علامات الساعة في القرآن والسنة الجزء الاول

علامات الساعة الصغرى:
أولا: إخبار النبي (ﷺ) عن الغيوب المستقبلية
ثانيا: علم الساعة
ثالثا: قرب قيام الساعة
رابعا: مجمل أشراط الساعة الصغرى:
أشراط الساعة الكبرى في القرآن والسنة
1- الدخان
2- الخسوفات الثلاثة
3- المسيح الدجال
4- خروج يأجوج ومأجوج
5- خروج الدابة
6- ظهور المهدي المنتظر
7- نزول عيسى عليه السلام
8- طلوع الشمس من مغربها
9- النار التي تحشر الناس

ثبت بكتاب الله والسنة النبوية أن هناك علامات الساعة وأشراطا تسبق قيام الساعة، منها ما ظهر وانقضى، كبعثة النبي (ﷺ) وموته، وانشقاق القمر وغيرها، ومنها ما ظهر ولا يزال يكثر، كأن ترى الحفاة الرعاة يتطاولون في البنيان، وكثرة الهرج والمرج، وانتشار الزنا. ومنها ما لم يظهر بعد كعلامات الساعة الكبرى، ومنها «نزول عيسى ابن مريم، وخروج المسيح الدجال، وطلوع الشمس من مغربها».

وثبت وقوعها في كتاب الله والسنة النبوية الصحيحة الصريحة، وقد ذكر جمع من أهل العلم نقل الإجماع على صحة هذه الأخبار الواردة بأشراط الساعة الكبرى ووجوب تصديقها والإيمان بها. (المطرفي، آراء محمد رشيد رضا في أشراط الساعة الكبرى، ص 6).

منتهى علم الساعة إلى الله وحده، ولهذا لما سأل جبريل

علامات الساعة الصغرى:
أولا: إخبار النبي (ﷺ) عن الغيوب المستقبلية
أخبر النبي (ﷺ) بما يكون إلى قيام الساعة، وذلك مما أطلعه الله عليه من الغيوب المستقبلية، والأحاديث في هذا الباب كثيرة جدا، حتى بلغت التواتر المعنوي (المصري، رحلة إلى الدار الآخرة، ص 205)، فمنها:

ما رواه حذيفة رضي الله عنه قال: لقد خطبنا النبي (ﷺ) خطبة ما ترك فيها شيئا إلى قيام الساعة إلا ذكره، علمه من علمه، وجهله من جهله، إن كنت لأرى الشيء قد نسيت، فأعرفه كما يعرف الرجل إذا غاب عنه فرآه فعرفه. (البخاري، الصحيح الجامع، رقم 6348).


روى أبو زيد عمر بن أخطب الأنصاري رضي الله عنه، قال: صلى بنا رسول الله (ﷺ) الفجر، وصعد المنبر، فخطبنا حتى حضرت الظهر، فنزل، فصلى، ثم صعد المنبر، فخطبنا حتى حضرت العصر، ثم نزل، فصلى، ثم صعد، فخطبنا حتى غربت الشمس، فأخبرنا بما كان، وبما هو كائن، فأعلمنا أحفظنا. فهذه أدلة صحيحة على أن النبي (ﷺ) قد أخبر أمته بكل ما هو كائن إلى قيام الساعة، فيما يخصهم.

ولا شك أن أشراط الساعة كثيرة جدا، ورويت بألفاظ مختلفة لكثرة من نقلها من الصحابة رضي الله عنهم.

