من جرائم القتل والحوادث الغامضة إلى الأشياء المفقودة والأسرار التي لم تكشف، تتنوع الألغاز التاريخية من الحضارة المصرية القديمة إلى الأساطير الغربية، وتمتد هذه الموضوعات المثيرة للجدل بين المؤرخين على مر العصور، فلم يحسم أي منها حتى الآن.
سر “الأمراء في البرج”
أحد الألغاز المثيرة للجدل بين المؤرخين هو اختفاء أبناء ملك إنجلترا إدوارد الرابع والملكة إليزابيث، وهي القصة المعروفة بـ”الأمراء في البرج”، وهما الطفلان إدوارد الخامس وريتشارد، إذ اختفى أميرا البرج بينما كانا يستعدان لحفل تنصيب إدوارد الخامس ملكا لإنجلترا.
وكان مقرر أن يتم التتويج في مايو 1483، وسافر إدوارد الخامس مع خاله أنتوني وودفيل إلى لندن في 24 أبريل استعدادا للتويج، إلا أن ريتشارد اعتقل وودفيل وآخرين بادعاء أنهم “خونة”، لكن الملك إدوارد الخامس أكد براءتهم لأنه كان يعرفهم، وما أن وصلت الأنباء للأم حتى جاءت مع ريتشارد دوق يورك، الذي كان يبلغ من العمر 9 سنوات فقط.
وفي 10 مايو، تم إيواء إدوارد في برج لندن للتحضير لتتويجه، وبعدها بدأ عمه إجراءاته للسيطرة على الحكم وتأخير تتويج إدوار، وبعدها الترويج لأن الأميرين هما أبناء غير شرعيين لإدوارد الرابع وأنهما غير قادرين على المطالبة بالعرش، وبعدها حاصروا الملكة للتخلي عن الأمير الثاني دوق يورك، وتم نقله إلى البرج، ولم يغادر الصبيان البرج أو يرى أي منهما والدتهما مرة أخرى.وتأجل تتويج الملك إدوارد الخامس مرة أخرى حتى 6 نوفمبر، قبل إلغاء خطط التتويج تمامًا بعد فترة وجيزة، ومع التشكيك في شرعية الأميرين بات ريتشارد دوق غلوستر الوريث الشرعي الوحيد للعرش الإنجليزي، وفي 6 يوليو 1493 توج الملك ريتشارد الثالث في كنيسة وستمنستر.
لغز لوحة سلفاتور مندي لدافنشي
تعد لوحة سلفاتور مندي أو “مخلص العالم” للرسام الإيطالي ليوناردو دا فينشي لغزا محيرا، تظهر السيد المسيح رافعاً يده اليمنى، وحاملا في يده اليسرى كرة زجاجيةً يعلوها صليب. لسنوات عديدة، كان يعتقد أن اللوحة نسخة من قطعة دافينشي الأصلية المفقودة منذ فترة طويلة، ولا يزال البعض يعتقد أن هناك جوانب من هذا العمل بارعة جدًا بحيث لا يمكن أن تُنسب إلى أي شيء سوى يد دافينشي، وأدرج المعرض الوطني في لندن هذا العمل في معرض عن دافينشي مما أدى إلى ختم نسبها وجعلها لوحة دافينشي الوحيدة المعروضة للبيع الخاص وزيادة قيمتها بنسب فلكية.
لكن العديد من العلماء لا يتفقون على نسبتها إلى دافينشي. واتفق بعضهم على أن أجزاء من العمل قد تكون من يده، ولكن لا يزال هناك قدر كبير من العمل قام به تلاميذه. وفي عام 2017 بيعت اللوحة في مزاد علني لدار كريستيز في لندن بـ450 مليون دولار، ومنذ بيعها لا يعرف أين هي، فقيل إنها قد تكون في أحد هذه المستودعات الفنية السويسرية الضخمة أو أنها نقلت إلى منزل المالك.
