النتائج 1 إلى 5 من 5
الموضوع:

«فنون التنكر».. من النبلاء إلى الدهماء

الزوار من محركات البحث: 9 المشاهدات : 180 الردود: 4
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: November-2020
    الدولة: بغداد
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 35,761 المواضيع: 10,494
    التقييم: 29425
    مزاجي: متفائل دائماً
    المهنة: موظف حكومي
    أكلتي المفضلة: البرياني
    موبايلي: غالاكسي
    آخر نشاط: منذ 3 دقيقة

    Rose «فنون التنكر».. من النبلاء إلى الدهماء





    تشتهر فينيسيا الإيطالية بأقنعة الوجه التنكرية، فلا يخلو ركن في “مدينة الحب والجمال” من حكايات هذه الأقنعة الأسطورية المرتبطة برموز الميثولوجيا الإغريقية ومراسم الاحتفالات الشعبية التي تضرب بجذورها إلى قرون سحيقة.
    لا يزال كرنفال البندقية “Carnevale di Venezia”، الذي يعود تاريخه للقرن الـ15، يتجمل بهذه الأقنعة ليجذب نحو 3 ملايين سائح سنويًا، رغم تطور أغراض استخدام هذه الأقنعة بفعل ما يفرضه الزمن من معادلات اجتماعية وسياقات ثقافية متباينة.

    وتحولت الأقنعة الفينيسية من وسيلة لتمييز الطبقة الاجتماعية، ووسم للتفريق ببين النبلاء وعامة الشعب، إلى أداة لتذويب الفروق الاجتماعية والعرقية، ورمز لأهمية القوة الناعمة ودورها الفاعل في حفظ الهوية والتراث.

    في كل ركن حكاية

    في البندقية، لا يخلو ركن من محال وورش الأقنعة الفينيسية يدوية الصنع، فتلك الصناعة التراثية حافظت على بقاءها لـ6 قرون؛ نظرًا لارتباطها بالسياقات الاجتماعية والثقافبة للسكان،كما أنها تعد أحد أكثر الهدايا التذكارية شعبية في العالم.

    التنكر الجميل

    ارتبط ظهور الأقنعة الفينيسية بالاحتفالات الشعبية، ويعود أول توثيق تاريخي للكرنفال الفينيسي لعام 1094، حين وقع دوق مدينة البندقية، فيتال فاليير، مرسومًا ورد فيه ذكر “كرنفال – كارنيس لاكساتيو”.
    ومع ذلك، لا يُعرف على وجه التحديد متى بدأت قصة الأقنعة التنكرية التي تشتهر بها هذه الكرنفالات، لكن المؤكد تاريخيًا أنه بحلول القرن الـ13 تأسست نقابة صناع الأقنعة في البندقية باسم نقابة فنون التنكر “Arte dei Depentori”.
    ضمت النقابة عددًا من الرسامين ومزخرفي الذهب والمُطرزين وغيرهم من الحرفيين المرتبطين بالصناعة، وهناك رواية تاريخية أخرى مفادها أن جذور الأقنعة الفينيسية تمتد لـ”ديونيسيوس”، إله الخمر والنشوة في الحضارة الإغريقية القديمة.




    من البنلاء إلى الدهماء

    كان المجتمع الفينيسي في العصور الوسطى هرمي الطبقات، بفئات من النبلاء والأمراء والعبيد والمعتوقين، ورغم انتشار ثقافة التمييز الطبقي، كانت المفارقة في استخدام الأقنعة الفينيسية التنكرية كمعادل اجتماعي.
    وسمحت هذه الأقنغة للأغنياء والفقراء من مدينة البندقية بالاختلاط معًا في الاحتفالات الشعبية والمناسبات الكبرى التي كانت تشهد طقوسًا فكاهية كإلقاء البيض على المارة أو ممارسة ألعاب الإغواء.