ثانيا: علم الساعة
غيب لا يعلمه إلا الله تعالى، كما دلت على ذلك الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، فإن علم الساعة مما استأثر الله به، فلم يُطلع عليه ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا، قال تعالى: ﴿يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون﴾ [الأعراف: 187] فالله تعالى يأمر نبيه محمدا (ﷺ) أن يخبر الناس أن علم الساعة عند الله وحده، فهو الذي يعلم جلية أمرها، لا يعلم ذلك أحد من أهل السماوات والأرض، وقال تعالى: ﴿يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا*﴾ [الأحزاب: 63] وقال تعالى: ﴿يسألونك عن الساعة أيان مرساها *فيم أنت من ذكراها *إلى ربك منتهاها *﴾ [النازعات: 42-44]. (الأشقر، اليوم الآخر، ص 103)

فمنتهى علم الساعة إلى الله وحده، ولهذا لما سأل جبريل عليه السلام رسولَ الله (ﷺ) عن وقت الساعة -كما في جاء حديث جبريل الطويل- قال النبي (ﷺ): «ما المسؤول عنها بأعلم من السائل». فجبريل لا يعلم متى تقوم الساعة، وكذلك محمد (ﷺ).

ثالثا: قرب قيام الساعة
تدل الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث الصحيحة على قرب الساعة ودنوها، فإن ظهور أكثر أشراط الساعة دليل على قربها، وعلى أننا في آخر أيام الدنيا، قال تعالى: ﴿اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون﴾ [الأنبياء: 1]، وقال تعالى: ﴿وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا﴾ [الأحزاب: 63] وقال تعالى: ﴿إنهم يرونه بعيدا* ونراه قريبا﴾ [المعارج: 6-7] وقال تعالى: ﴿اقتربت الساعة وانشق القمر﴾ [القمر: 1] إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة الدالة على قرب نهاية هذا العالم الدنيوي، والانتقال إلى دار أخرى، ينال فيها كل عامل عمله، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر.

وقال رسول الله (ﷺ): «بعثت أنا والساعة كهاتين، ويشير بأصبعيه فيمدهما». (عياض، الشفا، 1/650)

رابعا: مجمل أشراط الساعة الصغرى:
تحدث العلماء عن أشراط الساعة، وإليك أهمها مما ثبت بالسنة النبوية منها:

بعثة النبي (ﷺ).

موت النبي (ﷺ).

فتح بيت المقدس.

طاعون عمواس.

استفاضة المال، والاستغناء عن الصدقة.

ظهور الفتن، كظهورها من المشرق، ومقتل عثمان رضي الله عنه، وموقعة الجمل، وموقعة صفين وظهور الخوارج، وموقعة الحَرَّة، واتباع سنن الأمم الماضية.

ظهور مدعي النبوة.

ظهور نار الحجاز.

انتشار الأمن.

قتال الترك.

قتال العجم.

ضياع الأمانة.

قبض العلم، وظهور الجهل.

كثرة الشُرَط وأعوان الظلمة.

انتشار الزنا.

انتشار الربا.

ظهور المعازف واستحلالها.

كثرة شرب الخمر واستحلالها.

زخرفة المساجد، والتباهي بها.

التطاول في البنيان.

أن تلد الأَمَة ربتها.

كثرة القتل.

تقارب الزمان.

تقارب الأسواق.

ظهور الشرك في هذه الأمة.

ظهور الفحش، وقطيعة الرحم، وسوء الجوار.

تشبب المشيخة.

كثرة الشح.

كثرة التجارة.

كثرة الزلازل.

ظهور الخسف والمسخ والقذف.

ذهاب الصالحين.

ارتفاع الأسافل.

التحية للمعرفة: أي لا يرمي المرء السلام إلا على من يعرفه.

التماس العلم عند الأصاغر.

ظهور الكاسيات العاريات.

صدق رؤيا المؤمن.

كثرة الكتابة وانتشارها.

التهاون بالسنن التي رغب فيها الإسلام.

انتفاخ الأهلة.

كثرة الكذب، وعدم التثبت في نقل الأخبار.

كثرة شهادة الزور، وكتمان شهادة الحق.

كثرة النساء وقلة الرجال.

كثرة موت الفجأة.

وقوع التناكر بين الناس.

عود أرض العرب مروجا وأنهارا.

كثرة المطر، وقلة النبات.

