شيخ الاطباء الدكتور كمال السامرائي
الرائد والمؤسسس لقسم النسائية والتوليد في العراق
هو اول طبيب عراقي متخصص بالامراض النسائية ، فقد سبقه في هذا الاختصاص طبيب انكليزي اسمه يونيل بريهام الذي صار فيما بعد استاذا للجراحة في الكلية الطبية الملكية في بغداد، وهو اول من اجرى توليدا بالملقط الولادي وعملية قيصرية في التوليد واول استاذ عراقي واول من تطوع كطبيب مقيم في المستشفى الملكي عام 1939 .. امتاز ببراعته في التشخيص ومهارته في العمليات الجراحية الصعبة حيث قام باجراء وتطوير العمليات الجراحية المعقدة ولهذا منحته الكلية الملكية لجراحين النسائية في بريطانيا شهادة العضوية والزمالة الفخرية في هذا الاختصاص بالاضافة الى نشاطاته التدريسية والطبية فقد كان مؤرخا من الطراز الاول للتراث الطبي العربي والاسلامي وقام بتاليف عدد من الكتب القيمة في هذا المجال
تم اختيار الدكتور كمال السامرائي طبيبا خاصا للعائلة المالكة ، فقد اشرف على علاج وتطبيب الملكة عالية، واختها بديعة، والاميرة مقبولة والاميرة جليلة اخت الوصي عبدالاله، وظل السامرائي الى جوار الملكة عالية في ساعات احتضارها الاخيرة حتى وفاتها
كذلك قام بانشاء مستشفى السامرائي
..في ساحة الاندلس اليوم ينتصب بناء شاهق، مصمم على احدث الطرز المعمارية، ومزود بكل الاجهزة والمستلزمات الطبية الخاصة بالامراض النسائية والتوليد والعقم ، يعمل فيه كادر طبي متخصص وممرضات ممارسات يحمل اسم الدكتور كمال السامرائي تقديرا لدوره الفاعل وخدماته الجليلة التي قدمها للعراقيات عامه والتي استمرت بعده على يد ولده الدكتور محمد كمال السامرائي الاستشاري في امراض النسائية والتوليد
سيرة الحياة
اسمه الكامل كمال توفيق محمد حسن احمد السامرائي ، ولد عام 1914 في مدينة سامراء العريقة .. هو الاخ الاصغر لخمسة اشقاء وثلاث اخوات وكان والده يعمل في دوائر الشرطة في العهد العثماني ولكنه نفي الى مدينة سمربول في الهند بعد الاحتلال البريطاني عام 1917 حيث اطلق سراحه فيما بعد
عند سن الخامسة دخل الكتاب لحفظ القران الكريم وعند ختمه اقامت العائلة احتفالية دينية بالمناسبة
في عام 1920 دخل المدرسة الابتدائية الوحيدة انذاك في سامراء وكان مديرها الاستاذ ابراهيم افندي عمر من اهالي الاعظمية وبعد دراسة ستة سنوات اجتاز الامتحان النهائي والذي اقيم في مدرسة المامونية المجاورة لوزارة الدفاع في منطقة الميدان في بغداد
في عام 1927 واصل دراسته المتوسطة في مدينة الحلة الفيحاء حيث كان اخوه السيد عبد الحميد مأمور البريد فيها ، ويذكر الاستاذ السامرائي تلك المرحله في كتابه حديث الثمانين مانصه
كانت الحلة مسرح تحولي الفكري والثقافي والاجتماعي في حياتي التالية فقد تعلمت فيها حب الكتاب ، كم احببت فيها اثار بابل التي كنت ارى في خرائبها كتابا مفتوحا هو ابلغ لو كانت قائمة اليوم
كذلك امتدت صداقتي الى من عرفتهم في مدرستها سنين طويلة بعد ذلك كان منهم طه باقر ، حسين زويني ، وسلمان منشي ، أما عبد الوهاب مرجان فقد سبقني الى المدرسة المتوسطة بسنة واحدة الا انني رغم هذا بقيت على اتصال معه حتى بعد توليه رئاسة الوزراء عام 1957
ملخص سيرته
ولد في مدينة سامراء عام 1914
