زهرة القريدفة
"القريدفة" من زهرة شتوية إلى أكلة شعبية تجسد الموروث الغذائي لمنطقة بني حسان من محافظة المنستير الساحلية وسط شرقي البلاد.
والقريدفة هي نوع من الأزهار البرية التي تستعملها المرأة في بني حسان لصنع العصيدة وهي موروث أمازيغي.
وتتميز هذه النبتة، وهي من سلالة زهرة الأقحوان بفوائد طبية فهي مضادة للالتهابات، وللإمساك ولآلام الولادة، حسب الموروث الطبي الشعبي، كما أنها مفيدة للكبد وتساعد على الهضم.
ويزخر المطبخ التونسي بالعديد من الأطباق والأكلات التقليدية ذات الأصل الأمازيغي، وهي التي تضفي التمييز والأصالة للمطبخ التونسي عن غيره.
وعن طريقة طهي هذه العصيدة، يتم مزج زهور القريدفة المجففة بالقمح بعد تنقيته وغسله وتجفيفه ثم يرحى المزيج جيدا في الطاحونة إلى أن يصبح دقيقا يضاف إليه الماء ويطهى على نار هادئة عن طريق التحريك المستمر لتصبح عصيدة يتم تزيينها بزيت الزيتون والسكر أو العسل.
وقال منذر الرميلي عضو في جمعية بني حسان لـ"العين الإخبارية" إن "عصيدة القريدفة متأصلة في موروثنا الغذائي وتنفرد بها بلدة بني حسان عن بقية مناطق البلاد وهي أكلة ضاربة في القدم".
وأوضح أن هذه النبتة تميز مدينة بني حسان ويستعملها أهالي هذه المدينة في المطبخ عن طريق إعداد طبق العصيدة موضحا أن هذه الأكلة هي أكلة امازيغية الأصل.
وقال إن هذه الأكلة ذات فوائد صحية رهيبة ويعتمدها أهالي بني حسان خاصة في أمراض المعدة موضحا أنه يتم سنويا تنظيم مهرجان "القريدفة"، وهي تظاهرة تعمل على تثمين هذا الموروث الغذائي.
وأوضح أن هذا الموروث الثقافي اللا مادي يمكن أن يكون عنصر جذب سياحي في بني حسان إلى جانب الحرف التقليدية الأخرى التي تختص بها المدينة كصناعة منتوجات القصب والجلد وبعض اختصاصات التطريز اليدوي.
وتابع: "نسعى إلى ثمين الموروث الغذائي التراثي باعتباره قادر على تقديم الإضافة للمشهد الثقافي والاقتصادي للمنطقة".
وللإشارة فإن بني حسان تعود تسميتها بهذا الاسم نسبة للقائد الأموي حسّان بن نعمان.
حيث جاء القائد الأموي حسّان بن النعمان ليحطّ رحاله بالمدينة لملاحقة الكاهنة حاكمة البربر (شمال افريقيا) التي هزمها سنة 707 ميلادي على مسافة 30 كلم شرق البحر، ومن هنا جاءت تسمية بني حسّان نسبة لحسّان بن النعمان.