تل " أجز" الأثري والذي يبعد عن مدينة الوركاء الأثرية مسافة 40 كم .
فهذه كانت عبارة عن صحراء قاحلة " وقد نقل عن الاباء والاجداد" بأن هنالك ناس كانوا قد سكنوا هذه المنطقة وتحديدا في أماكنها المرتفعة كونها عبارة عن مسطح مائي أو أنه هور وجف في فترة وهناك روايتين على تسميته بهذا الاسم الاولى بأن أسمه تل "أجز" نسبة إلى حاكم المنطقة.
إلا أن الإشارات التاريخية وحسب ما تم سماعه من المختصين بأن اسمها "أجز" كان محليا بسبب وجود بعض الفخار والزجاج المهشم.
وقدعثر أول فريق عراقي للتنقيب الأثري من الهيئة العامة للآثار على ثلاث مدافن تعود إلى ما يقارب 150 سنة ق.م شمال شرق محافظة المثنى وضمن حدود قضاء الوركاء 30 كم ــ شمال السماوة ــ تعود إلى الحضارة الفرثية وهي أقوام نازحة من بلاد فارس استمرت في حكمها مايقارب الـ 250 عاماً في المنطقة.
وأكد رئيس الفريق الآثاري علي عبيد إن العمل في هذه المنطقة كان قد بدأ منذ عام وكانت أعمال الحفر والتنقيبات من قبل مختصين جاري في عمل مستمر.
وأضاف أن الفريق عثر على ثلاث مدافن متعددة في الطرز البنائية في تل " أجز" الأثري وأوضح إن الآثار تشير الى ان هذه الحضارة كانت مقامة على أطراف نهر "إنليل" وهو رب الرياح عند البابليين.
وأوضح إن المدفن الرئيس كان قد قسم إلى طابقين بثمان وخمسين لحد وانه تم العثور على هياكل الموتي في الطابق السفلي إضافة إلى وجود هدايا جنائزية كان يعتقد في السابق بأنها سوف ترافق الميت في حياة ما بعد الموت وكانت الموجودات هي عبارة عن حلي ومصوغات وأوان فخارية .
ووصف البناء بأنه قد تم تشييده بمادتي اللبن والآجر من أجل التقوية فضلا عن وجود بعض من القبور قد بنيت بشكل إسطواني في مقدمة الرأس وتنتهي بشكل مخروطي إلى نهاية القدمين و إحتوت تلك المدافن على هياكل عظمية قد دفن أشخاصها على طريقة القرفصاء وذلك بحسب المعتقد الديني الذي كان سائدا والذي ينص على أن يكون الشخص المدفون يشبه إلى حد ما وجود الطفل في بطن أمه وأيضا وجود مدافن قد بنيت على شكل دائري ووجد فيها هياكل عظمية مدفونة بشكل قائم من جهة الرأس وهذا يعود إلى المعتقد الديني أيضا .
ومضى إلى القول أن البحث الأولي قد تم بعد تقسيم المنطقة إلى ثلاث مربعات وجد فيها ثلاث مدافن منها جماعية ومنها فردية في إشارة إلى الفارق الطبقي بين أفراد المجتمع .
ودعا الحكومتين المحلية والمركزية إلى ضرورة الإسراع في زيارة المكان وتوفير الحماية اللازمة له من أيدي العابثين وسراق الآثار اللذين وجدت لهم آثار نبش في المنطقة هذه وساهموا بتخريب بعض من أجزاء هذا المدفن المهم مؤكدا في الوقت ذاته إلى أهمية المنطقة سياحيا وكيف إنها سوف تساهم بصناعة إقتصاد مهم في المنطقة كونها ستسهم بزيادة إيرادات ومدخولات المحافظة .
وجدير بالذكر إن الفريق التنقيبي الذي نقب عن هذه المنطقة هو الفريق العراقي الأول من نوعه والذي عمل دون الاستعانة بخبرات خارجية حيث إعتمد في عمله على خبراته المكتسبة بمعية حفاري آثار محترفين قاموا بعمليات المسح والتنقيب وإظهار ملامحها واضحة للعيان .
وتشير الدراسات الآثاريه إلى أن محافظة المثنى تحتوي على العديد من المناطق الاثرية غير المكتشفة او المنقب عنها سيما وإنها تمتلك تلالا عديدة يتوقع بأن تحتها مدن تأريخية قديمة مثل منطقة التلول الحمراء والتي يبلغ عددها 28 تلا ً يقال عنها بأنها تحوي على آثار تعود أصولها إلى الحضارة السومرية .
__________________