أسباب ”سخيفة“ وراء تزايد معدلات الطلاق في السعودية
في ظاهرة اجتماعية مقلقة، تشهد المملكة ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الطلاق، حيث تتزايد حالات الانفصال بين الأزواج لأسباب كثير منها ما تبدو تافهة أو غير متوقعة.
وتشير التقارير إلى أن العديد من حالات الطلاق تعود إلى خلافات بسيطة أو سوء تفاهم يمكن تجاوزه، مما يثير تساؤلات حول أسباب هذه الظاهرة وتأثيرها على المجتمع.
وتتنوع الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق في المجتمع السعودي، بدءًا من الخلافات حول الأمور المالية والغيرة الزوجية، وصولًا إلى تدخل الأهل والأقارب في الحياة الزوجية.
وفي بعض الحالات، قد يكون سبب الطلاق غريبًا وغير مفهوم، مثل الخلاف على شراء سلعة معينة أو عدم استجابة الزوجة لطلبات عائلة زوجها.
وتشير أحدث الإحصاءات الصادرة عن الهيئة العامة للإحصاء عن ارتفاع غير مسبوق في معدلات الطلاق في المملكة خلال عام 2023، حيث وصلت أعداد المطلقات أكثر من 350 ألف امرأة.

ووفقاً للإحصائيات، بلغ معدل الطلاق 168 حالة طلاق يومياً، بواقع 7 حالات طلاق في كل ساعة، وبمعدل يفوق الحالة الواحدة كل 10 دقائق.
وتتصدر منطقة مكة المكرمة قائمة المناطق من حيث عدد حالات الطلاق، تليها منطقة الرياض.
وتسلط بعض القصص المتداولة الضوء على حالات طلاق لأسباب قد تبدو سخيفة، منها قصة امرأة انفصلت عن زوجها لخلافهما على من ينبغي عليه حمل بطيخة ثقيلة.
وقصة أخرى عن شابة انفصلت عن زوجها بسبب تعيير المحيطات بها واستكثاره عليها نظرا لوسامته وثراءه.
وتثير هذه القصص تساؤلات حول مدى جدية بعض الأزواج في التعامل مع مسؤولياتهم الزوجية.
من جانبه، قال المختص النفسي فيصل العجيان: ”هذه الأسباب السخيفة للطلاق تعكس هشاشة في البنية النفسية للأفراد، وعدم قدرتهم على التعامل مع تحديات الحياة الزوجية. يجب تعزيز الوعي بأهمية الصحة النفسية ودورها في بناء علاقات زوجية مستقرة.“
وأشار إلى ان ارتفاع معدلات الطلاق في المملكة إلى عدة أسباب، منها: عدم التوافق بين الزوجين، وعدم النضج الكافي للمقبلين على الزواج، وتدخل الأهل والأقارب في الحياة الزوجية، بالإضافة إلى الضغوط الاقتصادية والاجتماعية.
ولفت إلى ان الطلاق يؤثر بشكل سلبي على الأبناء، حيث قد يعانون من مشاكل نفسية واجتماعية، مثل الاكتئاب والقلق، وصعوبة التركيز في الدراسة، بالإضافة إلى الشعور بالوحدة والانعزال. وفي حالة كان الزوجان من الأقارب، فإن الطلاق قد يؤدي إلى خلافات بين العائلتين، مما يزيد من معاناة الأبناء.
وقال المختص الاجتماعي جعفر العيد: ”الطلاق لأسباب تافهة يعكس تغيرات اجتماعية وثقافية عميقة. يجب إعادة النظر في القيم الاجتماعية السائدة، وتعزيز ثقافة الحوار والتسامح بين الأزواج“.
وأضاف لتحسين العلاقة الزوجية وتفادي الطلاق، ينصح الخبراء الأزواج بالتواصل الفعال والصريح مع بعضهما البعض، وتجنب تراكم المشاكل وحلها بشكل بناء، بالإضافة إلى احترام خصوصية كل منهما وتقدير مشاعره.

ونصح الأزواج بالاستعانة بمراكز الاستشارات الأسرية في حالة مواجهة صعوبات في حياتهم الزوجية.
أوضح الكاتب عيسى العيد: ”الزواج ليس لعبة، بل مسؤولية كبيرة. يجب على المقبلين على الزواج أن يكونوا على دراية كاملة بمتطلبات الحياة الزوجية، وأن يتحلوا بالنضج والصبر.“
وبين المواطن حسن الأبيض أن ”الطلاق ظاهرة مؤلمة، خاصة عندما يكون لأسباب تافهة. يجب على الأزواج أن يتذكروا دائماً عهودهم الزوجية، وأن يسعوا جاهدين للحفاظ على أسرهم.“
ولفت إلى أن الزواج التقليدي، الذي يتم ترتيبه من قبل الأهل والأقارب في هذا العصر، قد يكون أكثر عرضة للطلاق من الزواج الحديث، الذي ينتج عن تعارف وصداقة مسبقة بين الزوجين.
وبين ان ذلك يعود إلى أن الزواج التقليدي قد لا يوفر فرصة كافية للزوجين للتعرف على بعضهما البعض قبل الزواج، مما يزيد من احتمالية عدم التوافق بينهما.
وأشار علي امغيزل إلى ان ”الطلاق ليس الحل الأمثل لأي مشكلة زوجية. يجب على الأزواج أن يتعلموا فن الحوار وحل المشكلات، وأن يبحثوا عن الدعم اللازم قبل اتخاذ قرار الانفصال.“

وقال عبدالله السيهاتي: ”الطلاق يؤثر سلباً على المجتمع بأسره، وليس فقط على الزوجين. يجب على الجميع أن يساهم في الحد من هذه الظاهرة، من خلال تعزيز القيم الأسرية وتقديم الدعم للأزواج.“