على تلة صخرية بخليج العقبة جلس بدوي يحكي لمهندس معماري شاب، عن أسطورة ساحر يدعى «زمان» تم نفيه هنا، بأمر الملك بعدما وقع في حب الأميرة وأراد أن يخطف قلبها، ليعيش وحيدًا ويشغل وقته ببناء حصن مطل على هذا الخليج، في انتظار تلك الحبيبة.
المهندس الشاب وقف على تلة الساحر لكنه وقع في حب المكان فقرر العيش على التلة الصخرية، وتشييد قلعة تحمل اسم الساحر زمان، تكون محاكاة للقلاع الأثرية لتمتزج روح الماضي بالحداثة.قلعة الزمان، شيدت على تلة صخرية ترتفع 35 متر فوق مستوى سطح البحر، على بعد 25 كيلومتر من مدينة نويبع بجنوب سيناء، ليتيح لك المنظر مشهد إبداعي، قادر على خطف قلبك من الوهلة الأولى، فهي واحة جمال تحتضن الرمال الذهبية وجبال سيناء، ومياه البحر الأحمر والشعاب المرجانية، المكان يشكل لوحة فنية نابضة بالحياة.
هاني رشدي هو ذلك المهندس المعماري الشاب المغرم بإحياء اسطورة منفى الساحر زمان، والذي شيد قلعته على الطراز الأوروبي لقلاع العصور الوسطي، مبنية من الحجارة الملونة باللونين الأحمر والبني، وتتميز بسقوف مقوسة، ومفروشة ومصممة على طراز قديم.
اتبعت القلعة في بنائها الطرق القديمة في البناء بالاعتماد على المواد الطبيعية بالكامل ، لتعكس روح الآثار، وتستغرق 5 سنوات في البناء، وواجهة القلعة مصنوعة من الجرانيت المأخوذة من جبال البحر الأحمر، أما الجدران والأرضيات الداخلية مصنوعة من الحجر الجيري.
وكان التحدي الأكبر في بناء القلعة هو تشييد القبو الذي تطلب 80 طناً من الحجر، لإضافة عنصر السحر والإثارة، والذي يؤدي إلى ممرات ونفق طويل يؤدي إلى غرفة أشبه بالزنزانة.
التصميم الداخلي للقلعة لا يقل جمالًا للذين يرغبون في تجربة السحر الذي تثيره القلعة بشكل مؤثر، فالأثاث مصنوع من الخشب الطبيعي، فبدأ من المدخل المؤدي إلى القاعة الرئيسية المجهزة بالسجاد التراثي الكليم والوسائد مغطاة بستائر من القماش، تتوسطها نافورة نحاسية موضوعة على قواعد من جذور الأشجار.
وضمت الغرفة بار مفتوح على الشرفة المطلة على شاطئ البحر، المجهزة بأنظمة صوت حديثة لتحويل القاعة الرئيسية لقاعة موسيقى هادئة.
أما قاعة الطعام المضاءة بالشموع التي تضفي على المكان هذا الجو الخالي من ملامح العصر الحديث.. المائدة والمقاعد مصنوعة من الخشب الطبيعي، والأواني من الفخار ..أما المدفأة فتم استخدامها كشواية لإعداد الطعام.
ومن أجل إضافة راحة زوار القلعة تم تخصيص قاعة للقراءة ، مزودة بمكتبة صغيرة صممت بالشكل التراثي القديم، وتتوسط القاعة طاولة قهوة مصنوعة من الخشب، وأريكة من التراث البدوي.
ضمت القلعة غرفة على الطراز الإسلامي ذات نوافذ مطلة على البحر الأحمر، بمقعدين وأريكة وسجادة كليم، وحوامل للشموع، وطاولة قهوة حجرية بقواعد من الخشب الطبيعي.
مالك القلعة المهندس هاني رشدي خصص له جناح بغرفتين، سفلية عبارة عن مكتب خشبي، وخزانة داخل الحائط الحجري، تحتوي على كؤوس وخنجر بدوي وهاتف قديم يعود لزمن بدايات القرن العشرين.
وبسلم داخلي تستطيع أن تصعد إلى الغرفة الثانية عبر فتحة في السقف الخشبي لتجد أمامك غرفة نوم اعتمدت على البساطة في سجادة من الكليم وسرير أسفل نافذة مطلة على البحر.
الحمامات اعتمدت على البساطة، والعودة للبدائية، مع مزيج من من الحداثة باستخدام صنبور معدني حديث مع حوض حجري.
حوض الاستحمام من الحجر الجيري، ولجأ مالك القلعة إلى استخدام إضاءة قديمة بحوامل الشموع.
الشرفة اعتمدت على فن البسيط بدرابزين والبرجولات من جذوع الأشجار الخشبية الطبيعية الممزوجة بالعصي وأغصان النخيل.
وتحتوي القلعة على حمام سباحة صمم على شكل بحيرة تتطابق مياهها بلون البحر لتضيف جو يشجع على الاسترخاء والاستمتاع بأشعة الشمس.
بالنسبة لطهي الطعام فله فلسفة خاصة لدى مالك القلعة، فهي مصممة بطريقة الملوك في استخدام ما يسمى «الوجبات البطيئة» والتي ظهرت في إيطاليا أواخر ثمانينات القرن الماضي احتجاجًا على انتشار مطاعم الوجبات السريعة، ومن هنا يمكن الاستمتاع بتلك الوجبات بطاولات خصصت في الهواء الطلق بشرفات القلعة، وساحة الأمامية للقلعة.
المكان يفاجئك بسراديب أسفل القلعة، للوصول ما يسمى لغرفة الكنز.. والتجربة تنقلك إلى عالم الأفلام السينمائية، وعليك لدخول تلك السراديب أن تجذب سلسلة حديدية إليك لكي تفتح باب خشبي في أرضية إحدى غرف القلعة، وتنقلك درجات إلى نفق بإضاءة خافتة بالشموع وتم تزيين الجدران بمنسوجات الحرف التراثية البدوية.