذا الإسم لأنه يحاذي الخور والدّام والمقصود بالخور هو خور أبو امغوي. أول حظور امحادي هي حظرة العُلَيَّة (لعليَّة) لعائلة الفضل يليها الى الشمال حظرة الحرة (في بحر لمحاذي) لعائلة افويز وتليها حظرة بديع دومه (في لمحاذي) لعائلة الفويز. وأما آخر حظرة في لمحاذي فهي حظرة بديع دومه لعائلة الفضل.
ولننتقل الآن إلى حظور خطوط عرض بحر المُرَقِّي وهي أيضا متقاطعة وواقعة على المغازير (خطوط الطول/المستوى الثالث في الشرق): وأول حظرة في المرقّي هي حظرة السلطانية لعبدالرسول نصر الله.
حظرة اثويبته الحدريه (في المرقى) لعبد الرسول نصر الله وهي محاذية لبرج أبو الليف من الجنوب.
حظرة لبقيله (في المرقى) لعائلة الشعبان من القطيف، وتليها حظرة في المرقي أيضاً لعائلة الفضل قامت ببنائها عائلة الفويز، ثم تأتي حظرة البِدِع في المرقى لآل الفضل وبعدها حظرة لبعيده (في المرقى) لعائلتي المشهد واليوسف.
وأيضاً في المرقى تأتي حظرة الحسين بناها حبيب الفضل لإبراهيم الفضل وهي الأخيرة على هذا الساحل.
وبعد تجاوز هذه البقعه باتجاه الشمال فإنه تقابلنا جملة من الحظور امتدت على سواحل الدرويشية لتقترب من فرضة القطيف أمثال حظرة محمد صالح لعنكي وحظرة نعمان بن اخزام والمعروف عنها انها في الفرضة وثلاث حظرات أخرى لعائلة المسحر والتي تليها آخر حظرة لعائلة علي التاروتي.
كانت تلك أغلب الحظور المنتشرة على ساحل القطيف الممتدة مواقعها من سيهات وحتى الدرويشية بالقطيف بل وحتى الفرضة (الجمرك) عند البحر المقام عليه مبنى البلدية اليوم ومابعده من الشمال.
أما من حيث الإنتقال إلى الجزء الثاني فهو يحتاج أيضاً إلى توسعات أكثر في مجال هذا الموضوع لذلك أرى أن اختصره نوعاً ما لأخصص له بحثاً مستقلاً لكي لايطول بنا المقام هنا إن قمنا بربط الشمال بالجنوب وكذلك الشرق بالغرب دفعة واحده ولكن ما لا يُدرك كله لا يُترك جُله، فالإكتفاء بما تيسر عرضه حالياً وباختصار حول حظور أقصى الشرق بدءًا من الحظور الملتفة حول سواحل جزيرة تاروت وأحيائها المطلة على الشواطئ كالسنابس والزور وكذلك شواطئ دارين الشمالية الشرقية وكذلك الواجهات الغربية للجزيرة لكي نُعَرِّج بعدها على مناطق الشمال الغربي للإطلاع على حظورها والتي تبدأ من بعد المقطع في تاروت لتمر على البحاري والقديح والعوامية وصفوى وحتى جاوان.
فلنتجه إذاً لأقصى الشرق مباشرة انطلاقاً من حظور الدرويشية بالقطيف إلى الجهة المقابلة لها في أقصى الشرق وبشكل رأسي لنجد أنفسنا على سواحل دارين الغربية ثم ننتقل حثيثاً إلى سواحلها الشرقية حيث تستقبلنا حظور الظواهر ثم إلى الشمال منها حظور دويبل التي تربط بين حظور دارين والربيعية قبل دفن الغليل الفاصل بين الربيعية وفي معيتها مطار الرفيعة وبين دارين ثم تأتي بعدها حظور البندرية وتليها حظور ظلاموه إلى الشمال وبعدها حظور المقلد (نسبة لشخص اسمه ابراهيم المقلد)، ثم تتفرع في أقصى الشرق باتجاه الشمال لتكون همزة وصل بينها وبين حظور السنابس التي تفصل بينها وبين اليابسة بساتين تطل على البحر مباشرة والتي لازال رمق منها صامد وشامخة نخيله وهي تتطلع إلى البحر ولعلها شربت من مياهه في ليالي المد القمرية والمعروفة ب(ماية الهلال).