حسر الفرات عن جبل من ذهب.

كلام السباع والجمادات للإنسان.

تمني الموت من شدة البلاء.

كثرة الروم، وقتالهم المسلمين.

فتح قسطنطينية.

قتال اليهود.

نفي المدينة شرارها، ثم خرابها في آخر الزمان.

بعث الريح الطيبة لقبض أرواح المؤمنين.

استحلال البيت الحرام، وهدم الكعبة

أشراط الساعة الكبرى في القرآن والسنة
1- الدخان
قال تعالى: ﴿فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين* يغشى الناس هذا عذاب أليم﴾ [الدخان: 10-11].

ومن علامات الساعة وأشراطها العظمى ظهور دخان قبل قيام الساعة، يملأ الأرض كلها، فتصبح كبيت أوقد فيه، فيأخذ بالمؤمنين كالزكمة، ويدخل في منافذ الكفار والمنافقين حتى يخرج من كل مسمع منهم.

فعن حذيفة بن أسيد الغفاري أنه قال: اطلع رسول الله (ﷺ) علينا، ونحن نتذاكر فقال: «ما تذكرون؟» قلنا: نذكر الساعة، قال: «إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات، فذكر: الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى بن مريم، ويأجوج ومأجوج، و3 خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تطرد الناس إلى محشرهم». (الوابل، أشراط الساعة، ص 344).

2- الخسوفات الثلاثة
وهي من أشراط الساعة، جاء ذكرها في الأحاديث ضمن علامات الساعة الكبرى، فعن حذيفة بن أسيد رضي الله عنه أن رسول الله (ﷺ) قال: «إن الساعة لن تقوم حتى تروا عشر آيات.. (فذكر منها) وثلاثة خسوف، خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب».


وهذه الخسوف تكون عظيمة وعامة لأماكن كثيرة من الأرض، في مشارقها ومغاربها وفي جزيرة العرب. وقد وجد عبر التاريخ الخسف في مواضع، ولكن يحتمل أن يكون المراد بالخسوف الثلاثة قدرا زائدا على ما وجد، كأن يكون أعظم منه مكانا وقدرا.

3- المسيح الدجال
مسيح الضلالة يفتن الناس بما يعطاه من الآيات، كإنزال المطر، وإحياء الأرض بالنبات وغيرهما من الخوارق، وسمي الدجال مسيحا، لأن إحدى عينيه ممسوحة، ولأنه يمسح الأرض في 40 يوما، والقول الأول هو الراجح، لما جاء في الحديث النبوي: «إن الدجال ممسوح العين». (البنكاني، أشراط الساعة، ص 185).

ومعنى الدجال: المموه الكذاب بالممخرق، وهو من أبنية المبالغة، وهو على وزن فعال، أي يكثر منه الكذب والتلبيس، وجمعه دجالون، وجمعه الإمام مالك على دجاجلة وهو جمع تكسير.

وسمي الدجال دجالا: لأنه يغطي الحق بالباطل، أو لأنه يغطي على الناس كفره بكذبه وتمويهه وتلبيسه عليهم، وقيل لأنه يغطي الأمر بكثرة جموعه. (الوابل، أشراط الساعة، 391).

ولفظة الدجال أصبحت علما على المسيح الأعور الكذاب، فإذا قيل الدجال، فلا يتبادر إلى الذهن غيره.

والدجال رجل من بني آدم، له صفات كثيرة، جاءت بها الأحاديث لتعريف الناس به، وتحذيرهم من شره، حتى إذا خرج عرفه المؤمنون، فلا يفتنون به، بل يكونون على علم بصفاته، فلا يغتر به إلا الجاهل الذي سبقت عليه الشقوة، نسأل الله العافية.