من جاك السفاح؟
جرائم القتل التي ارتكبها “The Ripper” من أشهر القضايا الغامضة في التاريخ، واشتبه فيها عدد كبير على مر العصور، وهي الجريمة التي راح ضحيتها 5 عرفوا بأنهم “الخمسة الكنسيين”، قضوا على يد القاتل المتسلسل عام 1888 في منطقة وايت تشابل في لندن، وعلى مر العصور زادت قائمة المشتبه بهم المحتملين، أحدهم آرون موردكي كوسمينسكي، وهو مهاجر بولندي، لا توجد معلومات عنه في السجل العام إلا القليل، وكان يعاني من مرض عقلي وتم إدخاله إلى المستشفى عدة مرات، والدليل الأكثر إدانة ضده هو شال عليه دماء يقال أنه تم جمعه من أحد مشاهد القتل، وخضع الشال للعديد من اختبارات الحمض النووي، وثبت أنه مطابق لأحفاد واحدة من الضحايا، ومع ذلك يرى نقاد أن الشال ليس دليلاً شرعياً بسبب طريقة التعامل معه أو أنه لم يتم العثور عليه على الجثة بل من بين الأمتعة الشخصية للضحية.
ماري سيليست: ماذا حدث؟
عثر على السفينة ماري سيليست خالية من طاقمها وركابها، لكن ما الذي حدث لطاقهما المكون من 7 أفراد، منهم الكابتن بنجامين بريجز مالكها وزميله وزوجته وابنتهما صوفيا؟
أبحرت السفينة في 7 نوفمبر 1872، بعد تأخير عدة أيام بسبب سوء الأحوال الجوية، وبعد الإبحار واصل الطاقم مواجهة “الطقس القاسي” وفقًا لسجل القبطان، حتى وصلوا إلى جزر الأزور غرب البرتغال، وفي 5 ديسمبر اكتشفها طاقم سفينة أخرى كانت تعبر بالقرب منها، وعندما توجهوا نحوها لم يجدوا أحدا حيا أو ميتا على متنها، إذ اختفى جميع أفراد الطاقم وعائلة القبطان دون أن يتركوا أثرا، ولم تتضرر الشحنة أو تغرق السفينة، وكان سجلها سليما، فقط كان المفقود هم أفراد السفينة وأدوات القبطان الملاحية وأوراقه الشخصية.
توت عنخ آمون
لغز مقتل توت عنخ آمون
في الحضارة المصرية القديمة، لا يزال لغز وفاة الملك الذهبي توت عنخ آمون عصيا على التفسير، إذ حكم البلاد في عمر التاسعة تقريبا، وتوفي في عمر 19 عاما، وبعدما عثر عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر على مقبرته في وادي الملوك جنوب مصر عام 1922 لم يكن بها أي سجل لمعلومات بشأن كيفية وفاة الملك وظروفها، مع تكهنات بأن السبب هو شظيتين عظام داخل الجمجمة، ما دفع للتكهن بأن الفرعون الذهبي قتل بوحشية على أيدي أعداء خلال فترة مضطربة من تاريخ البلاد، فيما جاءت إصابته في الساق اليسرى، وتحديدا بكسر في عظم الفخذ، لتشير إلى احتمال وفاته مريضا بعد إصابته بعدوى شديدة نتيجة الكسر، ولم يحسم العلماء أي سبب حتى الآن.لغز اختفاء نفرتيتي
أما اختفاء مقبرة الملكة نفرتيتي، التي كانت واحدة من أقوى النساء في تاريخ مصر القديمة، فلا يزال محيرا للعلماء، وحتى اليوم لم يتم التوصل إلى مومياء أو مقبر نفرتيتي التي حكمت مصر من 1370 قبل الميلاد وحتى 1330 قبل الميلاد، مع اعتقادات بأنها قد تكون مدفونة في غرفة سرية داخل مقبرة الملك توت عنخ آمون بسبب وجود غرف ومواد عضوية خلف جدران المقبرة.