عقيدتنا في الاجتهاد
نعتقد أن الاجتهاد في الأحكام الفرعية واجب بالوجوب الكفائي على جميع المسلمين في عصور غيبة الإمام، بمعنى أنه يجب على كل مسلم في كل عصر.
ولكن إذا نهض به من به الغنى والكفاية سقط عن باقي المسلمين، ويكتفون بمن تصدى لتحصيله وحصل على رتبة الاجتهاد وهو جامع للشرائط فيقلدونه ويرجعون إليه في فروع دينهم.
ففي كل عصر يجب أن ينظر المسلمون إلى أنفسهم فإن وجدوا من بينهم من تبرع بنفسه وحصل على رتبة الاجتهاد التي لا ينالها إلا ذو حظ عظيم وكان جامعا للشرائط التي تؤهله للتقليد، اكتفوا به وقلدوه ورجعوا إليه في معرفة أحكام دينهم، وإن لم يجدوا من له هذه المنزلة وجب عليهم أن يحصل كل واحد رتبة الاجتهاد أو يهيئوا من بينهم من يتفرغ لنيل هذه المرتبة حيث يتعذر عليهم جميعا السعي لهذا الأمر أو يتعسر، ولا يجوز لهم أن يقلدوا من مات من المجتهدين.
والاجتهاد هو النظر في الأدلة الشرعية لتحصيل معرفة الأحكام الفرعية التي جاء بها سيد المرسلين، وهي لا تتبدل ولا تتغير بتغير الزمان والأحوال (حلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة)، والأدلة الشرعية هي الكتاب الكريم والسنة والاجماع والعقل على التفصيل المذكور في كتب أصول الفقه.
وتحصيل رتبة الاجتهاد تحتاج إلى كثير من المعارف والعلوم التي لا تتهيأ إلا لمن جد واجتهد وفرغ نفسه وبذل وسعه لتحصيلها
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــ
_ نص كتاب عقائد الامامية
توضيح المصطلحات
• معنى الاجتهاد؟
: الاجتهاد لغة، هو بذل الجهد، بذل الطاقة، تحمل المشقة
: الاجتهاد اصطلاحا: ملكة يتمكن معها الانسان من استنباط الاحكام الشرعية من ادلتها في الشريعة القران والسنة
• معنى واجب كفائي؟
: معنى واجب على الجميع، لكن اذا نهض من بينهم من له القدرة وتصدى للاجتهاد سقط عن الجميع هذا الوجوب، فأكتفوا به وقلدوه، ……
• مثال: قضية تغسيل الميت، واجبة بالوجوب الكفائي، فاذا مات شخص مسلم في احدى اماكن العالم كان واجب على الجميع تغسيله، اما لو نهض شخص واحد وغسله، سقط عن الجميع
• مثال: فتوى السيد السيستاني في محاربة داعش واجبة بالوجوب الكفائي، الفتوى واجبة على الجميع ان يحارب داعش لكن اذا نهض من يستطيع المقاومة والتصدي سقط عن الباقي
• معنى الواجب العيني؟
: يعني واجب على الجميع لا يسقط هذا الوجوب عن احد مثل وجوب الصلاة والصيام والزكاة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــ
_ نص كتاب دروس منهجية في شرح عقائد الامامية
س١- من اين جاءت فكرة الاجتهاد؟
: جاءت فكرة الاجتهاد وذلك عبر مقدمات
• المقدمة الاولى: هل ان التكاليف الشرعية مطلوبة من الناس في زمن المعصوم فقط او انها مطلوبة منهم الى يوم القيامة، اي ان الله عندما يقول ﴿يا أيها الذين امنوا … ﴾ هل يقصد الذين امنوا في زمن النبي صل الله عليه واله فقط او في كل الازمنة!! فالتكاليف الشرعية مطلوبة الى يوم القيامة، لان الله يخاطب كل البشرية
• المقدمة الثانية: بين ايدينا مصادر تشريع وهي القران والسنة النبوية
