أريد منك أن ترى نفسك في متاهة من الأرض لا حدود لها شرقًا ولا غربًا ولا شمالًا ولا جنوبًا. أينما اتجهت فثم ضياع وهلاك محتوم، لا نجم تهتدي به ولا طريقًا تتبعه. بعد أن ضاقت بك السبل فُتح لك بابٌ نحو الحياة، خرج لك منه رجل وقال لك: تعالَ معي أيها التائه. أنا أدلك إلى الطريق الذي يوصلك إلى الأمان والسلامة. ظننتَ أن هذا الرجل سوف يطلب منك المال والذهب فإذا به يعطيك المال والعزة والكرامة والجاه! هكذا كان حال البشرية قبل أن يخرج فيها رسول الله صلى الله عليه وآله حاملًا مشعل الرسالة العالمية. ذكره الله سبحانه وتعالى في آيات كثيرة وشهد له بأجمل الصفات. إليكم جزء يسير من الآيات التي ذكر الله فيها النبي محمد صلى الله عليه وآله: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}، أكبر النعم الإلهية بعثة الرسول الأكرم والنبي الخاتم محمد صلى الله عليه وآله، تولى أمر هدايتنا وتربيتنا، وإنقاذنَا من حيرة الضلالات والمتاهات، ليس حصرًا على المؤمنين إنما هداية لعموم البشر!{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}، سلام عليك يا من بعثك الله رحمة للعالمين، الكافر منهم والمؤمن، مشمولون لرحمتك، لأنك تكفلت بنشر الضياء للجميع، من استفاد منهم من الضياء ومن أعرض عنه، رحمة وخير ونعمة مرسلة إلى البشرية كافة.{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}. سلام عليك يا من دعوتنا إلى كلّ خيرات ونهيتنا عن كلّ شر ومنكر.إذا قال الله سبحانه وتعالى إنك رسوله فمن ذا الذي يستطيع أن ينكر؟ من ذا الذي يستطيع أن يقول غير ذلك؟ اللهم أنت تعلم أننا نحبه فاجعلنا من الذين اتبعوه، ربِّ اجعلها محبةً صادقة تحمينا من النار يوم القيامة.من مشهور ما مُدح به صلى الله عليه وآله من الشعر، قصيدة حسان بن ثابت، أغرّ عليه للنبوة خاتمٌ، جاء فيها:أغَرُّ، عَلَيْهِ لِلنُّبُوَّةِ خَاتَمٌ .. مِنَ اللَّهِ مَشْهُودٌ يَلُوحُ ويُشْهَدُوضمَّ الإلهُ اسمَ النبيّ إلى اسمهِ .. إذا قَالَ في الخَمْسِ المُؤذِّنُ أشْهَدُوشقّ لهُ منِ اسمهِ ليجلهُ .. فذو العرشِ محمودٌ، وهذا محمدُنَبيٌّ أتَانَا بَعْدَ يَأسٍ وَفَتْرَةٍ .. منَ الرسلِ، والأوثانِ في الأرضِ تعبدُفَأمْسَى سِرَاجاً مُسْتَنيراً وَهَادِياً .. يَلُوحُ كما لاحَ الصّقِيلُ المُهَنَّدُوأنذرنَا ناراً، وبشَّرَ جنةً .. وعلمنا الإسلامَ، فاللهَ نحمدُ