ومن هنا يبدأ امتداد حظور البدع أيضاً وهي الأكثر عدداً ويليها حظور بدع جاسم وحظور بدع راشد وحظور الغليل المتصلة والتي يطلق عليها حظور آخر الزمان فهي ممتدة حتى شواطيء الزور.
ولننتقل سريعا إلى الواجهة الغربية من جزيرة تاروت حيث المقطع الذي كان ينطلق منه الناس ليعبروا البحر متجهين إلى القطيف، هنا وباتجاه الشمال والغرب تقع حظور الطين وهي مجموعة من الحظور بعضها ممتلكات شخصية وبعضها أوقاف خيرية أو تابعة لمساجد أو مجالس وبعضها لصدقات جارية تحت إدارة أهالي تاروت ويليها من الشمال الغربي حظور الرامس وقد كانت في نفس مكان الورش الصناعية بالتركية اليوم وهي أيضاً مناطق الأهيرة أو الهيرات (جمع هِير) وهي مناطق صيد محَّار اللؤلؤ
وكانت أراضٍ بحرية مغمورة بالمياه موقوفة لأعمال الخير تحت إدارة ملكية أهالي تاروت، ثم يلي منطقة حظور الطين منطقة احظور البطحيات ثم يليها احظور أم الحمير وحظور دويبل الشمال ثم تأتي بعدها حظور البدرية وبعدها تستقبلنا حظور الخترشية وجميع هذه الحظور تقع الى الشمال من خور أبو امغوي حيث حظور الدام الشملي (الشمالي) وقد سبق ذكر حظور الدام الجنوبي وهما – كما سبق القول أنهما ضفتي خور أبو امغوي وكما اصطُلِح على تعريفها محلياً انها تعني (الحد) أي الضفة، فحظور الدام الشملي تمتد حتى منطقة رامس بالعوامية وهي مناطق غنية بالصيد الوفير للأسماك والربيان.
وإلى الشمال بعد ريف العوامية وقبله أرض رامس يأتي فاصل طبيعي بين المنطقتين وهو خور يعرف بخور الرهسة بين العوامية وصفوى ومنه تبدأ حظور أهالي صفوى على الدام الشملي منه أي حد أو ضفة خور الرهسة الشمالي. تلك الحظور تستمر إلى بساتين صفوى المتاخمة للبحر والمطلة عليها من الشرق وتستمر حتى شمال شواطيء صفوى، وأما الجزء الثاني منه فهو حظور الجهة الغربية والتي تلتف حول منطقة جاوان وسيرد التفصيل عنها لاحقاً.
لقد استمر وجود هذه الحظور حتى بدء فترات التغيير المتفاوتة عبر عقود من الزمن بعد منتصف قرن العشرين الماضي وكان كل عقد يشكل مرحلة اندثار لبعض تلك الحظور وكان سبب ذلك الاندثار هو استصلاح بعض الشواطيء لتتحول إلى مناطق سكنية أو لمنافع عامة عن طريق دفنها ولاشك أن ذلك الردم أو الدفن كان على عدة مراحل بعضها بدأ من بداية الستينات أو ماقبلها كواجهة بديعة البصري الشرقية في وسط القطيف والتي كانت بساتين للنخيل.
