أعمال مي رفقي
بالتضاد بين تفتح الزهور وانكفاء الأشخاص، حاولت الفنانة مي رفقي استكشاف فكرتها عن العملية الفنية، وكيفية انتقال العناصر والمفردات من وسيط لآخر، وهو ما تجلى في مجموعتها “عن نجايو لنز”، التي استلهمتها من أعمال الفنانة الأسترالية نياجو لينز، لتخرج العمل الفني من سياقه وتعيد تقديمه برؤيتها الخاصة وخطوطها وشخوصها الذين كانوا في حالات مختلفة من الكُمُون بعكس ما يبدو من تفتح الأزهار حولهم.
تشارك مي رفقي بعملين فنيين في معرض صيفي للقطع الرئيسية في قاعة الزمالك للفن يستمر حتى نهاية أغسطس المقبل، كانا جزءا من مجموعة أكبر حملت اسم “قصاقيص” عرضتها للمرة الأولى عام 2022، وتقدم في العملين تكملة لعمل “لينز” برؤيتها الخاصة، مع تساؤلها بشأن حدود التأثر في العملية الفنية، فهي كما تصف: “تتأمل في القدرة على التعرف على تلك التأثيرات وتتبعها، بينما تطمح إلى الاندماج مع تجربتها الفنية، وبالتالي تخرج فكرة الفن من إطارها الخاص لتبدع أخرى في سياق مختلف”.
أعمال مي رفقي
كانت النباتات البطل الرئيسي للأعمال الفنية، لكن مي رفقي عملت بخطوطها على إعادة تشكيل التكوين الفني، بخطوطها وأشخاصها الذين أضافوا بعدا جديدا للتركيب وكانوا في حالات مزاجية وأوضاع في حالة انكفاء، فتقول إن “الفنانة الأسترالية قدمت تجربتها الشخصية، لكنني بنيت تجربتي الخاصة باستخدام شغلها كنقطة انطلاق لكيفية التأثر بأعمال غيري، وكيف يمكنني تقديم تجربة شخصية بناءا عليها”.
وتضيف أنها تعاملت مع سطع العمل كأمر واقع وبدأت تتدخل فيه لإنتاج رؤية شخصية، فجاء العنصر الإنساني وحركة الشخص بناءا على هذه الرسوم الموجودة، من خلال إعادة فك وتركيب الكتلة الموجودة أمامها وتجريدها من واقعها، وبدأت التعامل معها وفقا لرؤيتها الفنية، لذلك جاءت حركة الأشخاص في أوضاع مختلفة، قد يدورون حول أنفسهم أو ينكفئوا على ذاتهم، أو غير ذلك من الحركة المستوحاة من الخطوط المبدئية لدى الفنانة الأسترالية.
أعمال سابقة لمي رفقي
فك وتركيب العمل في سياق مختلف
وتوضح أنها انجذبت لتلك الأعمال لهذه الفنانة بمحض الصدفة أثناء متابعتها، إذ جذبتها تلك المجموعة بدون أسباب، فقط حاولت استكشاف ذلك من خلال العمل عليها، موضحة أن هذه الأعمال مختلفة تماما في طريقتها في التعامل مع الألوان، فالخلفية فيها كانت بالأسود بعكس ما اعتادت رفقي عليه باستخدام الأبيض كخلفية لأعمالها، مضيفة: “كل عناصرها مختلفة تماما عن أسلوبي في الرسم لكن بالرغم من ذلك جذبتني، وهذا الانجذاب كان المفتاح لاكتشاف الأعمال وبدأت العمل عليها حتى خروج العمل في صورته النهائية”.
وتشير إلى أن اللوحة في مجملها عبارة عن تساؤلات عن أسباب انجذابها لهذه الأعمال وماذا ترى فيها، وكيف ستراها بعد تدخلها عليها بخطوطها وألوانها ووضعيات شخوصها، مضيفة: “أخذت هذه الأعمال خارج سياقها تماما، فلا يهم تجربة الفنانة الأسترالية بقدر استخدام الصورة خارج سياقها واستخدامها في سياق جديد تماما”.
وتؤكد أن الفن لا يأتي من فراغ ولكن من خبرة بصرية عند الفنان سواء بقصد أو دون قصد، لأن كل ما يراه يتم تخزينه في العقل الواعي واللاواعي، مضيفة أن تجربتها بالتأكيد تأثرت بالعديد من الفنانين قبل وبعد الدراسة، لكن العمل على تجربة فنان بشكل مباشر كانت هذه الفكرة من المجموعة، التي عرضت للمرة الأولى عام 2022 بمعرض “قصاقيص” الذي قام على فكرة جمع أجزاء مختلفة مثل “كولاج” لإنتاج شيء جديد.