.
لا اعرف كيف يمكنني طرق بابكِ في توقيت حرج كهذا، دون ايقاظ أعين القبيلة.. كيف استأذنك .. ما أقول و أي مبرر يكفي .. أي شباك بالتحديد سأحظى منه بتأشيرة عبور .. وأي اتجاه في خريطة معوجة كافٍ لتشكيل خط مستقيم، طرفاه انا وانت .. حزين جدا وفاتنة للغاية !.
أماكن فارغة محشوة بوحشة رطبة، طاولات مقلوبة رأسا على عقب.. كراسي كلها بأرجل محطمة ..
ضيق واسع كحب.. كقبر بجثة فقير نسي خلع أحلامه من قلبه، قبل فوات الأوان بقليل ..
ماذا أفعل أيتها البعيدة كوطن، القريبة كنجمة ؟.
كيف ابدأ الخطة ؟.
لا وجود، ولو افتراضا، أمسك من خلاله بلحظة واحدة ..
لحظة أخلع كل شيء فيّ ..
آتيك دون حسابات ولا مغالق أو جدران.. بلا مبررات ولا ندم في اليد أو عشرة فوق الشجرة .. بنحافة عمر يمضي لوحده.. بجروح بلاد تطلب النجدة بصمت كي لا توقظ صغارها.. بصراخ تحت الجلد، بين الأصابع، تحت الأظافر، في الرأس والأوردة وبين طيات روح تحبك بوحشة ..
أحشدني من بعيد، من أطراف العمر، قلبي يقطر دمعا، تحت جلدي آخر ما في حوزة اسبرطي أخير من كبرياء ..
ألملم، كي أعجبك، حياة أخرى، أرفض هذي التي فُرضت علي بشكل فضفاض، يراني الناس فيها كمهرج، بينما أنا طفل .. طفل نساه والديه في زحام حروب.. فرّ مذعورا بملابس جدته، بحياة جدته، ظل يركض في شوارع مجهولة ظالمة، تتلاشى وتضيق ..
هذي المدينة باتت مألوفة يا ابنة هذا الوجود ، الشوارع ووجوه البشر، كل شيء مألوف وغريب في الصميم.. كصنعاء أيضا .
رغم هذا، أصل ، كما يصل الناس في الأفلام، هل يصلون الى حبيباتهم حقا !
لا تجيبي، لا يهم، أفعل ذلك .. أصل كيفما كان ..
ألقي القبض عليّ كشرير خارت قواه، أنفضني أمام باب بيتك وأدخل..
دون تحية تعبر عن انتماء لسوى عدم مذهل يتجسد فيك؛
أحتضنك وأبكي ،
أبكي حتى الموت صباحا ..
.