وكذلك إذا ما انتقلنا مباشرة الى أقصى الشمال حيث موقع خط أنابيب البترول جنوب صفوى وأيضاً واجهة الدرويشية بالقطيف التي اسس عندها مبنى بلدية القطيف الحديثة وبعدها ردم منطقة الدخل المحدود بين القطيف وتاروت والتي كانت بداية ردمه في نهاية الستينات وبعضها في نهاية السبعينات كمنطقة الخامسة والرابعة وبعضها في الثمانينات والتسعينات كالمجيدية، وبعضها في العشرة الأولى الألفينات كالنايفية فأصبحت المنطقة جميعها سكنية يواجهها بحر ليس مناسباً لأن يكون مهد لتلك الحظور مما حدا بالكثير من أهالي الحظور والبوّارة بأن ينتقلوا الى بعض المناطق البعيدة عن القطيف ليتجهوا إلى رأس ابو علي -مثلاً- ليبنوا حظورهم على سواحل تلك البقعة النائية بعد أن كانت لاتبعد عن سوق السمك سوى بضعة أمتار ليُجلَب من البحر طازجاً بل حياً.
فلم تعد هذه البقعة مناسبة لأن تبنى فيها حظور ولاتنصب فيها شقق غزول الاسكار ولم تعد مناسبة حتى لصيد القمبار أو للصيد بالسالية أو الكوفية أو بالجاروف أو غيرهم. لقد ودّع هذا العصر تلك الحظور فأصبحت أثر بعد عين بل أصبحت نسياً منسياً لأصحاب هذا الجيل فلا يكاد الأمر يكون مصدق بينهم مطلقاً حين يسرده عليهم من بقي من أجدادهم والذين يبدون وكأنهم يتحدثون عن كوكب آخر.
——————————-
مسرد لمصطلحات بحرية ذات علاقة:
قبل الختام أود أن أتناول مرة أخرى توضيح ما تعرضتُ لذكره من بعض المصطلحات البحرية المتعلقة بالحظور
وماهيتها وأصنافها وكيفية بنائها ومواقعها سواء أكانت متعلقة بالحظرة بشكل مباشر أو غير مباشر ومالها من علاقات بصيد الأسماك بشكل عام بالإضافة إلى تعاريف بعض المواقع البحرية والتي وإن سبق تقديم لمحات سريعة عن بعضها إلا أنه بات من الضروري تقديم بعض التوضيحات عنها لكي لاتقف حجر عثرة أمام القاريء، فمن هذه المصطلحات:
١. امعلّق لجراب: وهو حامل قوي يشبه الخطاف صنع من الحبل والجريد مثبت على جدار الحظرة (داخل البطن أو الحوش) ليحمل المرحلة من عراها اثناء جمع الأسماك. والمرحلة هي زنبيل كبير بشكل مطاول له عروتان من الحبل ليسهل حمله وفيها تجمع الأسماك.
٢. الباره: هي كمية الأسماك التي يجمعها البوّار من داخل الحظرة، فيقال -مثلا- اليوم الباره خير أو “ماهنا باره اليوم”.
٣. البوَّار: وهي من اصل عربي بمعنى الإتقان في العمل ونقول يباري الشيء أي يلاحظه ويهتم به، وأيضاً نقول: اعط القوس باريها أي متقنها، وعند الجمع تستخدم لفظة بوَّارة على وزن (فعَّالة) وهي صيغة مبالغة تفيد الكثرة مثل خيّالة ومشّاية ورجّالة، فالبوّار هو الشخص الذي يدخل الحظرة ويجمع ما اصطادته له من أسماك سواء أكان هذا الشخص مالكاً للحظرة أو مستأجراً لها أو شخص يعمل فيها بالأجر اليومي لمالكها فإن هذا اللفظ يطلق عليه وكذلك يطلق على مالكها نفسه.
٤. الجاروف والجواريف: شبكة من الخيوط على شكل هرمي يحتوي طرفها الأوسع على جيب كبير بحيث يحمل الصياد طرف الرأس منها ويجره وقد يساعده شخص آخر (فتجرف) ما تمر به من اسماك وحيوانات بحريه وغيرها وعادة هي متخصصة لصيد الربيان ولذلك سميت هذه الشبكة بالجاروف لأنها تجرف ما تمر به داخل جيوبها الواسعة.
