وَأَنتِ بِالذّاتِ، أَعني أَنتِ بالذّاتِ
إن لم أَذُقكِ فما مَعنَى الملَذّاتِ؟!!
وَأَنتِ أبوابُ تاريخِي تُقَابِلُهَا
نوافِذُ الخوفِ مِن مُستَقبَلِي الآتِي
ألفُ السّلام على عَينَيكِ سيّدَتِي..
على رمُوشهِمَا أزكى التّحِيّاتِ
لِحَالَتِي مُعجَبَاتٌ قُلنَ: "أعجَبَني"
وأنتِ أعجَبتِنِي في كُلِّ حالاتِي
عَجَائبُ الأرضِ سَبعٌ.. أنتِ ثامِنَةٌ..
أو أنتِ ثامِنَةُ السّبعِ السّماواتِ!!
بَيني وبَينكِ أكوانٌ تُحِيطُ بِنا
تَجرُّ أذيالَ خَيبَاتِ المَجرّاتِ
بَيني وبَينكِ أسرَارٌ تُقَرّبُنا
زُلفى إلَينا فمَا دَخلُ المَسافاتِ؟!!
تَعَدَّدَت لُغَةُ العُشّاقِ في زَمَنِي
لكِنّها لا تُساوي بعضَ أبياتي
ألَستِ مَن قُلتِ لي هذا الكلامَ؟!! وقد
كانَ احتِفَاؤُكِ بي أُولى بِداياتي
مُشَتّتٌ فيكِ إذ كُلِّي على حِدَةٍ
مُشَتّت الذِّهنِ.. لُمّي شَملَ أَشتَاتِي
صباحُ عَينَيكِ يروي عن مسائهِما..
أحلى الصّبَاحَاتِ عَن أحلى المَسَاءاتِ
كان التّعارُفُ مِن يومِ التَقيتُ بِها
على طَرِيقَةِ بَوحٍ واعتِرافاتِ
وكنتُ أحكي لَهَا ما لَيسَ تَعرِفهُ
عَنّي فتَحفَظُ بعضًا مِن حِكاياتي
أهدَيتُها كُتُبَ الشِّعرِ الحَديثِ ولَم
تبخَل عَلَيَّ بِإهداءِ الرّواياتِ
وقَدّمَت لي "زُنُودَ السِّتِّ" قلتُ لَها:
يا ليتَ لي منكِ ـ أيضًا ـ سِتّ حَبّاتِ!!
ردّت علَيَّ وقالَت لي: تُغَازِلُني؟!!
لا وقتَ.. لا وقتَ.. أيّامُ امتِحانَاتِ!!
فقُلتُ: حتّى وإن.. قالَت: كَفاكَ.. على
غَيري؛ فلا وقتَ عِندي للتّفَاهَاتِ!!
فقلتُ: يعني على غَيري وغَيركِ؟!! كم
وسيلةً لم نُبَرّرها بِغاياتِ؟!!
في الجامِعَاتِ جَمِيلاتٌ بلا عَدَدٍ
لكِن أحِبّكِ مِن بينِ الجَمِيلاتِ
ما مُنتَهَى الحُبِّ إلاَّ أنتِ.. مِن وَإلَى..
في البدءِ كنتِ إلى ما لا نهَاياتِي!!..
أبراهيم طلحة.