معرض هبة حسين
تأملات وتناقضات، تجسدها لوحات الفنانة هبة حسين في معرضها الجديد الذي يفصح عن مشاعرها في تجربة ذاتية وشخصية، فيواجه الحب الكراهية ويتناقض الفرح مع الحزن وتجد الغضب أمام المغفرة، داعية المشاهد للانغماس في عواطفها ولمحة شخصية عن المشاعر المتنوعة التي تشكل جوهر التعبير الإبداعي للإنسان.
يحمل المعرض اسم «تأملات»، ويستمر من 15 مايو ولمدة شهر في جاليري النيل، وتقدم فيه أكثر من 20 عملا مختلفا، ليس فقط في المقاسات، ولكن في المشاعر؛ فكل ضربة فرشاة في أعمالها تجسد جزءا من مشاعرها، داعية المتلقي للانغماس في هذه الحقيقة غير المفلترة من عواطفها.
معرض هبة حسين
المعرض نتاج 5 سنوات من الإبداع والتجهيز، يمثل فترة في حياة الفنانة الشخصية، عاشت فيها العديد من التغيرات والتجارب، بعضها سعيدة وأخرى حزينة، فتجسد الموت والولادة، وتأملات سيمفونية الشوارع، والحرية، والحياة والقيامة، والحزن، والعزلة، فتوضح: «تأملات هو تجربة شخصية للغاية، ومختلفة كليا عن معرضي الأخير، فللمرة الأولى أقدم تجربة بهذا الأسلوب تفصح عن مشاعري».
وتضيف لـ«أيقونة» أن «كل لوحة من لوحات المعرض حالة مزاجية مختلفة، بعضها بألوان غامقة وأخرى بدرجات فاتحة، يغلب عليها الأزرق والأحمر والأخضر، موضحة أن اختيار اللون يرجع إلى إحساسها في تلك اللحظة، ففي أوقت الضيق تسود ألوان الأسود والأزرق والكحلي، وفي الفرح تسود الألوان الزاهية».
مشاعر متناقضة
في واحدة من اللوحات، تجسد امرأة في مرحلة الحمل، فتوضح أنها تزامنت مع فترة حمل زوجة نجلها وشعورها بالفرح لأنها سيكون لها حفيد، فساد اللون الأحمر في اللوحة، وفي غيرها من اللوحات التي تجسد الأخوة أو القطن تسود الألوان الفاتحة، وفي لوحة أخرى تجسد الحرية المحطة، والتي تشير إلى فترة العزل التي عاشها العالم خلال جائحة كورونا والتي كانت فترة صعبة وعاش فيها كل شخص تجربة الانعزال عن الآخرين، قائلة إنه رغم قسوة تلك الفترة لكنها كانت تجربة لأن يعيد الشخص اكتشاف نفسه وأسرته ومحيطه وهواياته والنعم في حياته التي لم يكن ليراها.
واستخدمت في تلك الأعمال الرسم بالزيت، فتقول: «أنا عادة ما أستخدم عدة خامات لكنني في هذا المعرض، بالصدفة، اعتمدت على الزيت في رسم كل الأعمال»، موضحة أن التجهيز لهذا المعرض استمر نحو 5 سنوات، وهي فترة ليست بالكبيرة، لأن الرسم بالزيت يأخذ وقتا طويلا حتى يخرج بالصورة الأفضل والأصح، فبعض اللوحات قد تحتاج من ثمانية وحتى خمسة عشر طبقة من الزيت، لذلك تستغرق اللوحة الواحدة وقتا طويلا حتى تظهر اللوحة أعماق وأبعاد العمل.
وتشير إلى أنها تفضل الرسم بهدوء وأن تمنح العمل البعد والعمق المطلوب حتى لا تظهر الصورة بشكل مسطح، موضحة أن معرضها السابق كان يحمل اسم العزل الأكبر، ويجسد فترة من حياتها كانت منعزلة بشكل تام عن كل شيء، وعبرت فيها عن مشاعرها بالرسم، سواء الفرح أو الحزن، والطلاق والزواج، والموت والحياة، والحب والمغفرة.
هبة حسين فنانة وطبيبة، ترى أن كلا المجالين لا تعارض بينهما، فتقول: «الفن هو الجانب الناعم في حياة الشخص، يجعله أفضل وأكثر هدوءا وأكثر قدرة على اتخاذ القرارات والتصرف في الأزمات في أي مجال يعمل به، فإن لم يكن الشخص هاويا لأي من التخصصات الفنية، يجب أن يكون متذوقا لها، فكل إنسان بدون الفن ستصبح حياته جافة، فمن المهم الاستمتاع بالفن التشكيلي أو الشعر أو الغناء أو الموسيقي أو غير ذلك».