٥. الحالة: هي جزيرة صغيرة وقد تكون صغيرة جداً وتعرف بالعيچّة فالعيچّة اصغر بكثير من الحالة وقد تكون كبيرة نوعا ما وعادة هي رملية قد تعيش عليها بعض الحيوانات البحرية الزاحفة كالسلاحف وكذلك بعض الطيور وفي حالة المد القوي فإنه يغطي الماء جزء كبير منها.
٦. الحِد: وهي حافة طويلة لها ابعاد مغمورة في الماء تشكل حاجزا او مايشبه الدام ولكن لايليه خور.
٧. الخور: هو منخفض مفاجئ في قاع البحر يمتد كالنهر وتغطيه المياة في جميع الحالات المدية والجزرية ويعرِّض على من يمر به لخطورة الغرق من أشخاص ودواب لما له من عمق عن المستوى العام للبحر المجاور وتياره المائي قوي وجارف، وجمع الخور أخوار وأحيانا خيران (كصيغة مبالغة) وهي من أصل عربي فالبعض يطلق عليها هور (جمع أهوار).
٨. الدَّام: وهو حافة الخور (حِد الخور) من الجهتين أي أنه يشكل ضفة الخور وهي المساحة التي تسبق الخور وعادة يكون لها نوع من التميز في الثراء كثرائها بالأسماك والربيان أو وجود المحار حولها.
٩. الريع والصُبْرة: مصطلحان كلاهما من أصل عربي! فتعريف الريع هو مايؤدّيه المستأجر للمالك من غلة الأرض مقابل استغلالها. رَيْعُ الشَّيء : فضله وناتجه ” ومنها رَيْع الأرض. والريع أيضاً يستخدم كمصطلح بحري محلي يتعلق باستئجار الحظرة. وفي الأصل كان المستأجر القائم على الحظرة لايقدم شيئاً من المال إلى المالك إلا ماندر ويكون مبلغ رمزي وأما الدفع الحقيقي فهو من نتاج الحظرة أي من صيدها كأن يقدم له كل أسبوع أو بعد بضعة أيام (طبرة) من الأسماك أو الربيان، والطبرة هي الكومه.
وأما الصبرة فهي تخص بساتين النخيل وهي كما تقدم القول بأنها من اصل عربي أيضاً وتعريفها هو: “جمع من الطعام من غير كيل ولا وزن”. فصبرة تأكر النخل عادة يقدم للمالك عدد من قلال التمر وما تيسر من حليب الأبقار وبعض منتجات النخيل كالليمون والبوبي واللوز وغيرها.
١٠. السبَّاي: تعرضنا لذكره وهو أداة تتكون من ثلاث عصي قوية قد يصل معدل ارتفاع كل عصاة إلى متر ونصف أو أقل وتكون رؤوسها الثلاثة مربوطة ببعضها بحيث تشكل نقطة اتصال وأما أطرافها السفلية المدببة فتثبت في قاع البحر الضحل وتستعمل عادة من أجل حمل شبكة الصيد في وسط البحر لتخفف على الصياد اثناء الاستراحة أو لتساعده على تخليص الأسماك من الشبك: وهي من أصل فارسي مكونه من كلمتين (سه) بمعنى ثلاثة وباي بمعني أقطاب او عصي. وتعادلها في الإنجليزية كلمة (tripod).
١١. شقق غزول لسكار: وكلها مجتمعة تسمى غزل وهي مفرد شقة بمعنى قطعة من الغزل (أي الشبك المغزول من الخيوط القطنية لصيد الأسماك) قد يصل طول الشقة إلى خمسين مترا حيث تُوصَل عدة شقق مع بعضها لتشكل حاجزا كبيراً وبالإرتفاع المعهود (في حدود المتر) حيث يُنصب هذا الغزل ممتداً بشكل طولي بمحاذاة الشاطيء وغير بعيد عنه وطريقة صيدها بنفس فكرة الحظرة أي أنه عندما يبدأ الجزر (الفبر) ينخفظ مستوى الماء فتنحصر الأسماك خلف الشبك ولم تعد قادرة لأن تتبع الماء لتصبح في متناول يد الصياد.