درس الابتدائية في سامراء والمتوسطة في الحلة
وتخرج من الاعدادية المركزية في بغداد عام 1931 وكان من الاوائل
دخل الكلية الطبية 1932 وكان عميدها الدكتور سندرسن ووكيله الدكتور (هولمز) حيث أطلق عليه لقب السامرائي
تخرج من الكلية الطبية 1938 الدفعة السادسة
أول عراقي من التحق في قسم النسائية والتوليد برئاسة الدكتور كندي
في سنة 1939 أول من تطوع للعمل في المستشفى الملكي وبقي فيها ثلاث سنوات
في سنة 1942 أصبح طبيباً لأميرات العائلة المالكة
تدرج في المراتب العلمية حتى حصل على لقب الاستاذ سنة 1953
وبذلك يكون أول عراقي يحصل على هذا اللقب من خريجي كلية الطب في بغداد
أول استاذ عراقي ترأس قسم النسائية والتوليد
أول محاضرة القاها على طلاب الكلية الطبية سنة 1950
في سنة 1963 منح شهادة الزمالة (FRCOG) وهو سابع شخص في العالم يمنح هذه الشهادة
الملك عبد الله الأول
منح وسام الاستقلال درجة (3) من قبل الملك عبد الله بن الحسين الاول
شارك في عدة مؤتمرات دولية وعالمية في كندا وبريطانيا
أحيل على التقاعد عام 197
له مؤلفات تراثية وتاريخية (تاريخ الطب العربي ج ½، حديث الثمانين أربعة أجزاء)
منح وسام المؤرخ العربي عام 1987
الدكتور كمال والد الدكتور محمد السامرائي الاستشاري في النسائية والتوليد في بريطانيا
توفي في سنة 1999
يستطرق الدكتور سمير حبانة بتوثيق ذكرياته عن ايام كلية الطب الصف الخامس عن ألدكتور كمال ألسامرائي وألدكتورة لميعة ألبدري حيث يقول
الدكتورة لميعة البدري
استمرت محاضرات فرع النسائية والتوليد من قبل الدكتورة لميعة البدري (زوجة الدكتور عبد اللطيف البدري) وهي سيدة رزينة تتكلم بتؤدة وتتصرف كأنها أم لطلبتها وكانت تركز في محاضراتها على الامراض المصاحبة للحمل وتفاصيل العملية القيصرية.. ولكنها فوجئت يوما بوقوف طلبة الصفوف الاخيرة قبيل انتهاء المحاضرة فعلاً.. مما دفعها الى التعليق قائلة بوجه مكفهر:
(You have no manners)
أي ليس لديكم أخلاق
وتكرر نفس الموقف مع الاستاذ (كمال السامرائي) اذ انه حضر يوما متأخرا عن موعد المحاضرة بعشرين دقيقة تماما واعتذر عن ذلك بقوله ان لديه التزام مع مجلس الجامعة والحقيقة اننا لم نعرف بالضبط هل ان التزامه ذاك انتهى بهذه الفترة من التأخير.. أوإنه سيترك المحاضرة للايفاء به الان.. غير انه انطلق يكتب ويرسم ويشرح موضوع الحمل خارج الرحم حتى نهاية الساعة المقررة وكان حينها يواجه السبورة والمحاضرة بدت وكانها وصلت الى نهايتها.. وتكرر سيناريو وقوف طلبة الصفوف العليا واغلاق كتبهم على اعتبار ان المحاضرة انتهت فعلاً.. وهذا يكلم ذاك وعندما استدار الاستاذ (السامرائي) فوجيء بذلك المنظر.. فوجم قليلا والقى قطعة الطباشير من يده وغادر القاعة بوجه مربد من غير ان يقول شيئاً!.. ولاحظنا ان كلا من الاستاذين (لميعة البدري) و(كمال السامرائي) لم يحضرا الينا بعدها وقاطعا تدريبنا العملي بتجاهل واضح.. ولم يشاركا في الامتحان النهائي لحين تخرجنا من الكلية وانني لاعتقد ان المسألة كانت تتطلب زعلاً اقل.. او اعتذاراً يقدم من بعض عقلاء الطلبة.. وكلا الامرين لم يحدث