• المقدمة الثالثة: ان استباط الاحكام الشرعية من مصادر التشريع غير متوفر للجميع بل متاح لبعض الافراد، فالقران ليس مفهوم كله للجميع والروايات كذلك، الامام يقول ﴿ان كلامنا صعب مستصعب﴾
اي ان:
وجدنا في القران (تكاليف شرعية) لكل المسلمين، ثم وجدنا (مصادر تشريع) المتمثل بالقران واهل البيت عليهم السلام، لذلك كان الاجتهاد ضروري من اجل ان نفهم التكاليف الشرعية المطلوبة في القران، والاجتهاد غير متاح للجميع اي اننا نحتاج الى متخصصين في مجال الاستنباط
س٢- هل الاجتهاد ضرورة عقلية او ضرورة شرعية؟
: الاجتهاد ضرورة عقلية، وعندنا ايات وروايات ترشدنا نحو الاجتهاد، اما الاجتهاد فأن العقل يحكم علينا ان نجتهد لنعرف امور ديننا، قال تعالى ﴿وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون﴾ ١٢٢_توبة، فلم يقل الله كل الناس بل فرقة (البعض)
س٣- الادلة الشرعية التي من خلالها يستنبط الفقيه الاحكام الفقهية؟
1. القران الكريم
2. السنة النبوية (اقوال وافعال وتقارير) النبي الاكرم واهل بيته الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين
3. الاجماع، هو ان يجتمع الفقهاء على حكم فقهي معين
4. العقل، اي اذا وجدنا حكم فقهي وكان للعقل دور في الاستنباط حينها يتدخل العقل، فليس كل قضية عقلية تدخل دليلا في الحكم الشرعي
مثال: لو جاءنا دليل على ان الصلاة واجبة، ودليل اخر على ان لا صلاة الا بطهور، فيأتي العقل ويحكم على ان الوضوء واجب وانه مقدمة للصلاة، رغم ان الشرع لم يحكم بوجوب الصلاة فقط قال ان الوضوء مقدمة للصلاة
ماذا يعني تقرير المعصوم؟
• مثلا شخص يتوضأ امام المعصوم، والمعصوم لم ينهاه ولم يفعل اي شي، يعني ذلك ان وضوء هذا الشخص صحيح، فاذا كان وضوءه خطأ كان المفروض على المعصوم من تعليمه على الوضوء الصحيح، وهذا هو معنى تقرير المعصوم
لماذا اعتبرنا الاجماع مصدر تشريع؟
• لابد ان نعلم ان من واجبات المعصوم ان يرشد المؤمنين نحو طريق الصواب، فاذا اجمع الفقهاء على فتوى معينة، يعني ذلك ان المعصوم راضي عن هذه الفتوى، لو لم يكن راضيا لكان واجب عليه ان يقوم بأرشاد الفقهاء نحو الطريق الصائب مثلا يجعل احدهم يخالفهم، مثلا يأتي له في عالم الرؤيا او يرسل له شخص ليرشده
لذلك اي قضية اليوم تشكل صراع بين ابناء المذهب اسأل عنها، هل ان الفقهاء متفقين عليها او لا، اذا لا احتمال المعصوم يكون ما راضي عن الفتوى او يكون راضي ……
• خلاصة بحث الاجتهاد
الشيخ وضح للمذاهب الاخرى ان عقيدتنا نحن في الاجتهاد انه واجب بالوجوب الكفائي، اي ان الاجتهاد مفتوح للجميع …… لان المذاهب الاخرى اغلقت باب الاجتهاد وقالت انه لا يوجد اجتهاد الا عند الائمة الاربعة (ابو حنيفة، مالك، احمد، الشافعي) اي ان فقط فتاوي هؤلاء العلماء هي التي ناخذ بها، واذا حصلت قضية لا يوجد لها فتوى في كتب العلماء فيعملون بالقياس او الاستحسان (سنوضح لاحقا)
الشيخ وضح لهم عقيدتنا ان الاجتهاد مفتوح للجميع لكن مع ذلك الاجتهاد صعب لا يقدر عليه الا من ناله توفيق عظيم، قال الامام الصادق "عليه السلام": ليس العلم بكثرة التعلم انما هو نور يضعه الله في قلب من يريد أن يهديه فإذا أردت العلم فاطلب أولا في نفسك حقيقة العبودية ……