١٢. العيچه: وجمعها عيوچ هي حالة (أي جزيرة صغيرة) رملية لاتغطيها إلا الماية الكبيره (في حالة المد القوي) كماية لهلال وقد تكون فوقها بعض النباتات.
١٣. الغليل: وجمعه غلّان وهو منطقة مغمورة بالمياه لاتنحسر عنها في الجزر ولها تيار مائي قوي ولكنها محصورة وعادة قريبة من الشواطئ وتستعمل لتدشين وانطلاق السفن منها كما وترفع السفن منها في العادة لغرض الصيانة (القلافة) حيث يليها مايعرف بالنقعات أو الخَبَر (والتي اطلقها أهالي القطيف على مدينة الخَبَر اليوم).
١٤. قام/قايم على الحظرة: ومنها أنه قايم (قائم) على الحظرة الفلانية وهذا المصطلح نفسه يستخدم مع البساتين والمزارع قام على البستان الفلاني أي تأكره (استأجره لعدة سنين في العادة) بحيث يدفع منتجات عينية كأجور لهذا البستان. ونقول أيضاً فلان قام على الحظرة الفلانية أي استأجرها.
١٥. القمبار: هي طريقة صيد أسماك تقليدية ليست احترافية وتحتاج عادة لشخصين ويمكن أن يكون شخص واحد ولكن على مضض ومشقة ووقتها يبدأ من أول ساعات الليل حتى خروجه وعادة مايكون موسمها في ليالي الصيف والتيار في حالة الجزر (الفبر/الثبر). يحمل احد الصيادَين أداة تعرف بالصاخوب وهي اداة قمعية (اسطوانية مستديرة الشكل مقلوبة ومفتوحة الطرفين تصنع عادة من أعواد الإثل وارتفاعها يصل إلى بداية عجز الإنسان أو أقل بقليل (٧٠ – ٨٠ سم تقريباً) ويكون طرفها السفلي هو الأوسع من العلوي يمسكه الصياد بكلتا يديه ، أما الشخص المساعد فيكون في يده مشعل أو سراجة تضئ بالكيروسين وعلى ظهره ظرف اي زنبيل مطبق من الخوص لجمع ما يصطادانه من الأسماك. ان الهدف من السراجة ليس الإضاءة وإنما الأسماك حين ترى الضؤ المفاجيء تتهافت صوبه فيطبق حامل الصاخوب عليهم بصاخوبه ويمد يده من الفتحة العلوية أو يصطادهم بالمنتاب وهو سيخ مثني مدبب الطرف.
١٦. القنابير: وهي مغالق أو أبواب صغيرة للتحكم عند مدخل الحظرة وهي متمثلة في الأساس في احبلة (مفرد: حبال) قوية مشدودة في الأرض بواسطة احجار أو جذوع اشجار للإحكام.
١٧. الكوفية: بنفس تصميم الجاروف ولكنها اكبر منه بكثير وتجرها السفن بدلاً من الإنسان.
١٨. ماية اهلال: الماية هي الماء ويقصد به تيار ماء البحر وهو في حالة المد، والهلال هو احدى مراحل تكوين القمر ومنها الفعل هلَّ واستهل أي ظهر وبان وقدم ويقصد بالماية هنا التيار البحري في حالة المد وعادة عندما يكون المد في بداية الشهر العربي أو في منتصفه فإنه يتأثر بظهور الهلال وعادة مايكون المد أقوى من مد سائر الأيام لدرجة أن (ماية الهلال) تجتاز بساتين نخيل القطيف المتاخمة للشاطيء وتدخل داخلها وكأنها تسقي الزرع.