ومن هذه الصفات أنه رجل شاب، أحمر، قصير، أفحج جعد الرأس، أجلى الجبهة، عريض النحر، ممسوح العين اليمنى، وهذه العين ليست بناتئة، ولا جحراء، كأنها عنبة طافية، وعينه اليسرى عليها ظفرة غليظة، ومكتوب بين عينيه (ك ف ر) بالحروف المقطعة، أو (كافر) بدون تقطيع، يقرؤها كل مسلم كاتب وغير كاتب، ومن صفاته أنه عقيم لا يولد له.

وهذه بعض الأحاديث الصحيحة التي جاء فيها ذكر صفاته السابقة ومنها:

أ. قال رسول الله (ﷺ): «إن المسيح الدجال رجل قصير، أفحج جعد، أعور مطموس العين، ليست بناتئة ولا حجراء». (القرطبي، التذكرة بأحوال الموتى والآخرة، 3/340).

ب. قال رسول الله (ﷺ): «الدجال أعور العين اليسرى، جفال الشعر». وقال (ﷺ): «وإن بين عينيه مكتوب كافر».

وحرم على الدجال دخول مكة والمدينة حين يخرج في آخر الزمان، لورود الأحاديث الصحيحة بذلك، وأما سوى ذلك من البلدان، فإن الدجال سيدخلها واحدا بعد الآخر، وأكثر أتباع الدجال من اليهود والعجم والترك، وأخلاط من الناس غالبهم الأعراب والنساء.

وفتنة الدجال عظيمة، وذلك بسبب ما يخلق الله معه من الخوارق العظيمة التي تبهر العقول، وتحير الألباب.

الوقاية من الدجال

أرشد النبي (ﷺ) أمته إلى ما يعصمها من فتنة المسيح الدجال، فقد ترك أمته على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، فلم يدع (ﷺ) خيرا إلا دل أمته عليه، ولا شرا إلا حذرها منه، ومن جملة ما حذر منه فتنة المسيح الدجال، لأنها أعظم فتنة تواجهها الأمة إلى قيام الساعة.

وكان كل نبي ينذر أمته الأعورَ الدجال، وخص محمد (ﷺ) بزيادة التحذير والإنذار، وقد بين الله له كثيرا من صفات الدجال ليحذر أمته، فإنه خارج من هذه الأمة لا محالة، لأنها آخر الأمم، ومحمد (ﷺ) خاتم النبيين.

ومن الإرشادات النبوية التي أرشد إليها المصطفى (ﷺ) لتنجو من هذه الفتنة العظيمة الآتي:

التمسك بالإسلام، والتسلح بسلاح الإيمان، ومعرفة أسماء الله الحسنى التي لا يشاركه فيها أحد، فيعلم أن الدجال بشر يأكل ويشرب، وأن الله تعالى منزه عن ذلك، وأنه لا أحد يرى ربه حتى يموت. التعوذ من فتنة الدجال، وخاصة في الصلاة، وقد وردت بذلك الأحاديث الصحيحة، فقد كان رسول الله (ﷺ) يدعو في الصلاة: «اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار، وفتنة القبر وعذاب القبر، وأعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال».

وروى مسلم عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله (ﷺ): «إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع، يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال».

حفظ آيات من سورة الكهف: فقد أمر النبي (ﷺ) بقراءة فواتح سورة الكهف على الدجال، وفي بعض الروايات خواتيمها، وذلك بقراءة 10 آيات من أولها أو آخرها.

ومن الأحاديث الواردة:

قوله (ﷺ): «من أدركه منكم، فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف».

وقال رسول الله (ﷺ): «من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال» أي من فتنته، وهذا من خصوصيات سورة الكهف، فقد جاءت الأحاديث بالحث على قراءتها وخاصة يوم الجمعة.

وروى الحاكم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي (ﷺ) قال: «إن من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة، أضاء له من النور بين الجمعتين».

الفرار من الدجال والابتعاد منه، قال رسول الله (ﷺ): «من سمع بالدجال، فلينأ عنه، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن، فيتبعه مما يبعث به من الشبهات، أو لما يبعث به من الشبهات».