عقيدتنا في التقليد بالفروع
أما فروع الدين وهي أحكام الشريعة المتعلقة بالأعمال، فلا يجب فيها النظر والاجتهاد، بل يجب فيها - إذا لم تكن من الضروريات في الدين الثابتة بالقطع كوجوب الصلاة والصوم والزكاة - أحد أمور ثلاثة: إما أن يجتهد وينظر في أدلة الأحكام إذا كان أهلا لذلك، وإما أن يحتاط في أعماله إذا كان يسعه الاحتياط، وأما أن يقلد المجتهد الجامع للشرائط بأن يكون من يقلده عاقلا عادلا (صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا لهواه مطيعا لأمر مولاه).
فمن لم يكن مجتهدا ولا محتاطا ثم لم يقلد المجتهد الجامع للشرائط فجميع عباداته باطلة لا تقبل منه، وإن صلى وصام وتعبد طول عمره.
إلا إذا وافق عمله رأي من يقلده بعد ذلك وقد اتفق له أن عمله جاء بقصد القربة إلى الله تعالى.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــ
نص كتاب عقائد الامامية
توضيح المصطلحات
• معنى التقليد؟
: التقليد لغة، هو وضع الشيء في العنق مع الاحاطة به، كالقلادة التي تلبسها الفتاة فتحيط برقبتها
: التقليد اصطلاحا، هو قبول قول الغير من غير دليل عليه
• فعندما تقلد عالما في مسألة فقهية، وهذا يعني انك تأخذ قوله ولا يجب عليك ان تسأله عن الدليل، ويسمى تقليدا، اي ان المكلف قد قلد ذلك المرجع، اي جعل أمره في عنق ذلك المرجع
• معنى فروع الدين؟
: هي المقررات التي شرعها الاسلام لتنظيم الصلة والعلاقة بين الانسان وربه من جهة، وبين الانسان وبقية المخلوقات من جهة اخرى
وهذه الفروع عشرة
1. الصلاة
2. الصوم
3. الزكاة
4. الحج
5. الجهاد
6. الخمس
7. الامر بالمعروف
8. النهي عن المنكر
9. التولي
10. التبري
توضيح …… ان اصول الدين كما وضحت سابقا هي التي لا يجب فيها التقليد، بل يجب فيها الاجتهاد او حصول اليقين، فعندما اجتهدت في اصول الدين مثلا في التوحيد وتوصلت الى ان الله موجود وان النبي محمد صل الله عليه واله مرسل من الله لهدايتنا، وان القران هو كلام الله، حينها تدرك ان في القران توجد اوامر ونواهي، هل يجب عليك الاجتهاد ايضا لمعرفتها؟ الجواب لا، بل لديك ثلاثة طرق اما التقليد او الاجتهاد او الاحتياط وسنوضح لاحقا
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــ
نص كتاب دروس منهجية في شرح عقائد الامامية
س١- اهم الفروق بين اصول الدين وفروع الدين؟
1. اصول الدين (يجب حصول القطع والجزم واليقين بنسبة ١٠٠%) فروع الدين (اذا حصل القطع والجزم كان ذلك خيرا، اما اذا لم يحصل فتتحول الى الظن)
2. اصول الدين (يجب ان تكون بالدليل المعقول وان يكون لكل مكلف دليله)، فروع الدين (لا يتشرط فيها الدليل لانها تكليف من الشارع المقدس الذي توصلنا له من خلال الدليل المعقول)
3. اصول الدين (اتفقت عليها الشرائع السماوية)، فروع الدين (لم تتفق الشرائع عليها)
فائدة …… اصول الدين تحتاج قطع وجزم وثبات بنسبة ١٠٠% اذا ٩٩% تؤمن بوجود الله و ١% تؤمن بعدم وجوده، يعني ذلك ان اصولك بها خلل ويجب عليك ان تراجع عقلك وتستمع لغيرك لتصل الى ١٠٠%،
فائدة …… الفروع هي متفرعة من الاصول، فأنا عندما توصلت الى وجود الخالق وان القران كلامه، وقرأت كلام الخالق وجدت ان هذا الخالق يأمرني بالصلاة والصوم والزكاة …… اذن المطلوب مني اما ان اجتهد اي ادرس كل العلوم الشرعية والاحاديث البالغة مئات الالف حتى اعرف كيفية الصلاة والصوم …… او ان احتاط وهذا صعب او اقلد المرجع العالم الذي بذل كل حياته في سبيل ان يعرفنا ما يريده الله منا في كتابه الكريم
• التقليد لا موضوعية فيه؟
