”أبو عبد المعطي“.. وفاة حارس تراث جزيرة تاروت وعميد غواصي الخليج
توفي صباح اليوم الخميس الحاج عبدالله تركي التركي، ”أبو عبد المعطي“، عن عمر يناهز الثمانين عامًا، مخلفًا وراءه إرثًا غنيًا من المساهمات في الحفاظ على تراث منطقة جزيرة تاروت وتوثيق تاريخها.
وُلد الحاج أبو عبد المعطي في جزيرة تاروت، وقد عُرف طوال حياته بكونه أحد أبرز المؤرخين والنواخدة في المنطقة، حيث شارك بفعالية في توثيق تاريخ الغوص وصيد اللؤلؤ في الخليج العربي.
لقد عاش أبو عبد المعطي جزءًا كبيرًا من حياته كغواص لاستخراج اللؤلؤ، حيث واجه تحديات وصعوبات كبيرة أثناء رحلاته إلى الدول المجاورة في الخليج العربي.
وكان من النواخدة الذين اشتهروا بمهاراتهم في التعامل مع الظروف الصعبة في البحر.
ولم تكن مسيرته متوقفة عند الغوص فقط، بل كان أيضًا نشطًا اجتماعيًا، حيث شارك في تأسيس جمعية تاروت الخيرية، وكان له دور محوري في إنشاءها لضمان استمراريتها في تقديم الخدمات الاجتماعية لأبناء المنطقة.
كما ساهم الحاج أبو عبد المعطي في تأسيس عدة هيئات اجتماعية ودينية، منها هيئة دعم الراغبين في الزواج وهيئة العزاء الحسيني ”موكب الزنجيل“.

وكان الراحل معروفًا بأنه أحد النهامين الكبار في المنطقة، محتفظًا في ذاكرته بالعديد من القصائد والألحان التي تعكس التراث البحري للمنطقة.
بالإضافة إلى نشاطه الاجتماعي والديني، فقد كان للحاج أبو عبد المعطي مجلس حسيني معروف في حي الدشة بجزيرة تاروت، والذي استضاف أشهر الخطباء في منطقة القطيف على مدار عقود.
رحل الحاج أبو عبد المعطي، لكن إرثه سيظل خالدًا في ذاكرة أهالي جزيرة تاروت والمنطقة ككل، حيث يُعد مرجعًا تاريخيًا مهمًا للباحثين والمهتمين بتاريخ وتراث الخليج العربي.