جاءني يحمل حزني في كفوف الألم
طارقا باب دموعي
في ثنايا المأتم
لم يزل يحظن جرحي
وبقاياي معي
في ضلوعي أسكن الآهات بيت الأسقُم
جاءني ينبش روحي
من عذابات جثت
وسعت تنهش صبري
وحروف العدم
ما درى أن كياني طينة قد أُخِذت
من جراح الطف آلاما سرت
سابحات في دمي
زفراتي نُدبة حاطت بقلبي حسرة
فدوت تنزف شوقي وسرايا بلسمي
وعيوني
رافقت همي تباعا
وسياط الأسر جهرا
فغدت ترسمني ساحة
لعزاء مُلهَم
كل طفل في جموع الأسر نبضي وفؤادي سقمي
من صدى أحزانهم أمضي يتيما تائها
أوثقتني أحرف الغم الطمي
لا أرى غير حسين
في سماء العشق يتلو أحرف الصبر وآيات انتصارات الدم
خط آفاقا من النحر تسامت في علاها
وغدت تدحر كل الظُلم
تعلن الهيهات سيفا
تقتل البغي العمي
من إباء الطف راياتي علت
نحو نيل القمم
زينب سورة حزني وتراتيل فمي
لم تقل زيفا ولكن أسقطت
عرش باغٍ بقيود المعصم
أيقظت صبح نفوس نائمات في خريف التُهم
أحرف هزت طغاة وعروشا
وآذان أبقى للحق صراط القيم
وسياط الأسر جرْسٌ
دق بابي فانتصر
وطأ الصدر بخيل فانكسر
هشم الأسنان ظلما وانتقاما فانقبر
ما درى أن حسينا
ملك العالم عشقا ثورة
هو باقٍ
وسيوف الظلم موتى
باقيات في فيافي العدم