١٩. الماية سقي: أي أن تيار الماء في البحر في حالة المد (التيار عالي).
٢٠. المايه فبر/ثبر: تقلب الثاء فاء في القطيف والماية تكون في حالة جزر (التيار منخفض).
٢١. مجفره: وجمعها مجافر وقد جاء هذا اللفظ من أصل كلمة (جفر) العربية الأصل والتي تعني البئر الواسعة. والمجفرة بناء تكويني تجويفي حجري في قاع البحر يشبه خلية من خلايا النو ولكنها عملاقة فهي غرفات تتخذها أسماك الهامور بيوت لها وتعيش فيها أيضاً بعض الأسماك الكبيرة الأخرى القريبة من فصائل الهامور كالسود والسمَّان حيث تعيش وتتكاثر فيها.
٢٢. المسلاة: شبكة ضغيرة مربعة الشكل بطول ١٥٠سم لكل ضلع يثبت كل طرف من طرفيها المتقابلين على عصا قوية تسمى المعناف وجمعها معانيف فتكون كالمنخل في يد البوّار وشكلها يبدو وكأنه شبكة كرة الطائرة مع عارضتيها فيمسك البوار كل عصا بيد ويتجول بها داخل الحظرة وهي نصف مغمورة في الماء ليجمع ما في الحظرة من اسماك مع وجوب الحدر الشديد من الأسماك الخطيرة.
٢٣. المعناف: سبق شرحه مع المسلاة وهي عصاة قوية بطول متر أو أكثر، ويستخدم البوّار معنافين لحمل شبكة المسلاة من طرفيها.
٢٤. النچّاسه والسالية: كلتاهما بمعنى واحد وهي شبكة صيد اسماك مستديرة وعلى محيط اطرافها جَيْب يحيطها وبه ثقل من قطع الرصاص بحيث يرميها النچَّاس فتغوص الأطراف في الماء وتحصر الأسماك وتعلق فيه فيرفعها النچَّاس من مركزها حيث وجود شرّابة (كركوشة) وتسمى بلغة النِچَّاسة البلبوص وهي في مركز استدارتها.
٢٥. النَوّْ: وهي مصطلح بحري خليجي ، وهو عبارة عن صدفيات طفيلية تتجمع على شكل مستعمرات بشكل تجاويف صغيرة تتكون على كل جسم ساكن صلب في البحر تعيش في داخلها كائنات طفيلية صغيرة وهي كعيون الخلايا الصغيرة المرئية وتراها متراكمة جنب بعضها وفوق بعضها لتشكل في النهاية بناء قوي صلب وكأنه من الحجارة، ومن الأشياء الصلبة الثابتة التي تتكون فوقها حطام السفن وأعمدتها حتى وإن كانت حديدية وأحياناً تتكون على الحجارة البحرية وحتى على قوقعة أو درقة السلحفاة، وأما عندما تتكون حول غضون النباتات البحرية الجافة أو على أي قضيب حديدي اسطواني فإنها نبدو وكأنها شعاب مرجانية وأحياناً تعلق بالصخور وتعطيها شكلا مختلفاً تماماً. وتعرف رسمياً بالبرنقيل وهي كلمة معربة من كلمة (barancle) ويقصد بها الحيوانات التي تعيش داخلها وهي حيوانات هدابية الأرجل قشرية وتصنف لاتينياً من سلالة ال (cirripedia) هدابية الأرجل.
٢٦. الهِير: وجمعها هيرات وأهيره وهي من أصل لفظ فارسي بمعنى قاع البحر، فالهير هو منطقة محددة يكثر فيها محّار اللؤلؤ والتي يقصدها الغواصون من أجل اللؤلؤ، فهي حقل ينشأ فيه محّار اللؤلؤ لتوفر مواصفات بيئية فيه تناسب تكاثر المحَّار، ولكل هير في الخليج العربي اسم خاص به مهما صغر او كبر
*الأستاذ عبد الرسول الغريافي باحث في التراث ومؤرخ.