تم افتتاح مستشفى كمال السامرائي / مركز الخصوبه وعلاج العقم واطفال الانابيب المختبريه وهو الاول والوحيد المتخصص في هذا المجال في العراق والمرتبط ادارياً وفنياً بدائرة صحة بغداد / الرصافه وتم تأهيل المستشفى واحتياجاته ليفي بالغرض الذي افتتح من اجله ومنها فتح مختبر وراثه – مختبر المناعه – مختبر العقم – مختبر أطفال الانابيب متكامل مرتبط بصالة عمليات خاصه بالاضافه الى الاقسام والوحدات الاخرى الخاصه بعمل المستشفى
يعمل المركز وفق خطة مرسومه ومنهج عملي مدروس وتنظيم واستقبال حالات العقم ( للزوج والزوجه ) في العياده الاستشاريه حيث تنظم لكل حاله ملفها الخاص مع رقم تسجيل خاص بها ويضم السجل كافة المعلومات المطلوبه تأريخ مرضي دقيق وفحص سريري لكلا الزوجين ثم بعد ذلك تجري الفحوصات المختبريه المتنوعه والفحوصات الشعاعية وفحص السونار وفحص الناظور البطني وحسب مواعيد مقرره لغرض التحري عن مسببات وعوامل العقم بغية المعالجه وهذا يتطلب متابعة دوريه ومستمره
من اوراق الدكتور كمال السامرائي عن الأيام الأخيرة من حياة الملكة عالية في قصر الزهور ببغداد قال رحمهم الله جميعاً
بدت الملكة وكأنها صحت من كابوس ودب فيها قدر من النشاط وطلبت رؤية أخيها عبد الإله فجاءها بعجلة وارتمى على قدميها دون أن ينبس بكلمة فسحبت الملكة رجليها وهي تقول: أستغفر الله ، ورأيت عبد الإله يشير إلي بعينيه أن أخرج من الحجرة أو هكذا خيل لي فنهضت لأخرج إلا أن الملكة أسرعت لتقول: لا أنا أريد أن يبقى دكتور كمال شاهداً على ما أقوله لك أمام الله يا أخي عبد الإله
كان فيصل يتيم الأب وعما قريب سيكون يتيم الأم أيضاً فعدني أن تكون له أباً وأماً لأغفر لك كل ما مضى، وأراد عبد الإله أن يقاطعها إلا أنها ردته بحزم عدني أمام الدكتور فهو شاهدي في دار البقاء عدني يا عبد الإله، وكررت ذلك مرتين فتمتم بالوعد وخرج من الحجرة وهي تشيعه بنظرات باردة ، ثم سمعت الملكة تسأل نفسها قائلة: هل أطلب فيصل لأراه؟ .. لا فقد يكون نائماً وطلبت مني أن أناولها صورته الموضوعة في إطار فضي عند رأس سريرها فقبلتها بحنان وبسطتها على صدرها وأجهشت تبكي بارتياح أعقب ذلك اضطراب في تناسق أنفاسها وهو أول علامات الاحتضار وبعد نصف ساعة لفظت أنفاسها الأخيرة وكان ذلك في الساعة العاشرة والربع من صباح يوم الخميس المصادف 21 كانون الأول سنة 1950،
نوري السعيد
ولما خرجت من حجرة المتوفاة كان يقف قريباً من بابها كل من نوري السعيد وتحسين قدري والشريف حسين وناظر الخزينة الملكية سعيد حقي ولم يكن معهم عبد الإله، وبان لي أنهم أدركوا ما حدث للملكة من قسمات وجهي الحزينة فلقد آلمني أن تموت هذه المرأة بين يدي فلا أستطيع أن أفعل شيئاً
تشييــع ملكـة العـراق عاليــه زوجــة ملك العراق غازي في بغــداد والتي توفيت في 21/12/1950 بمرض السرطان ودفنت بالمقبرة الملكية في الأعظمية ويبدو الملك عبدالله الأول ملك الأردن يؤم المصلين بصلاة الجنازة (توفي عبدالله مقتولا يوم 21/7/1951)
رحمّك ألله دكتور كمال السامرائي برحمته ألواسعة وطيّب ثراك لما شيدت من صرح طبي شامخ وسمعة ناصعة بالخُلق والادب وألعلم وولدت على يديك ألطيبتين أجيال وأجيال يبقى بلدك مدين لك بالعرفان بألجميل ياأبن ألرافدين ألبار..
ألمصادر: ويكبيديا وألمدى وحديث الثمانون للدكتور سعد الفتال
الكاردينيا