    كان النبلاء يتسترون خلف الأقنعة كوسيلة تسمح لهم بالتصرف بحرية وعفوية، والتفاعل مع الاحتفالات الاجتماعية دون الالتزام بقيود البروتوكولات الملكية، مع الحفاظ على مكانتهم الاجتماعية.
    ومع ذلك، كان من السهل تمييز أقنعة النبلاء والأثرياء المصنعة من مواد نفيسة مُرصعة بالذهب عن غيرها من أقنعة البسطاء، لكن الحرفيًين أعاروا أقنعة النبلاء والأثرياء اهتمامهم وجعلوا لها ورشا خاصة.




    رومانسية وإجرام

    تطورت أغراض اراتداء الأقنعة التنكرية من اللقاءات الرومانسية إلى التستر لممارسة مهنة البغاء وبعض الأغراض الإجرامية الأخرى.
    وسن حكام فينيسيا قانونًا عام 1436 ينظم قواعد ارتداء الأقنعة، ويحظر ارتداءها خارج الاحتفالات والكرنفالات الرسمية، لا سيما في الأماكن المقدسة.
    ونظرًا لشعبية هذه الأقنعة، سرعان ما تجاوزنت الكرنفالات والاحتفالات لتتحول إلى “أسلوب حياة” يحتفي به سكان فينيسيا طوال العام.
    ودمجها الفينيسيون، رجال ونساء، في حياتهم اليومية، حتى أصبح ارتداءها إلزاميًا في بعض المناسبات الاجتماعية والطقوس اليومية، إذ كان على النساء ارتداءها حين الذهاب إلى المسرح.




    الحرفة التراثية تتوارى

    مع تراجع البندقية في القرن الـ18 ومعها بعض الطقوس الاجتماعية، انخفض عدد ورش صناعة الأقنعة، وتهددت تلك الحرفة التراثية بشبح الاندثار.
    وبحلول عام 1773، أصبح عدد صناع الأقنعة 12 حرفيًا فقط، قبل حظر كرنفال البندقية بعد سقوط المدينة عام 1797، ليحرم سكانها من ارتداء الأقنعة في الشوارع وفي الحياة العامة، لتسقط تلك الحرفة التراثية في غياهب النسيان.




    القوة الناعمة والتراث

    إيمانًا بدور الفنون والقوى الناعمة في الحفاظ على التراث والهوية التاريخية والثقافية للشعوب، قررت مدينة البندقية عام 1979 إحياء تراثها، وأعيد الكرنفال الشعبي ليملًا شوارعها بالبهجة والفكاهة، لتعود معه الأقنعة الفينيسية بفضل قوة مزج التراث بالتقنيات المعاصرة.





    وفي فترة وجيزة، استطاع المهتمون بالتراث والفنون إحياء صناعة الأقنعة الفينيسية، وامتلأت المدينة مجددًا ياستوديوهات صناعة الأقنعة ومحال بيعها، لتستعيد جزء من بهاء ماضيها.
    وأصبح الفينسيون يهدون الأقنعة للسائحين والزوار كتذكار يحمل جزءً من تاريخهم وإرثهم الاجتماعي، وبفضل هذا الوعي أصبحت أقنعة فينسيا اليوم أحد أشهر الهدايا التذكارية حول العالم.



  2. #2
    مشرفة المقهى الفني
    تاريخ التسجيل: July-2024
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 2,164 المواضيع: 112
    التقييم: 2931
    آخر نشاط: منذ ساعة واحدة
    هذه الاقنعة تشبه اللوحات الفنية من جمالها شكرا جزيلا على الاختيار الجميل عاشت ايدك .

  3. #3
    من أهل الدار
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير الياسمين مشاهدة المشاركة
    هذه الاقنعة تشبه اللوحات الفنية من جمالها شكرا جزيلا على الاختيار الجميل عاشت ايدك .

    وقد استخدمت في المسارح وفي الحفلات التنكرية
    ممنون منكم جدا
    تحياتي وتقديري

  4. #4
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: June-2024
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 2,474 المواضيع: 4
    التقييم: 1028
    آخر نشاط: 4/October/2024
    شكرا اخي لنقلك اهم المواضيع

  5. #5
    من أهل الدار
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وَدعت جرحك مشاهدة المشاركة
    شكرا اخي لنقلك اهم المواضيع
    ممنون منكم لحضوركم العطر وردكم الجميل
    مع ارق التحايا واحلى المنى
    دمتم بكل خير وعز

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال