أعمال منة حافظ
بألوان زاهية ودراويش ورموز من الطبيعة وآيات قرآنية وكلمات عربية، تقدم الفنانة منة حافظ في معرضها “محراب العاشقين”، فكرة مفادها أن قلب العاشق هو القبلة والمحراب والمكان الوحيد الذي يتسع لنور الله، فلا تخلو لوحاتها من النزعة الصوفية التي تحب تقديمها، وفيها تدعم القضية الفلسطينية وتجسد معاناة الشعب الفلسطيني منذ اندلاع العدوان على غزة في أكتوبر الماضي.
فيظهر أبطال لوحاتها من الدروايش والأشخاص والحيوانات والرموز الطبيعية ورموز الحضارة المصرية القديمة، ومفاهيم الحق والخير والسلام والحب والرحمة والحرية لفلسطين.
معرض منة حافظ
تقول منة حافظ، إن المعرض يضم رسومات مختلفة، إلا أن الفكرة صوفية تركز على أنه لا يوجد ما يتسع لنور الله أكثر من قلب المؤمن المحب لله، وهي من الموضوعات التي تحب تقديمها في أعمالها، موضحة في حديثهالـ”أيقونة”: “قدمت من قبل أعمال عن الصوفية وحب مصر والأمومة، لكن هناك دائما خيط صوفي في الأعمال، والاختلاف أنني استخدمت رموزا من الحضارة المصرية القديمة، ورموزا تجريدية”.
لم تخلو ألوانها من الدرجات الزاهية من الأحمر والأزرق والبنفسجي والذهبي، فتوضح أنها استخدمت كل الألوان لتجسد الطبيعة بألوانها وكذلك الحيوانات مثل الأسود والنمور وغيرها لإيصال رسالة توحد الإنسان مع الطبيعة وكل المخلوقات، إلا أن الألوان أغلبها مبهجة وزاهية لتوضح فكرتها، فتقول: “الإنسان المتصل مع الله يستطيع الاستمتاع بالأشياء من حوله ويشعر بحالة من البهجة والفرحة بدون أسباب أو شرط ليشعر بالسعادة أو الرضا”.
الصوفية طريق لسمو الروح
فترى أن الصوفية هي طريق لسمو الفرد بروحه ونفسه ويتخلى عن الصفات السلبية وتنير قلبه، فتوضح: “القلب كلما كان به شوائب من ضيق أو حقد أو غضب، كل ذلك يعيقه عن رؤية النور، إلا أن الحزن أو الانكسار يفتح مناطق في القلب ليدخل نور الله، فالله مع المنكسرين”، وهذا ما عبرت عنه بالدراويش وكلمة الرحمة وغيرها من الرموز والكلمات مثل الرحمة، التي ظهرت في العديد من الأعمال.
وفي لوحات المعرض، تعرض الجنة وكأنها مليئة بالفلسطينيين، وتجسد اليمام الأبيض وهو رمز لأرواح الشهداء، وتشير إلى الأم الفلسطينية كونها أعظم أم في العالم، وهذه ظهرت في الكثير من أعمالها، وفي لوحة منها تجسد فلسطين وكأنها أم أو امرأة وتتغذى الأرض من حولها بدماء الشهداء، وأن جميعهم لديهم العقيدة والإيمان مهما فقدوا من أشياء، فرغ كل ما يتعرضون له لا يزالون مؤمنين بقضيتهم.
“محراب العاشقين” هو المعرض الحادي عشر لها، وبدأت التجهيز له منذ عام، وبعد اندلاع الحرب على غزة قررت أن يضم المعرض أعمال عن فلسطين، كما يضم أعمال تجسد قدماء المصريين وحضارتهم منها لوحة عن نوت إلهة السماء، وفوقها كلمة “بسم الله الرحمن الرحيم”، وترى أن المصريون القدماء كانوا صوفيين ولم يعبدوا هذه الآلهة بقدر كونها رموزا لله الواحد، فحتحور هي رمز للبهجة والأمومة والخصوبة والحنان.
قدمت معارضها سابقا في عدة قاعات للفن في مصر ودبي في السركال أفنيو المخصص للأعمال الفنية وفي “داون تاون”، ثم عادت لمصر قبل أربعة أعوام، وبدأت تنظم معرضا سنويا منذ ذلك الحين فيها، وتقيم معرضها الحالي في قاعة سماحة للفنون.
ولدت منة حافظ عام 1985، ودرست الفن والمسرح في الجامعة الأمريكية، فبخلاف الفن التشكيلي، تمتلك العديد من المواهب، فقد نشأت في أسرة فنية، فوالديها فنانين، وبجانب الرسم تحب التمثيل والمسرح والارتجال والإنشاد الصوفي وكتابة الشعر وتقدم عروضا فنية ساخرة “استاند آب كوميدي”، إلا أن الفن التشكيلي بالنسبة لها يشبه التنفس، فهي لا تستطيع أن تتخيل الحياة بدونه، وتعتقد أن الفن يجعل الحياة أفضل وبدونه لن يكون هناك مجال للتنفس.
وتقول إن الفن هو الشيء الثابت الذي يربطها بالأرض أما ما دونه فتشعر وكأنها طائرة في السماء، موضحة: “منذ طفولتي وأحب الرسم، وشجعني والدي ووالدتي على دراسة الفن، فدرسته وتخرجت في الجامعة الأمريكية”.