مراقبة
سيدة صغيرة الحجم
تاريخ التسجيل: September-2016
الدولة: Qatif ، Al-Awamiya
الجنس: أنثى
المشاركات: 23,206 المواضيع: 8,338
صوتيات:
139
سوالف عراقية:
0
مزاجي: متفائلة
المهنة: القراءة والطيور والنباتات والعملات
أكلتي المفضلة: بحاري دجاج ،، صالونة سمك
موبايلي: Galaxy Note 20. 5G
آخر نشاط: منذ 9 دقيقة
حذار الشماتة فإن الأيام دول وعلى الشامت تدور الدوائر
تُعرَّف الشماتة بأنها الْفَرح وَالاغْتِباط بِبَلِيَّةِ الآخَرِين، الذين لا نحبهم، وهي ظاهرة آخذة في الانتشار في العالم الافتراضي، إظهار السرور والبشاشة والضحك عند مصاب الآخرين.
الخطير في فعل الشماتة أن الدنيا تدور فمن كان أعلى الدولاب يصبح أسفل الدولاب ومن كان أسفل الدولاب يصبح أعلاه! عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: "لا تظهر الشماتة بأخيك فيرحمه اللهُ ويبتليك". من يقرأ التاريخ جيدًّا يرى واضحًا أن ملوكًا أصبحوا سوقة وأعداؤهم أخذوا مكانهم وغير ذلك من تبدلات الزمان!
القراء الكرام، دعوا الدينَ والأخلاقَ جانبًا وتَبصروا في أحوال الدنيا العجيبة. لا بد أنكم رأيتم غنيًّا افتقر ومعافى مرض وغير ذلك من حوادث الزمان! من يعطينا ضمانًا إذا شمتنا بهم ألا نكون غدًا مثلهم؟ سنة الكون التبدل والتحول!
تبدو الشماتة حلوة أحيانًا فإذا خسر منافسي في التجارة أو في العمل أو مرضت ضرتي أو كيت وكيت أحس بنشوة وبهجة لكنه ليس من الطبيعي أبدًا أن نفرح بمصائب الآخرين. لا يخفى أن هناك مصائب كبيرة جدًّا، أعظم من خسارة المال أو الجاه تحصل ويكثر فيها الشامتون! جاء في الكتب أنه قيل لأيوب -عليه السلام- بعدما عافاه الله تعالى: أيّ شيء أشدّ ما مرّ عليك؟ قال: شماتة الأعداء. أما الشاعر، ذو الإصبع العدواني فيقول:
فقل للشامتين بنا أفيقوا..
سيلقى الشامتونَ كما لقينا
من المؤكد أن المشموت به يحدث له إحساس فائق بالمرارة لذلك ورد في مواطن الدعاء الاستعاذة من شماتة الشامتين. لا غرابة فإن عزيز القوم إذا ذلّ يصبح في نقطة ضعف فإذا شمت به الأعداء فكأنما وضعوا ملحًا في جراحاته. ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وآله-: "ارحموا عزيزًا ذل، وغنيًّا افتقر، وعالمًا ضاع في زمان جهال".
كلمات قليلة اختصر فيها الله سبحانه وتعالى قانونًا وسنة كونية: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}. في حياة البشر حوادث حلوة أو مرة تتغير على الدوام. الحياة صعود ونزول، وأحداثها في تحول مستمر وتبدل دائم مثل موجة، لا ثبات فيها، والعاقل من يستفيد من التجارب ويحول الخسارة إلى مكسب!
غاية الأمر: في نظري كل المقادير بيد الله سبحانه وتعالى فلن يزيد الشامتُ شيئًا غير الذي قدره الله وقضاه سوى أنه يظهر سوء أخلاقه ومعدنه ولؤمَ عنصره. سنن الكون جارية فينا شمتنا أم صمتنا لكن الحوادث المؤلمة تُظهر معادن المخلصين والشامتين فيصبح الشامت مسرورًا في مآسينا!
يا أيُّها الشَّامتُ المبدي عداوتَه …
ما بالمنايا التي عيَّرت مِن عارِ
تراكَ تنجو سليمًا مِن غوائلِها؟ …
هيهاتَ لا بدَّ أن يسري بك السَّاري!
اللهم لا تُشمت بنا الأعداء، ولا تجعلنا من الشامتين في مصائب غيرنا!