ثقافة ناغومي.. فلسفة يابانية لتحقيق التوازن في حياة مضطربة
فلسفة ناغومي اليابانية لتحقيق التوازن
قد يكون من الصعب تحقيق التوازن وسط اضطرابات الحياة اليومية، ووسط محاولات البعض لتحقيق ذلك يقترح بعض الخبراء الفلسفة اليابانية “ناغومي” لتنمية الشعور بالانسجام.
فمع العمل لكسب لقمة العيش وتلبية الاحتياجات اليومية والضغوط، يجد الكثيرون نجد أنه ليس لديهم الوقت للاستمتاع بالحياة، ويأتي السؤال الدائم عن مدى قدرتنا على تغيير شيء ما عن أنفسنا وعلاقاتنا وحتى مجتمعنا.
فلسفة ناغومي
يقدم كينيشيرو كين موجي، باحث أول في مختبرات سوني لعلوم الكمبيوتر وأستاذ زائر في جامعة طوكيو، الثقافة اليابانية التي احتضنت فلسفة الحياة للمساعدة مواجهة الضغوط، و”ناغومي” يمكن من خلالها إدراك أن التوازن يتعلق باكتشاف كيف يمكننا مزج عناصر الحياة المتباينة بطرق تناسبنا لتحقيق فرق في حياتنا.ونشر “موجي” مؤخرا كتابا عن الفلسفة اليابانية “إيكيغاي” و”ناغومي”، فيقول إن ناغومي تتعلق بالتوازن والانسجام والوفاق، وهي كلمة يابانية قديمة ومتأصلة بشدة في التاريخ الياباني، وأن مفهوم التناغم أن تكون الأشياء في حالة توازن موجود في أماكن أخرى من العالم، لكن في اليابان شيء فريد من نوعه.
وضرب أمثلة على ذلك، مثل أن الأسرة الإمبراطورية اليابانية هي أطول ملكية وراثية في العالم، وربما يرجع ذلك إلى ناجومي. ويعزي نجاح الشعب الياباني إلى فسلفة ناغومي.الفلسفة اليابانية تكشف سر تميزها
وتتنوع فلسفة ناغومي بدءا من تحقيق التوازن في الطهي من خلال تلبية الاحتياجات الغذائية المختلفة، للحفاظ على طول العمر والصحة الجيدة، وتحقيق التوازن الذي يوافق الثقافة اليابانية والأطعمة المفضلة.
وحتى في صناعة أفلام الأنيمي، تميزت اليابان في تقديمها بعيدا عن شخصيات ديزني، فنجحت في صناعة أفلام الرسوم المتحركة بطرق مختلفة عن تلك المتبعة في ديزني، والسبب هو فلسفة “ناغومي”.
وهناك 9 مجالات تقوم عليها تلك الفلسفة اليابانية هي الحياة والغذاء والصحة والذات والمجتمع والطبيعة والإبداع والتعلم مدى الحياة والعلاقات.
ولتحقيق التوازن والانسجام في العلاقات وفقا لتلك الفلسفة، حسبما أوضح موجي في مقابلة له، فإنه يقول: “في اليابان، يعتمد مفهوم ناجومي على الإيثار وخدمة المجتمع والعمل من أجل الجميع، فالشخص المثالي هو من يتسم بنكران الذات ومليئًا بالإيثار، وكان الأشخاص الأنانيون الذين يخدمون أنفسهم دائمًا موضع ازدراء”.
ووفقا لمفهوم ناجومي، لا يعني الإيثار نكران الذات تماما ولكن خدمة المجتمع على المدى الطويل هي خدمة للذات أيضا، وهو أمر يدعمه علم الأعصاب الآن والذي وجد ارتباطا بين الدماغ والشعور بالمكافأة والإيثار.
ويعتمد الشعب الياباني طرقا أكثر إيجابية واستدامة لتغيير المجتمع بعيدا عن المظاهرات والاحتجاجات، فلديه دائما نهج مختلف للإصلاح الاجتماعي.
تطبيق مفهوم ناغومي في حياتك
ولتطبيق تلك الفلسفة ينصح “موجي” بممارسة الجري يوميا بعد انتهاء العمل، والذهاب في نزهة إلى الخارج إن كانت طبيعة العمل مكتبي.
ونصح باتباع عكس الروتين اليومي، يعني تجربة السيرة على الأقدام في نزهة بدلا من الذهاب بالسيارة، أو بدء التعرف على أشخاص جدد، والتعرف على الأصدقاء وقضاء بعض الوقت معهم.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة NAZ
