وكان قبلَ البينِ لي قلبٌ
فراحَ القلبُ يومَ الهجر
وتاهَ عقلي ..
حفظتُ العهدَ عهدَ الوفا
فلم تحفظوهُ مثلي
نوائبُ الدنيا عليّ تكالبت
وتهتُ بينَ السلطتين
كلّما قلتُ لسائلٍ بخيرٍ أنا
باحت بما أخفيتهُ العينين.!
وأحكي للّيالي مواجعي
والليالي بهمومها تُملي
يشدُّ الكسير للأهلِ رحالهُ
فأين أشدُّ رحلي وأنتمُ أهلي
وكنتُ احفظُ للناسِ شملهم
فإذا بالموت ضيّعَ شملي.!
فليتَ شعري كيفَ لي صبراً
وقد وُضعتُم في الثرى قَبلي.!
الا ليتَ المنايا لم تقرّقنا
ونحنُ كنّا في بادئِ الوصلِ
فلمّا بدت للنفس بشائرهُ
وكنّا في اوائلهُ في النسجِ والغزلِ
أتانا الموتُ سيلٌ عرمرمٌ
فيا لهول عيني ويا لهولي.!
ويا لقلبي أنّى أصبّرهُ
وقد ذهبَ الهجرُ بكلّي
فيا للمُدنفينَ ويا لسقمهم
ويالَني إذ حلّ ليلي.!
وقفتُ بالدارِ قبّلت جُدرانها
وظلالُ الموت تدورُ حولي
فكُف يا عاذلي فمذ رحلوا
اباحوا دمي وهنيئاً لهم قتلي
العيلامي