يمكن للانسان الشرقي ان يعيش حياته وهو مؤمن بليبراليته ،او علمانيته ، او ربوبيته او لا دينيته او ثقافته التي تنبذ الخلافات ، ويمكن له ان ينتقد من يشاء من اولئك الذين يؤمنون بالمقولات الضيقة الفئوية ، او ان تراه يمجد بالشعوب الاوروبية التي يعيش بين ظهرانيهم ، ويمتدح عاداتهم وتقاليدهم وعقلانيتهم ، ويبدي بهم اشد الاعجاب، لكنه لا يمكن ان يتحرر من طائفيته ، او يمتلك القدرة على نقد مقولاتها ، فهو حصيلة طويلة لمئات البطون والظهور التي جاء منها ، وبالتالي هو وريث شرعي للعقلية التي ترفض وبشكل قاطع نقد ما يتعلق بتراثه ، فهو يراه انتقادا لتراث اجداده وتسفيها لهم .
ويمكن ان يعيش بسعادة مطلقة وهو يجمع بين الحاده وطائفيته بذات الوقت ، فلا غرابة .
هذا ما نراه في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام!
هل هي مسألة توارث أم هو أسلوب التناقض الذي لايكاد الإنسان الشرقي أن ينفك منه ؟ وهل هو مقتصراً عليه دون المواطن الغربي ؟