: عندما تشتري مرآة فأنت تنظر لشكلها ولونها وحجمها وصفاتها، وعندما تشتري وتعلق المرآة في البيت فأنت لا تنظر لشكلها وصفاتها بعد ذلك بل تنظر للمرآة من اجل ان ترى شكلك (اي الفائدة)، وهذا هو معنى التقليد فهو مطلوب ليس لذاته، بل من اجل الفائدة اي ان نحصل على الاحكام الشرعية التي جاء بها سيد المرسلين
• بعض الامور غير مطلوب منك التقليد
1. اذا حصل عندك الجزم بالحكم الشرعي، مثلا رؤية الهلال فأنت رأيت بعينيك هلال رمضان وتعرف ان هذا الهلال هو هلال شهر رمضان المبارك، وأن مرجعك لم يعلن ان غدا رمضان، فلا ينبغي عليك تقليده بل يجب عليك ان تصوم في اليوم التالي
2. لا تقليد في الضروريات، مثلا الصلاة والصوم …… الخ، انت كمسلم تعرف ان الصلاة واجبة والصوم واجب فلا ينبغي عليك التقليد هنا، اما كيفية الصلاة وكيفية الصوم فيجب عليك التقليد
• خلاصة بحث اليوم
ان المقصود من هذا البحث، هو لبيان للمذاهب الاخرى ما يعتقده الشيعة الامامية في خصوص الاحكام الشرعية (فروع الدين) التي جاء بها سيد الانبياء محمد صل الله عليه واله، حيث يقول الشيخ ان ما نعتقده ان هذه الاحكام ليس المطلوب منا الاجتهاد فيها مثل الاصول بل اما ان نجتهد او نقلد او نحتاط
وبين الشيخ ان ليس التقليد مراد لذاته، بل التقليد مطلوب للفائدة، وبين ان ليس كل الاحكام يقلد بها العلماء بل ان هناك بعض الامور لا يجب فيها التقليد، منها الاعتقاد بالضروريات واذا حصل الجزم في مسائلة ما مثل رؤية الهلال
ثم بين الشيخ، ان من لم يكن مقلدا فجميع عبادته باطلة لا تقبل منه وان صلى وصام وتعبد طول عمره، الا اذا وافق عمله رأي من قلده وقد تبين ان عمله جاء بقصد القرب من الله
• لماذا اعتبرنا الاجتهاد في الفروع غير واجب
1. توقف الحياة، عندنا تكاليف شرعية و اوامر الالهية في القران وبالتالي مطلوب من عندنا ان نعرف ما يريده الله ونعبده بالصورة التي يريدها، لابد ان نجتهد جميعنا وهذا يؤدي الى توقف الحياة حيث ان الكل سيترك وظائفه ويبدأ بخوض الدراسة الدينية والاجتهاد الذي يستغرق عشرات السنين
2. الاجتهاد غير متوفر للجميع، البعض يعيش في مجتمعات كافرة والبعض يعيش في مجتمع ظالم يحرقون اي كتاب يدخل لبلدهم، كما ان اصدار الفتوى لا تأتي فقط عن طريق الاجتهاد والدراسة بل هي ملكة يصل لها الانسان بتوفيق الالهي
3. لو قلنا بوجوب الاجتهاد، فاثناء فترة الدراسة التي تستغرق عشرات السنين بالتأكيد سيتعرض الى ابتلاءات فماذا نفعل؟ بالتأكيد عليه ان يسأل اهل الخبرة
• لماذا لا نعمل بالفروع بما يأمر به عقلنا؟ اي تعبد عشوائي؟
: اذا نحكم على التعبد العشوائي بالصحة، اذن ما فعله الناس في الجاهلية كان صحيح حيث ان عقلهم امرهم ان يعبدوا الاصنام ويتقربوا بها الى الله زلفا!!
: ان التعبد العشوائي يعني …… انك تدخل الى اختبار اختيارات ولم تقرأ اي ورقة من المادة، اخذت تختار عشوائي، فتكون نسبة نجاحك اما 0 او 50% او اقل او اكثر
للمعلوم الله ليس استاذ اختبار، الاستاذ لا يعلم ان هذه الاختيارات كانت عشوائية، اما الله يعلم ان تعبدك كان عشوائي والله أمرك في القران ﴿ … فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون﴾
• من لم يكن مقلدا جميع عبادته باطلة،
ما يقصده الشيخ العبادة التي تكون في محل ابتلاءه، والعبادة التي تأتي من اجتهاده الشخصي، فتعتبر باطلة وان كانت صحيحة …… اما العبادة الواضحة مثلا الصوم، لا يوجد مسلم لا يعرف كيفية الصوم، فيعتبر صيام هذا الشخص مقبول عند الله، اما لو مثلا قطع مسافة 50 كيلو متر وصلى صلاة تمام من اجتهاده الشخصي، تعتبر صلاته باطلة (للمعلوم ان هذا الموضوع يناقش في علم الفقه اكثر لا في علم العقائد)