مراقبة
تينة زكريا
تاريخ التسجيل: September-2016
الدولة: Qatif ، Al-Awamiya
الجنس: أنثى
المشاركات: 23,684 المواضيع: 8,531
صوتيات:
139
سوالف عراقية:
0
مزاجي: متفائلة
المهنة: القراءة والطيور والنباتات والعملات
أكلتي المفضلة: بحاري دجاج ،، صالونة سمك
موبايلي: Galaxy Note 20. 5G
آخر نشاط: منذ 9 ساعات
الناس يبخلون بالتراب والحسن بن علي يعطي الذهب.. شذرات من كرمه!
أبا مالكٍ لا تسأل الناسَ والتمس ... بكفيك فضل الله والله أوسعُ ولو سئل الناسُ التراب لأوشكوا … إذا قيل هاتوا أن يملوا ويمنعوا
الناس، أو أغلبهم، لو سئلوا يملون السؤال، يعطون مرة ويمنعون أخرى. إلا أن التاريخ شهد لأناس أنهم عُجنوا من طينةٍ أخرى، لا يملون ولا يمنعون سائلًا من العطاء، ومن هؤلاء الشخصيات الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب -عليهما السلام-.
لا عجب أن يكون الحسن -عليه السلام- من الكرماء فجدّه لأمه، النبي محمد -صلى الله عليه وآله-، كان أجود من السحاب. كمّله الله في كلّ صفاته وقال عنه: {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ}. أسرد لكم، القراء الكرام، شذرات من كرم الحسن -عليه السلام-:
قيل له: لأيِّ شيءٍ نراك لا تَرُدّ سائلاً وإن كنتَ على فاقة؟ فقال: "إنّي لله سائل، وفيه راغب، وأنا أستحي أن أكون سائلاً وأرُدَّ سائلاً. وإنّ الله تعالى عَوَّدني عادة، عوّدني أن يُفيضَ نِعمَه علَيّ، وعوّدتُه أن أُفيضَ نِعمَه على الناس، فأخشى إن قطعتُ العادة أن يَمنعَني العادة". وأنشأ يقول:
إذا ما أتاني سائلٌ قلتُ: مرحبًا * * * بِمَن فضلُه فرضٌ علَيَّ مُعجَّلُ
ومِن فضلِهِ فضلٌ على كلِّ فاضلٍ * * * وأفضلُ أيام الفتى حين يُسأَلُ
سأله رجل فأعطاه خمسين ألف درهم وخمسمائة دينار، وقال: ائت بحمّال يحمل لك فأتى بحمّال فأعطى طيلسانه فقال: هذا كرى الحمال. طيْلسانُ: شالٌ، وشاح، كساء أخضر يضعه بعض العلماء والمشايخ على الكتف.
اشترى بستانًا من قوم من الأنصار بأربعمائة ألف، فبلغه أنّهم احتاجوا ما في أيدي الناس، فردَّه إليهم.
جاءه بعض الأعراب فقال: أعطوه ما في الخزانة فوُجد فيها عشرون ألف دينار فدفعها إلى الأعرابي فقال الأعرابي: يا مولاي ألا تركتني أبوح بحاجتي وأنشر مدحتي. فأنشأ الحسن -عليه السلام-:
نحن أناسٌ نوالنا خضلُ … يرتع فيه الرجاء والأملُ
تجود قبل السؤال أنفسنا … خوفًا على ماء وجه من يسلُ
لو علم البحرُ فضل نائلنَا … لغاض من بعد فيضه خجلُ
سمع رجلًا إلى جنبه في المسجد الحرام يسأل الله أن يرزقه عشرة آلاف درهم، فانصرف إلى بيته وبعث إليه بعشرة آلاف درهم.
الحكايات عن كرمه -عليه السلام- كثيرة، لا تعدّ، وغايتها أن الفرع يتبع أصله! كان رسول الله -صلى الله عليه وآله- ينفق ولا يخشى الفقر. ورد عنه -صلى الله عليه وآله- في مدح السخاء قوله: "السخاء خلق الله الأعظم" وكذلك قوله "إن السخاء شجرة من أشجار الجنة لها أغصان متدلية في الدنيا، فمن كان سخيًا تعلق بغصن من أغصانها فساقه ذلك الغصن إلى الجنة".
سردت شذرات قليلة من كرم الرسول -صلى الله عليه وآله- وكرم الحسن -عليه السلام-، هدية صغيرة للقراء الكرام، وأدع لهم مهمة الاستمتاع بالبحث والتنقيب عن المزيد إن أرادوا!