لَوحَةُ عَاشُورَاء
يَــا هِلَالاً فيهِ سَادَا
حُزنُنَـا وَ الدَّمعُ جَـادَا
فيهِ مِـن أجلِ قَميصٍ
أعلَنَ الكَونُ الحِدَادا
وَارتَدَى البَيتُ العَتيقُ
طِيلةَ الدَّهـرِ السَّوادا
يَومَ صارَ السِّبطُ لَوحَـاً
وَ الدِّمَـا صارَتْ مِدادا
وَ الوَصايَا فِيهِ عَشرٌ
أعيَتْ السَّبعَ الشِّدَادا
فَـاستَحالَ الأمـرُ نَهيَـاً
وَ احتِمَـالاً وَ انـتِـقَـادا
عُـطِّلَتْ فيهِ فُروضٌ
وَانتَهَىٰ الرَّفضُ جِهَادَا
وَاستَحالَ الماءُ صَدياً
نَـالَ أرواحاً وَ صادَا
وَانثَنَىٰ السَّيفُ رُكوعاً
صَـانِعَـاً أمـراً جِلادا
وَارتَوَىٰ القَوسُ سِهامَـاً
قَـاصِـداً فيهَـا كُـبَـادا
وَانحَنىٰ الطّودُ غَرامَـاً
مِن شَديدِ الحَرِّ مَادا
وَ ارتَأى المَوتُ حِواراً
لا مِياهَـاً لا وِهَـادا
فَاستَثارَ النّقعُ صَوتَـاً
في أذانِ الظُّهرِ نادَىٰ
وَارتَمَىٰ في النَّهرِ رُمحٌ
أنقَصَ المَـاءَ وَ زَادا
وَ اعتَلىٰ غَيثُ المَنايَـا
زَخَّ جَمراً وَ ارتِعَـادا
خاطِفاً أرواحَ مَوتَىٰ
قَتلُهُمْ حَـانَ وَ عَـادا
خُضِّبَتْ مِن نَزفِ خَوفٍ
أرضُهُم سَـيـلاً أبَـادا
وَانتَشَىٰ السّيفُ شَراباً
مِـن نَّجيعٍ وَ استَزادا
ثُمّ قَـامَ الطُّهرُ سَعيَاً
قَبـلَ لَـيـلٍ قَد تَفادَىٰ
أنفَقَ الأصحابَ نَـيلاً
لِـلـمُنىٰ زَكّـىٰ وِدَادَا
ثُمّ بَعدَ الصَّحبِ أهلاً
خَـاتِمَـاً فِـيـمَـا أرَادا
مَــا تَبَقَّىٰ غَيـرَ نَفسٍ
بَينَ كَـفَّـيـهِ فَـحَـادَا
لَـٰكِـنِ الأدهىٰ عِيـالٌ
بَعدَهُ تَـلـقَ اضطِهادا
لَيسَ مِن مأوىٰ لِـحُزنٍ
غَيرَ مَـا تَرأىٰ رَمادا
قَد أذاقوها سِياطَـاً
زُمرَةُ الغَـدرِ نِـكَـادا
ثُـمَّ لِلأسـرِ حَـيَـارَىٰ
سِيرَ قَـفـرَاً وَ ابتِعادا
فَـوقَ أرماحٍ رُؤوسٌ
غالَهَـا الخَسفُ عِنادا
محمدهاشم الناصري