بورترية المومياء المصرية في متحف توليدو للفنون بأمريكا
عادة ما يهتم العلماء بتشخيص الأمراض في المومياوات الفرعونية، لكن الجديد هذه المرة، هو الاتجاه لتشخيص المرض من صور "بورتريهات المومياوات"، وهي سمة مميزة للفترة الرومانية في مصر القديمة.
وصور البورتريهات في مصر الرومانية تتسم بالواقعية بشكل ملحوظ، وغالبا ما تُظهر وجه المتوفى بتعبيرات واقعية وملامح مفصلة، ويتم وضعها على وجوه المومياوات، وكان المقصود منها الحفاظ على هوية المتوفى في الحياة الآخرة.
وباستخدام الإجراءات المنهجية والتوصيات المعمول بها لتشخيص الأيقونات، وهي ممارسة تنطوي على تحديد الحالات الطبية بناءً على الإشارات البصرية في الفن والتحف، آثار الباحثون من مختبر الأنثروبولوجيا وعلم الآثار وعلم الأحياء بجامعة باريس ساكلاي بفرنسا، احتمالية وجود ورم عصبي عيني في صورة مومياء عالية الجودة لامرأة من مصر الرومانية، يعود تاريخها إلى أكثر من 1800 عام، توجد في متحف توليدو للفنون، الولايات المتحدة الأمريكية
ويقول الباحثون في الدراسة المنشورة بدورية "الأخلاق والطب والصحة العامة"، إن الفحص الدقيق للصورة يكشف عن علامات عصبية عينية قد تكون متسقة مع ورم عصبي عيني، وهي حالة يمكن أن تؤثر على العصب البصري، مما يؤدي إلى اضطرابات بصرية وألم وأعراض عصبية أخرى.
وتشمل العلامات الملحوظة في الصورة والتي ترجح هذا التشخيص، وجود تشوهات مثل اتساع حدقة العين أو عدم انتظامها، أو تغيرات في شكل العينين أو موضعهما، أو عدم تناسق ملامح الوجه التي قد تشير إلى مشاكل عصبية كامنة، كما يأخذ التشخيص في الاعتبار احتمالية وجود حالة ما بعد الصدمة، حيث قد تكون العلامات الملحوظة ناجمة عن إصابة وليس ورما.
وعن أهمية هذا الاكتشاف، يوضح الباحثون في مقدمة دراستهم، أنه يؤكد إمكانية تشخيص أمراض عصبية بصرية في صور المومياوات الجنائزية من مصر الرومانية.
وأضافوا أن "تحديد مثل هذه الحالة في صورة عمرها أكثر من 1800 عام يسلط الضوء على إمكانات هذه الأعمال الفنية في تقديم رؤى حول صحة وأمراض السكان القدامى، كما يؤكد قيمة الأساليب متعددة التخصصات التي تجمع بين تاريخ الفن والعلوم الطبية لتعميق فهمنا للحالات الطبية في العصور القديمة".