بينما السبط باهليه مجدا في المسير فاذا الهاتف ينعاهم ويدعوا ويشير
ان قدام مطاياهم مناياهم تسير ساعة اذ وقف المهر الذي تحت الحسين
فعلا صهوة ثان فأبى ان يرحلا فدعى في صحبه يا قوم ما هذي الفلا
قيل هذي كربلاء قال كرب وبلا خيموا ان بهذي الارض ملقى العسكرين
ها هنا تنتزع الارواح من اجسادها بظبى تعتاض بالاجساد عن اغمادها
وبهذي تحمل الامجاد في اصفادها في وثاق الطلقاء الادعياء الوالدين
وبهذي تيأم الزوجات من ازواجها وبهذي تشرب الابطال من اوداجها
وتهاوى انجم الابرار عن ابراجها غائبات في ثرى البوغاء محجوبات بين
وأطلتهم جنود كالجراد المنتشر مع شمر وابن سعد كل كذاب اشر
فاصطلى الجمعان نار الحرب في يوم عسر واستدارت في رحى الهيجاء انصار الحسين
يحسبون البيض اذ تلبس فيض القلل بيض انس يتمايلن بحمر الحلل
فيذوقون المنايا كمذاق العسل شاهدوا الجنة كشفا ورأوها رأي عين
بأبي انجم سعد في هبوط وصعود طلعت في فلك المجد وغابت في اللحود
سعدت بالذبح والذابح من بعض السعود كيف لا تسعد في حال اقتران بالحسين
بأبي أقمار تم خسفت بين الصفاح وشموسا من رؤوس في بروج من رماح
ونفوسا منعت ان ترد الماء المباح جرعت كأسي اوام وحمام قاتلين
عندها ظل حسين مفردا بين الجموع ينظر الآل فيذري من اماقيه الدموع
فانتظى للذب عنهم مرهف الحد لموع غرمه يغريه للضرب نمار الصفحتين